سيناريو أمريكى إسرائيلى لضرب المفاعلات الإيرانية المتواضعة! تؤكد قراءة الأحداث فى المنطقة أننا مقبلون على متغيرات عالمية قد تعيد رسم خريطة جديدة للحدود التى ظلت راسخة لمئات وربما لآلاف السنين.. وعلى حين يرتبط فى أذهان الكثيرين أن الحرب العالمية الثالثة تعنى استخدام القوى النووية والذرية إلا أن التطورات التى تشهدها تقنيات الأسلحة الجديدة قد تكون كافية فى حد ذاتها لتحقيق ما كان يمكن تحقيقه باستخدام القنابل النووية. هناك بالفعل جيل جديد من الأسلحة النووية التى يتم التحكم فى قدرتها التدميرية ومدى تأثيرها الإشعاعى، كما أن هناك نوعًا جديدًا من أسلحة الليزر المدمرة والتى أعلنت واشنطن أنها ستمد بها إسرائيل. إذن لن تحدث حرب عالمية لمجرد صراع ينشب بين دولتين أو بين تحالفين ولكنها ستكون عبارة عن مجموعة من الحروب والصراعات تحدث فى مناطق متفرقة على الكرة الأرضية وليس شرطًا أن تكون فى نفس الوقت. أى مدقق للأحداث التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط سوف يدرك أن الحرب الثالثة بدأت بالفعل ومنذ سنوات عديدة وإن كانت وتيرتها قد تصاعدت منذ ما يقرب من عام وخاصة بعد طوفان الأقصى. تدمير غزة ثم محاولة تدمير لبنان يعنى بداية سلسلة صراعات سوف تمتد للأسف الشديد لتشمل مناطق كثيرة. دعونا نعيد قراءة متأنية وغير منحازة لواقع الصراع وحدوده وأبعاده واليوم التالى للحرب والذى لن يأتى أبدًا!! بعد عملية الإبادة الجماعية المتعمدة التى قامت بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى غزة سوف تدخل الأراضى المحتلة فى صراع جديد محلى الصنع وأقصد هنا صراعًا متوقعًا بين بقايا حركة حماس بغزة وما يطلق عليه السلطة الفلسطينية ممثلة فى منظمة التحرير. إسرائيل تغلق الآن صفحات غزة والضفة لتتجه إلى لبنان والتى يتم تدميرها ونزوح الملايين من شعبها لتبدأ مرحلة جديدة هى الصراع بين الحكومة والجيش اللبنانى وبين حزب الله. صواريخ حماس أو حزب الله سوف تصبح ذريعة لضرب إيران وخاصة بعد المسرحية التى أقيمت فى الهواء الطلق فيما سمى برد إيران على اغتيال هنية أو العشرات من قادتها. إيران تنتظر ردًا من إسرائيل على الرد الاستعراضى الذى قامت به وسط تحذيرات أمريكية من ضرب المفاعلات ومراكز الأبحاث النووية. تحذيرات أعتقد أنها جزء من سيناريو مشترك مع إسرائيل. إن القراءة المتأنية تؤكد أن نتنياهو ينفذ رغبة واشنطن القديمة والمتجددة فى منع تطوير أى برنامج نووى إيرانى وبالتالى لا يمكن استبعاد فكرة ضرب المفاعلات ومراكز الأبحاث الإيرانية. الغريب أن ذلك يحدث على حين تجرى مباحثات سرية بين طهرانوواشنطن لعودة الأحضان الدافئة ورفع العقوبات ولكن للأسف لن يتم ذلك إلا بعد تدمير قدرات إيران النووية وهى بالمناسبة قدرات متدنية على عكس ما تروج له. إسرائيل أو شرطى أمريكا بالمنطقة بدأت تغازل وتتحرش بالأردن بعد بعض الحوادث المتفرقة على الحدود ويتكرر سيناريو «جر الرجل» الذى تجيده إسرائيل مع تعدد المرات التى أطلقت فيها «صواريخ المولد» من العراق وسوريا ويسبقهم بالطبع جماعة الحوثيين. إسرائيل إذن هى فتيل الحرب العالمية الثالثة والتى ترسم الآن مع واشنطن خريطة جديدة للشرق الأوسط الجديد. خريطة تتغير فيها الحدود وتعلو لغة المصالح وتتحقق فيها مؤامرة الفوضى الخلاقة!!