مسئولية الإدارات .. واختبار الاتحادات

من الآخر

من الأشياء الجميلة فى المرحلة الأخيرة بالرياضة أن الشخصيات التى تتولى إدارة الأندية والاتحادات لديها القدرة الكبيرة على احتواء المواقف وعدم افتعال الأزمات الساخنة التى تؤثر على الحالة المعنوية فى المدرجات ، والمؤكد أن المعاناة فى الفترة الأخيرة لم تكن بين الإدارات ولكن بين الجماهير والإعلام ولكن الغريب أن الإعلامى أو الصحفى أصبح الآن يعلن عن انتمائه لهذا الكيان أو لون الفانلة بصراحة ووضوح مع توغل عالم السوشيال ميديا على عكس ما كان يحدث فى الماضى، حيث كان الحديث عن تشجيع الفريق الفلانى أو العلانى عيبا ومن المحرومات بحثا عن مزيد من الحيادية والموضوعية فى التناول والكتابة.
وربما يلعب العمل فى القنوات الفضائية الخاصة بالأندية أو مراكزها الإعلامية دورا فى هذا الدفاع والرغبة فى كسب مزيد من «الترافيك» على مواقع التواصل الاجتماعي.
مفيش شك أن حالة الوئام الأخيرة بين مجلسى الأهلى والزمالك خاصة بعد تلبية الأسطورة محمود الخطيب رئيس القلعة الحمراء لدعوة الكابتن حسين لبيب لزيارة القلعة البيضاء لعبت دورا فى تهدئة المدرجات والعودة لأيام زمان عندما كان التنافس الشريف سمة المباريات والبطولات بين القطبين الكبيرين، وربما لعبت سيطرة الأهلى على البطولات والألقاب مع تراجع نتائج الزمالك دورا فى تلك المبادرة التى سرعان ما بدأ البعض النفخ فى نيران وأدها مرة أخرى مع فوز الزمالك بالسوبر الإفريقى على حساب الأهلى بالرياض وبدء ملامح حالة من الندية قادمة للمنافسة على الألقاب بين الفريقين قبل بطولة السوبر المصرى القادمة بالإمارات.
فاز الزمالك بالسوبر الإفريقى لأنه كان الأجدر والأكثر رغبة فى التتويج باللقب القارى وكان جوميز فى قمة تألقه فى الوقت الذى تأثر فيه لاعبو الأهلى بالنفخة الإعلامية والتصريحات الهلامية عن فوزهم باللقاء قبل السفر إلى السعودية بجانب أن كولر لم يكن فى حالته وتركيزه والمؤكد أن من حق جماهير الزمالك أن تفرح بهذا الانتصار الكبير لأنه جاء على حساب الأهلى العريق كبير إفريقيا والملك المتوج بألقابها القارية فى القرن الجديد بلا منازع وليس من حق الأهلاوية، سواء بعض نجوم الكرة السابقين أو أصحاب المنصات الفيسبوكية الغضب والتحفيل والتقليل من الإنجاز الزمالكاوى الذى ولد من رحم المعاناة المالية والمشاكل العويصة فى الفيفا مع لاعبين تركوا النادى ولهفوا ملايين الدولارات بشكاوى للفيفا.
ليس عيبا أن يطلق مسئولو الزمالك فى تصريحاتهم على ناديهم أنه أفضل قلعة رياضية فى مصر أو أن يتغنى الأهلاوية بناديهم بعبارة أفضل نادٍ فى الكون العيب كل العيب أن يكون الهدف من تلك الشعارات كسب تأييد ودغدغة مشاعر الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعى وكذلك بدء البعض من مجالس الإدارات التحفيل والتقليل من الآخر، وهنا مربط الفرس لأن هناك ملايين من الصبية الذين يتعاطون مع تلك الروح الرافضة للمنافس واحتفالاته والأخطر أولئك المتربصون لبلدنا المحروسة بحثا عن أى خلاف فى وجهات النظر للنفخ فيه وإشعال نيران التعصب الأعمى بين الجماهير.
الرياضة المصرية تدخل مرحلة جديدة من الاستقرار والتطوير والرغبة فى تصحيح مسار الكرة المصرية لتعود مثلما كانت دوما قوية ورائدة فى القارة السمراء والمنطقة العربية وبالتالى يجب على مجالس إدارات الأندية خاصة الشعبية أن تتعامل مع التصريحات بحذر خاصة المتعلقة بالتحفيل أو التفضيل لأن الرياضة مكسب وخسارة والتنافس الشريف لا يجب أن يخرج عن حدود المستطيل الأخضر وإن شاء الله ستظل مصر محروسة بجيشها وشرطتها وقيادتها السياسية التى تعتبر الرياضة أمنا قوميا وتعمل ليلا ونهارا من أجل أن يعيش المواطن المصرى فى أمن وسلام.
انتخابات الاتحادات الرياضية بدأت بالفعل بفتح باب الترشح لانتخاب مجالس إدارة جديدة فى عدد من الاتحادات بدأت الفروسية والرماية والجمباز والسباحة وستتوالى البقية قبل نهاية الشهر الجارى حتى نصل إلى شهر ديسمبر بمجالس إدارات «نيولوك» تبدأ العمل فورا من أجل التجهيز لأولمبياد لوس أنجلوس 2028 بأمريكا، والمؤكد أن ياسر إدريس شبه منفرد بقائمته فى السباحة ويستحق بعد الطفرة الكبيرة والنتائج الرائعة التى تحققت فى الفترة السابقة ولا خلاف على إسماعيل شاكر فى الفروسية وإيهاب أمين فى الجمباز والبقية ستأتى.
الحدوتة ليست من يكسب فى الانتخابات ولكن فيمن عنده القدرة ويستطيع تنفيذ المطلوب لتحقيق الأحلام والطموحات بالمنافسة بقوة على ميداليات أولمبية والأجمل هو التتويج بها وأتصور أن الطفرة الرياضية غير المسبوقة التى حدثت فى مصر المحروسة فى عهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى على مستوى الإنشاءات والدعم المالى لقطاع البطولة تجعلنا نحلم دائما بالوقوف على منصات التتويج الأولمبية خاصة فى الألعاب التى نتفوق فيها مثل الأثقال والمصارعة والجودو والسلاح والملاكمة ومعها الإسكواش المدرج فى الأولمبياد القادم ونسيطر الآن على تصنيفه عالميا على مستوى الرجال والسيدات.
بالتأكيد أن الجمعيات العمومية للاتحادات ستختار الأفضل والأجدر لصالح اللعبة ومستقبلها ومن عمل واجتهد سيحصل على حقه ومن فشل وتكاسل سينال جزاءه واللى ذاكر ذاكر.
وهناك أيضا أشخاص ناجحون فى مؤسساتهم بشهادة الجميع ولكن من المؤسف أن تجد من يحاربهم بسبب صداقة أو ارتباط بعض المسئولين بأشخاص لهم مصالح شخصية ضد إدارات بعض الأندية وقديما قالوا الزن على الودان أمر من السحر ولكن فى النهاية لا يصح إلا الصحيح.