6 ساعات، استطاع فيها الجيش المصري العظيم، هزيمة العدو الإسرائيلي، في حرب العزة والكرامة، التي سطرت ملحمة بطولية، أثبت فيها أبطال القوات المسلحة، أن مصر لها درع وسيف يحميها من تسول له نفسه، المساس بسيادتها. بعد نكسة 67، لم يكن أحد يتخيل أن يستطيع الجيش المصري استعادة قوته مرة أخرى، وأن تجرع مرارة الهزيمة، قضت على آمال وطموحات الشعب في تحرير أرض سيناء الغالية، من قبضة العدو الإسرائيلي، الذي أوهم العالم بأنه قوة لا تقهر. الإعداد للحرب لم يكن أمرًا سهلًا، خاصة وأن مصر كانت تمر بظروف اقتصادية صعبة، وتسليح الجيش وإعادة بنائه يحتاج لإمكانيات مادية ولوجيستية هائلة، وهو الأمر الذي ثبت شعورًا لدى العدو، أن استطاع فرض سيطرته وسطوته على سيناء، ولن يستطيع أحد إخراجه منها. خلال تلك الفترة، عكف الرئيس البطل محمد أنور السادات، على التفكير في كيفية بناء الجيش، وإعداد خطة استعادة الأرض، وتحرك بذكاء ودهاء، وتمكن من توفير كافة الأسلحة والمعدات اللازمة للجيش، بفضل علاقاته القوية بالاتحاد السوفيتي، الحليف الاستراتيجي لمصر. خطة الخداع الاستراتيجي، التي نفذها الرئيس السادات، أربكت العدو الذي لم يتخيل أن الجيش المصري، سوف يتحرك بهذه القوة، وبالفعل كان عنصر المباغتة والعزيمة والإيمان الراسخ لدى قيادات وضباط وجنود القوات المسلحة البواسل، دافعًا للجيش المصري لتحقيق أعظم انتصار في تاريخ مصر الحديث. لم يكتب لي القدر أن أعيش لحظات النصر، ولكني عندما جئت إلى الدنيا، من صُلب بطل شارك في حرب أكتوبر، وكان له دورًا في تحرير أرض سيناء الغالية، والتصدي بقوة وشجاعة للعدو، هو وأبطال جيش مصر العظيم، ورفع علم مصر على أرض الفيروز، وحصول والدي «محمد عبدالوهاب» - المجند آنذاك - على «نجمة سيناء»، سيظل فخر وشرف لي اتباهى به طوال حياتي. ما حدث يوم السادس من أكتوبر، ملحمة بطولية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وسيظل يوم السادس من أكتوبر عام 1973، حدثًا تاريخيًا تتفاخر به الأجيال على مر العصور، ولا يمكن أن ننسى شهداءنا الأبرار ممن ضحوا بأرواحهم، وروت دمائهم أرض سيناء الغالية، لينعم الوطن بالأمن والاستقرار. تحية فخر واعتزاز بجيش مصر العظيم، في يوم النصر، على ما قدمه من دور بطولي، سطره التاريخ بأحرف من نور، في سجل المجد، وستظل القوات المسلحة، مبعث الأمان والاطمئنان لمصر وشعبها أبد الدهر.. تعظيم سلام لأبطال مصر الشجعان، ورحم الله شهداءنا الأبرار، وأسكنهم فسيح جناته.