كشفت اليوروبول عن تفاصيل صادمة حول انتشار شبكات إجرامية في أوروبا تبيع الفتيات والأولاد الصغار عبر الإنترنت مقابل آلاف الدولارات واليوروهات، حيث يتم استغلالهم فيما بعد في الإتجار بالأعضاء والاستغلال القصري للعمل بجانب الاستغلال الجنسي، وقد أطلقوا عليه اسم «العبودية في العصر الحديث»، وامام هذا اجتمع الخبراء من 27 دولة بهدف رصد وتحقيق الأدلة التي من شأنها الكشف عن عمليات الإتجار بالبشر التي تتم عبر الإنترنت، وتشكل تهديدًا وخطرًا متزايدًا يتجاوز الحدود الدولية، حيث تظل شبكة الانترنت وفقا لهم هي الإدارة الرئيسية الآن للمتاجرين بالبشر في العصر الحديث. ◄ فحص عشرات الكيانات على الإنترنت والجناة يستخدمون التواصل الإجتماعي للإتجار بالبشر وبسبب التعقيدات خلال عمليات تحديد تلك الشبكات، استخدمت اليوروبول الخبرات التكنولوجية الدولية، لمواجهة تلك التحديات الكبيرة والتهديدات التي تشكلها تلك المنظمات الإجرامية، حيث عكف المحققون على تحديد أي مؤشرات رئيسية تتعلق بالإتجار بالبشر على المنصات الإلكترونية. كما عمل المحققون الدوليون على استكشاف الكيفية التي قد يستغل بها المتاجرون الهياكل التجارية القانونية، حيث عززت التحقيقات الجنائية الجديدة خلال شهر سبتمبر الماضي، وتم البحث في كيفية استخدام تلك المنظمات للعملات المشفرة وأنماط التشفير، وتحديد الإتجار على منصات الألعاب وغيرها من الجوانب الفنية. وهدف المحققون إلى تحديد المنصات التي قد تسهل الإتجار بالبشر واستغلالهم على أساس الجريمة كخدمة، وغطى تحقيقهم عبر الإنترنت الإتجار المحتمل واستغلال الضحايا الأوكرانيين، فضلاً عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي الأقل شهرة لتسهيل الإتجار بالبشر. ◄ اقرأ أيضًا | ورشة لمكافحة الإتجار بالبشر لمفتشي العمل بمطروح ◄ الاستغلال الجنسي وخلال فترات التحقيق، فحص المسؤولون 252 كيانا مثل المنصات والأشخاص وأسماء المستخدمين والمواقع وأرقام الهواتف، وتحديد 40 منصة إلكترونية للاستغلال الجنسي والاستغلال العمالي والإتجار بالأعضاء، كما تمكنوا من تحديد هوية 16 مشتبهًا بهم في الإتجار بالبشر، وتحديد هوية 60 ضحية محتملة للإتجار بالبشر. وعمل المحققون بحسب اليوروبول على جمع المعرفة حول كيفية استخدام المجرمين للإعلانات عبر الإنترنت لتجنيد الضحايا وتسهيل النقل والإقامة، وتمكنوا من تحديد أهم موقع على شبكة الإنترنت المظلم يقدم خلاله مئات من المتاجرين بالبشر مجموعة من الخدمات التي تشمل الضحايا من الذكور والإناث من جميع الأعمار. وكشفت التحقيقات عن وضع أسعار متفاوتة لشراء الأطفال، لما وصفوه بالعبودية في العصر الحديث، حيث تتراوح الأسعار من 800 دولار أمريكي إلى 2000 دولار أمريكي في الساعة، بناءً على عمر و»مهارات» الضحايا، كما يتم بيع الصبي أو الفتاة «المنزلية» الدائمة مقابل ما بين 20.000 دولار أمريكي و60.000 دولار أمريكي على نفس الموقع. ◄ دعارة إلكترونية أيضا حدد الخبراء ظاهرة جديدة تسمى بالدعارة الإلكترونية، والذى وصفوه بأنه اتجاه ناشئ أثار اهتمام الجناه خلال الفترة الماضية وبدأوا فى تطبيع تلك الظاهرة، وتمكن المحققون من اكتشاف منصتين تقدمان «دورات تدريبية حول نمط الحياة» وتدريبا للرجال الذين يريدون أن يصبحوا مديرين ل «OnlyFans»، وتعليمهم بشكل أساسى كيفية أن يصبحوا قادة فى الدعارة الالكترونية واستغلال النساء. شارك في التحقيق الضخم الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبي مثل النمسا، بلجيكا، قبرص، جمهورية التشيك، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، المجر، أيسلندا، أيرلندا، ليتوانيا، هولندا، كما شاركت دول من خارج الإتحاد الأوروبى منها ألبانيا، البرازيل، جورجيا، وأوكرانيا وكوسوفو، حيث كانت بريطانيا هى من قادة التحقيق. ◄ التقديرات العالمية وأشارت منظمة العمل الدولية، إلى وجود 50 مليون شخص يعيشون في العبودية الحديثة، وفقًا لآخر التقديرات العالمية، ومن بين هؤلاء الأشخاص، تعرض 28 مليونا للعمل القسري، ووقع 22 مليونًا في شرك الزواج القسري، حيث زاد عدد الأشخاص بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الماضية. ولا تزال النساء والأطفال معرضين للخطر بشكل كبير، وبحسب وسائل الإعلام الفرنسية، حيث كان هناك 10 ملايين شخص إضافيين تحت العبودية الحديثة مقارنة بالتقديرات العالمية في عام 2016، مشيرين إلى أنها متواجدة في معظم دول العالم وتتجاوز كل الحدود العرقية والثقافية والدينية. ويوجد أكثر من نصف الحالات في العمل القسري، بينما كان هناك 25% لحالات الزواج القسري التي تقع في البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى أو البلدان المرتفعة الدخل، حيث تحدث 86% منها في القطاع الخاص، كما يمثل الإستغلال الجنسى التجارى القسرى 23% من إجمالى العمل القسرى. وهناك ما يقرب من أربعة من كل خمسة أشخاص ضحايا للاستغلال الجنسى، وما يقرب من واحد من كل ثمانية عمال طفل صغير بواقع 3.3 مليون طفل، وأكثر من نصفهم يقعون ضحايا للاستغلال الجنسى التجارى، كما يتعرض المهاجرون للعمل القسرى أكثر بثلاث مرات من العمال غير المهاجرين، سواء بسبب الهجرة غير النظامية أو سوء الإدارة، أو ممارسات التوظيف غير العادلة وغير الأخلاقية. ◄ التكنولوجيا الحديثة وأكد مدير الإنتربول أنهم عملوا على تنسيق الأنشطة العملياتية وتبادل المعلومات بين الدول المشاركة في التحقيق لمساعدة سلطات إنفاذ القانون في البحث عن مزيد من الأدلة، مشيرا إلى أنهم علموا على جمع المعلومات الاستخباراتية والأنشطة التشغيلية لتلك الشبكات عن طريق الأدوات والموارد التي يملكها. وترجع أصول العبودية خاصة للأفارقة عندما بدأت القوى الاستعمارية الأوروبية فى نقل العبيد من أفريقيا على نطاق واسع فى القرن الخامس عشر عبر المحيط الأطلسى فى ظروف مروعة، حيث أجبرتهم السلطات الاستعمارية وملاك الأراضى على العمل كعبيد فى منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الشمالية والجنوبية. ووفقا لوسائل الإعلام تم أسر واستعباد أكثر من 12 مليون افريقى، وفرض المستعمرون الأوروبيون معايير عنصرية مزدوجة على العبودية، واستعبدت إنجلتراوفرنسا الملايين من السود فى مستعمراتهم البعيدة، أما العبودية الحديثة فبات لها شكل جديد وطرق مختلفة عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة من قبل المنظمات الإجرامية، ولم تعد تقتصر على الأفارقة فقط، بل امتدت لتشمل جميع الفارين من الحروب والأزمات والمهاجرين والأطفال الذين يتم اختطافهم.