يتزامن اليوم مع عيد ميلاد الكينج محمد منير ال 70 الذى ولد فى مثل هذا اليوم ال 10 من أكتوبر عام 1954، ويعد من أهم المطربين الذين تمتعوا بمسيرة حافلة في عالم الغناء. مشوار محمد منير الفني لا يعبر فقط عن مسيرته الشخصية، بل هو مرآة لجيل كامل عاش تحولات الحياة على صوت أغانيه. الكينج محمد منير أحد أشهر المطربين بالوطن العربي وعلامة بارزة في عالم الغناء استطاع من خلال حنجرته المميزة وأسلوبه الفريد بالغناء وأغنياته المميزة أن يصنع رحلة طويلة وناجحة في عالم الغناء وأن يصبح قدوة وعلامة تدرس لجميع الأجيال القادمة. حدوتة بدأت بحلم صغير .. حدوتة تعلق بها الجمهور .. حدوتة عن رحلة طويلة مليئة بالحب والعطاء .. حدوتة لها تاريخ عشقها الكثيرون .. حدوتة ظلت تجوب جميع أنحاء العالم حتى أصبحت حدوتة مصرية تحمل في النهاية عنوان "الملك" .. جاءت البداية عندما آمن الأخ الأكبر "فاروق" بموهبة محمد منير وصوته المميز بين الناس، وهو يعلم مدى تعلق منير بالغناء، فقرر أن يدبر لأخيه فرصة تناسب صوته الفريد الحنون، وكان فاروق عاشقاً للفن والغناء النوبي ويعلم بعذوبة صوت أخيه الأصغر، فقرر أن يستثمر فيه حلمه الذي لم يتحقق لنفسه، فكان دليله نحو طريق النجاح، وبسبب صلة فاروق بجميع مطربين النوبة، وعلى رأسهم أحمد منيب، وكذلك كان صديقا لشعراء الجنوب، ومن بينهم عبد الرحيم منصور، صنعت تلك الشبكة من العلاقات بداية فرصة لتكوين ثلاثي قوي يقوم بقلب موازين الموسيقى في تلك الفترة. إقرأ ايضا:اللي يبيع بيت أبوه..12 أغنية «مظلومة» في مشوار محمد منير اصطحب الشاعر عبد الرحيم منصور الشاب محمد منير إلى الملحن النوبي أحمد منيب، فسمع صوتاً تمناه منيب لنفسه، لأنه لم يتوفر له مقومات النجاح كمطرب، لكن كان لديه مقومات الملحن الذي صنع مع منير نجاحات لم يحققها مع غيره، لذلك يمكننا أن نقول أن منير من قدم منيب كما أراد لنفسه، وجسد منير خصوصية ألحان منيب وميزها بصوته وأسلوبه الغنائي الخاص عن أي موسيقى لملحن آخر، فلمعت في صوت منير أصالة الموسيقى النوبية، وهنا تبدأ رحلتهما معاً التي لم تطل كثيراً، لكنها كانت مميزة في حياتهما العملية. وكان الثلاثي يجتمع في لقاءات عمل رغبة منهم بتقديم شيء مختلف ومميز، فيأتون ببعض الأغنيات بالنوبية، ويقوم عبدالرحيم منصور بإعادة صياغتها حتى تكون بلهجة مصرية سهلة الفهم للجمهور، ويقوم منيب بتلحينها ويغنيها منير لتصبح حالة جديدة في السوق الغنائي، لكن حتى يكتمل ذلك المشروع ويحدث الانتشار، لابد من تبني هذا العمل من شركة إنتاج، وقد حدث بالفعل أسس المنتج الراحل هاني ثابت شركة "سونار للإنتاج الفني"، التي اقتحمت السوق المصري بإنتاج أول ألبوم لمحمد منير. إقرأ ايضا: محمد منير.. أشهر عزاب الفن الذي أدخله يوسف شاهين عالم التمثيل بدأت الرحلة الحقيقية عندما سمع الموسيقار هاني شنودة صوته وعلم أنه مشروع نجم كبير، لذلك تعاونت فرقة "المصريين" لصاحبها هاني شنودة، مع أحمد منيب في صنع موسيقى تليق بصوت منير وبمساعدة كلاً من عبد الرحيم منصور وسيد حجاب في وضع الكلمات المناسبة، فخرج أول ألبوم لمنير "علموني عينكي" عام 1977. وعن علاقة الشاعر عبدالرحيم منصور بمحمد منير .. يقول منير: "كان عبدالرحيم صديقي، وهو من أول من آمنوا بصوتي، وكنت بعشق كلماته، علمت عنه الكثير منذ طفولتي أثناء دراسته الثانوية بأسوان، وكان قريباً مني لصداقته ب فاروق أخي الأكبر، وتمنيت أن أغني (أنا بعشق البحر) التي قامت بغنائها الفنانة نجاة من ألحان هاني شنودة، فحققا معاً نجاحاً كبيراً في كل الأغنيات التي قدموها سوياً نتيجة لتميزها وكان لها صدى كبير بين الجمهور، منها: (اتكلمي، عقد الفل والياسمين، بريء، اشكي لمين، افتح قلبك، كلم القمر، الرزق على الله، الكون كله بيدور، حاضر يا زهر، هون يا ليل، في عنيكي غربة وغرابة، شجر الليمون، شمس المغيب، قمر الرحيل، فين الحقيقة يا خال، وحدوتة مصرية) وغيرهم الكثير من الأعمال التي سكنت وجدان الجمهور منذ السبعينيات حتى وقتنا هذا". إقرأ ايضا:محطات فنية في حياة محمد منير رسمت طريقه للشهرة كما قال الملحن هاني شنودة عبر حسابه على إحدى مواقع التواصل الإجتماعي: "لو هناك أب روحي حقيقي لمحمد منير فهو عبد الرحيم منصور، الذي جاء لي به وصاغ مشروعه الفني عبر كلماته التي كانت متمردة وسباقة ومستشرفة للمستقبل". لكن ظل للقدر كلمته الأخيرة في إنهاء هذا المشوار بينهم بوفاة الشاعر عبدالرحيم منصور "شاعر الغربة والوطن" في عام 1984 عن عمر 43 عاماً، تاركاً أثراً كبيراً وتاريخ لا يستهان به خاصة مع "الكينج" محمد منير. وعلى صعيد آخرالعلاقة الرابطة بين النوبيان منيب ومنير، وهي الحالة المشتركة بينهم هي أحد أسباب هذا النجاح الكبير الذي تحقق بينهم ونعيش معه حتى الآن، علماً بأن عندما تعامل أحمد منيب مع مطربون آخرون في الثمانينات وقدموا أغنيات ربما كانت جيدة، لكنك لا تكاد تتعرف على أصوات مغنييها على عكس منير، وبينما انطفأ الكثير من هؤلاء المطربين ولايزال منير من وقتها وإلى اليوم نجماً يغمر نفوس جمهوره بدفء صوته، ويستحضر دائما روائع منيب التي هي علامة مميزة في تاريخ محمد منير منهم: "حدوتة مصرية، شجر الليمون، الليلة يا سمرة، سحر المغنى، في دايرة الرحلة، بعتب عليكي، حواديت، شبابيك، هون يا ليل، يا مركبي، افتح قلبك، يا إسكندرية، عقد الفل والياسمين، أم الضفاير، وفي عنيكي غربة".. وغيرهم. لذلك كان منير هو وحده صوت منيب.. أمتد التعاون بينهما من 1977 وحتى 1984 لينفصلا بعدها، وعبر تلك الفترة قدما معا 48 أغنية، كان النجاح الأكبر لهما وثالثهما الشاعر عبد الرحيم منصور مع ألبوم "شبابيك" عام 1981، الذي تولى عازف الجاز الأشهر يحيى خليل توزيع أغنياته، وسبقت هذه التجربة أخرى مع هاني شنودة، حيث قام بتوزيع ألبوم "بنتولد" عام 1978. إقرأ ايضا: «المصير» الأبرز.. 11 فيلمًا في مشوار محمد منير كممثلا بعد ذلك الانفصال، ابتعد منير لسنوات عن الساحة، بينما دخلها منيب مطرباً، ليطلق عدة ألبومات منها: "مشتاقين، ويا عشرة، وكان وكان، وبلاد الدهب، وراح أغني، وقسمة ونصيب، وحدوتة مصرية"، لكن الجميع لاحظ حينها أن منيب الملحن أعلى قدراً من منيب المطرب، وأن للحدوتة بطلين، فعاد ملحناً مع قامات كبيرة مثل: "عبد الرحمن الأبنودي، عبد الرحيم منصور، سيد حجاب، فؤاد حداد، أحمد فؤاد نجم، مجدي نجيب، عصام عبد الله، صلاح جاهين، جمال بخيت"، وقدم منيب خلال تلك الفترة من حياته الكثير إلى الأغنية المصرية من الإيقاعات النوبية الفريدة والأصيلة، فترسخت ألحانه في نفوس سامعيها، فتليق ب"بلاد الذهب"، ليرحل منيب عام 1990 عن عمر 64 عاماً. ورغم رحيل شركاء النجاح، استطاع منير أن يقدم المزيد من النجاحات الفنية المختلفة في مجال الغناء بمشاركته لقامات كبيرة، منهم من يعاصرنا حتى الآن، وايضاً في مجال التمثيل بشكل محدود لم يستمر كثيراً، استطاع بأسلوبة العذب وصوته الفريد للغاية أن يتربع على عرش الغناء ويسكن قلوب محبيه، ولايزال يمتعنا بما يقدمه وسوف يظل علامة في تارخ الموسيقى المصرية للأبد جيل بعد جيل.