ليس هناك من هو معصوم من الخطأ وليست المشكلة فى العصيان نفسه ولكن المشكلة الحقيقية فى إعلان الذنب على الملأ للتفاخر به من البعض ناسين أن المعاصى عورات تهدم الأسر والمجتمعات وقد حذر ديننا من ارتكاب المعاصى وفتح باب التوبة وتوعد المجاهرين بهم بأشد العذاب حرصا على النفس والأسرة والمجتمع. يوضح د.أحمد محمد عوض من علماء الأزهر كيف يستر المسلم أخاه فيقول: إسلامنا يدعونا إلى الأخلاق الطيبة والأدب العالى والسلوك القويم ولذا قال الله تعالى: «وإنك لعلى خلق عظيم»، وكانت الأخلاق تستمد مادتها من سيدنا رسول الله ، والدين يريد أن يتخلق المسلم بالأخلاق الطيبة والتربية العالية، ومن هذه الأخلاقيات نعمة وخلق الستر الذى يعيش به الإنسان ويعيش به غيره آمنا مطمئناً أن ربنا يستر على عبده ليس مرة بل مرارا وتكرارا، فالواجب على الفرد الذى ارتكب المعصية أولا أن يقبل على الله ويقلع ويتوب وإن كانت صغيرة فإن الإصرار على الصغائر يجعلها كبائر، ولذا قال النبى صلى الله عليه وسلم: (إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه)، ويؤكد أن أيضا من الأخلاق الطيبة عدم المجاهرة بالمعاصي، وقد علمنا إسلامنا أنه لا يصح للعبد بعد ارتكاب الخطأ أن يعلنه، بل يبادر بالتوبة حتى لا يعود اليه؛ قال رسول الله: (كل أمتى معافى إلا المجاهرون. قيل ومن هم قال: يبيت الرجل فيعمل الذنب ثم يستره ربه فيصبح يقول عملت كذا وكذا بالليل ويتفاخر ويزهو بالذنب وبنفسه، والمعلوم أن المعاصى تجعل المجتمع تنتشر فيه الأفعال المشينة، قال تعالى: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون»، فالواجب كتمان المعاصى والستر على بعضنا البعض. اقرأ أيضًا| مفتي الجمهورية: نسعى للوصول إلى رؤية تكاملية بين المدارس الفكرية فقد ذهب رجل إلى النبى وقال: رأيت فلانا البارحة يفعل كذا، وكذا فرد عليه النبى وقال: (هلا سترته بثوبك)، فالإنسان لابد أن يكون مصدراً للستر لا الفضيحة والغيبة والنميمة ولا يسعى أن يتكلم بكلمة ربما تهوى بها حياة عائلة أو غيرها وتجعل مستقبلها مظلما، ولقد قال النبى لأصحابه يوما عندما وجدهم يضربون رجلاً شارب خمر: (لا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم)، وهذا نداء للأفراد والأسر ولمواقع التواصل الاجتماعى استروا على أنفسكم وكفى كم هذه الفضائح والموبقات.