عامٌ مضى على الحرب على غزة، لكن آثار الصراع لا تزال واضحة، حيث أعاد هذا النزاع رسم خريطة الاستيطان الإسرائيلي بشكل لم يسبق له مثيل. خلال الحرب على غزة، بدت الخريطة الاستيطانية وكأنها أفعى تلتهم الأراضي الفلسطينية شيئا فشيئا، فالحرب الإسرائيلية لم تقتصر على استهداف بنى تحتية بالقطاع المنكوب، بل امتدت آثارها لتشمل حياة الفلسطينيين اليومية، حيث تعمق الصراع في جغرافيا الهوية والانتماء، محاولا تغيير معالم الأرض التي تتشبث بها الأجيال الفلسطينية على مر العقود. اقرأ أيضًا| حرب غزة| صحف خليجية تسلط الضوء على الذكرى الأولى ل«طوفان الأقصى» بعد عام على مضي حرب غزة، انكشفت نوايا إسرائيل الحقيقية لتعزيز قبضتها على الضفة الغربية وزيادة عدد المستوطنات، وخلال الحرب على غزة بينما كان القصف الإسرائيلي يضرب أنحاء القطاع المكلوم، كانت هناك عمليات توسيع مستمرة ل المستوطنات الإسرائيلية التي طالت مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية، ما عمق الانقسام الجغرافي بين المدن والقرى الفلسطينية. الحرب على غزة وتهجير السكان| مخطط الاستيطان المتسارع في ظل حرب غزة الشرسة التي تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، تتعالى أصوات تطالب بتهجير سكان القطاع وإعادة المستوطنات الإسرائيلية إليه، ويتصاعد الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدس بسرعة كبيرة، حيث نفّذ المستوطنون أكثر من 750 اعتداء ضد الفلسطينيين خلال الفترة ذاتها. تصعيد الانتهاكات في عام 2024 في أغسطس 2024، وصلت الانتهاكات الإسرائيلية إلى ذروات جديدة، حيث أعلن رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مؤيد شعبان، عن 1228 اعتداء نفذها الاحتلال والمستوطنون خلال هذا الشهر وحده، فلم تكن الأرقام مجرد إحصائيات، بل تجاوزت ذلك إلى ممارسات تصنّف كجرائم حرب في ظل استمرار الحرب على غزة. توسع غير مسبوق| اعتداءات في كل مكان في تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الشهري، أشار شعبان إلى أن الاعتداءات تراوحت بين الهجمات المسلحة وتجريف الأراضي واقتلاع الأشجار، أما في القدس وحدها، سُجل 204 اعتداءات، فيما كانت محافظة رام الله ونابلس أيضًا هدفًا رئيسيًا للاعتداءات الإسرائيلية خلال الحرب على غزة. اقرأ أيضًا| عام من حرب غزة| 900 عائلة فلسطينية مُحيت أسماؤها بفعل «إجرام إسرائيلي مكتمل الأركان» بداية الاستيطان| من 1967 حتى اليوم منذ حرب 1967، بدأت إسرائيل بتعديل القوانين لتسهيل مصادرة الأراضي الفلسطينية، حيث كانت الضفة الغربية خالية من المستوطنات الإسرائيلية قبل الاحتلال، ومع بداية عام 2023 قبل الحرب على غزة، بلغ عدد المستوطنات 176 مستوطنة، في حين يوجد 186 بؤرة استيطانية أخرى، وعززت السياسات الاستيطانية من عزل الفلسطينيين وتجزئة مجتمعاتهم. المستوطنون واستغلال حرب غزة على مدار عام من الحرب على غزة، تصاعدت أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون في الضفة بدعم مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، فالحواجز المشددة وعمليات التفتيش المبالغ فيها زادت من التضييق على الفلسطينيين في الضفة، لتصبح الأرض الفلسطينية مسرحًا لمزيد من الانتهاكات المتواصلة. تهجير قسري وفقًا لتقارير الأممالمتحدة، خلال عام من الحرب على غزة، استخدم المستوطنون الإسرائيليون العنف لترهيب الفلسطينيين ودفعهم لترك أراضيهم، واستهدفت عمليات التهجير القسري نحو 60% من أراضي الضفة، كما أغلق المستوطنون الطرق، واقتحموا المنازل، مما اضطر أكثر من 600 شخص إلى مغادرة أراضيهم منذ بداية العدوان. اقرأ أيضًا| برغم المجازر.. «طوفان الأقصى» يكسب ! الاقتحامات اليومية| تصعيد مستمر مع استمرار الحرب على غزة، تتزايد الاقتحامات الإسرائيلية اليومية لمناطق الضفة الغربية، هدم البيوت وتجريف البنية التحتية أصبح روتينًا يوميًا، ما رفع من عدد الشهداء والجرحى، واستغل الاحتلال خلال حرب غزة التركيز الإعلامي على غزة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة، متجاهلًا الانتهاكات الإنسانية التي تحدث هناك. منذ بداية الحرب على غزة، تزايدت الاعتداءات التي يمارسها المستوطنون، فتم تهجير 1222 فلسطينيًا، وبحسب تقارير الأممالمتحدة، يتصاعد هذا العنف في ظل انشغال العالم بالصراع القائم في غزة، بينما تعمل قوات الاحتلال على توسيع طريق في وسط غزة، يمتد لحوالي 8 كيلومترات، كجزء من خططها للسيطرة على القطاع حتى بعد انتهاء الصراع. وذلك بهدف تقسيم غزة وضمان حركة قوات الاحتلال بشكل أسرع، ما يعكس سعي الاحتلال لفرض هيمنة مستدامة، وفي ظل الحرب على غزة، تستمر إسرائيل في تعزيز سيطرتها عبر الاستيطان والتهجير القسري، لتُظهر هذه المخططات التوسعية أن ما يحدث في غزة ليس فقط معركة عسكرية، بل جزء من استراتيجيات أوسع لتغيير الواقع الديموغرافي والسياسي..