مروة جابر بعد ساعات من ضربة إسرائيلية عنيفة هزت أرجاء الضاحية الجنوبيةببيروت والغموض حول مصير زعيم حزب الله، أعلن الجيش الإسرائيلى صباح أمس رسميًا اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، فى حين نعت الجماعة اللبنانية قائدها، جاء ذلك تزامنًا مع مواصلة الجيش الإسرائيلى عدوانه على الضاحية الجنوبية، ووسط تهديدات إسرائيلية بتوغل برى فى لبنان.. وقال جيش الاحتلال إن الطائرات الإسرائيلية شنت غارات بتوجيه استخبارى دقيق من هيئة الاستخبارات والمؤسسة الأمنية على المقر المركزى لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكنى فى حارة حريك بالضاحية الجنوبية، مشيرًا إلى أن الغارة نفذت فى الوقت الذى تواجدت فيه قيادة حزب الله داخل المقر. وقال الجيش إنه اغتال أيضًا القيادى على كركى، قائد الجبهة الجنوبية فى الحزب وعددًا آخر من قادة الحزب. وزعم الجيش أن حزب الله كانت لديه خطة للتسلل إلى إسرائيل وشن عدة هجمات، قائلاً: «لبنان أصبح قاعدة مسلحة فى ظل قيادة نصر الله». وأكد الجيش أن «حسن نصر الله أرهب إسرائيل لعقود»، معربًا عن أمله فى أن يؤدى اغتياله إلى تغيير تصرفات الحزب. وأشار الجيش إلى أن الطريق طويل وحزب الله لا يزال بإمكانه إطلاق النار على إسرائيل. وأكد أنه مستعد لتصعيد أوسع وأن القوات فى حالة تأهب قصوى. وقال الجيش الإسرائيلى إن سلاح الجو قصف أكثر من 140 هدفًا لحزب الله فى لبنان. وأعلن مسئولون إسرائيليون لأكسيوس مقتل قائد فيلق القدس بالهجوم. من جهتها، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلى أن طائرات الجيش ألقت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات لاغتيال حسن نصر الله. وقالت الإذاعة إن التقديرات تشير إلى أن القيادى فى حزب الله هاشم صفى الدين لم يقتل فى الهجوم. وأضافت أن الجيش لم يتوقف عن مهاجمة لبنان، ويسعى لاستغلال الوقت وتقويض قدرات حزب الله، مؤكدًا أن سلاح الجو ينفذ هجمات إضافية فى منطقة بعلبك والبقاع وجبل لبنان.. اقرأ أيضًا| اللواء وائل ربيع: اغتيال نصر الله سيليه حرب وجودية بين حزب الله وإسرائيل وفى رسالة تهديد واضحة، أكد رئيس الأركان الإسرائيلى هرتسى هاليفى أن تصفية نصر الله ليست نهاية القدرات والوسائل المتوفرة لدينا، مشيرًا إلى أن الهجوم تم التخطيط له منذ فترة طويلة ونفذ فى الوقت المناسب. وتوعد هاليفى بالوصول إلى كل من يهدد الإسرائيليين. وبدوره، قال زعيم المعارضة يائير لبيد إنه «إنجاز مهم لأمن إسرائيل وليعلم أعداؤنا أن من يهاجمنا سيموت». من جهتها، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن ضابط بالجيش الإسرائيلى أن الجيش نشر لواءى احتياط مما يعنى أن التوغل البرى خيار ممكن. وأشار الضابط إلى أن التعبئة تفتح الخيارات وترسل إشارة للجانب الآخر بأن الهجوم قد يأتى. وكان مصدر مقرب من حزب الله أكد فى وقت سابق أن الاتصال بنصر الله فقد منذ مساء أمس الأول. فيما أكد مصدر أمنى إسرائيلى أنه «لا يمكن لأحد أن يخرج حياً من الهجوم على الضاحية إلا بمعجزة»، وفقًا لما نقلت «إسرائيل هيوم». وأشارت صحيفة «جيروزاليم بوست» إلى مقتل زينب نصرالله فى الضربة. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسئول أمنى إسرائيلى قوله إنه لا يتوقع أن تستمر الحملة ضد «حزب الله» فى لبنان نفس مدة حرب غزة، مبررًا ذلك بأن أهداف إسرائيل «أكثر تحديدًا» فى لبنان. وبعد ليلة دامية عاشتها الضاحية الجنوبيةلبيروت، عقب قصف إسرائيلى طال مناطق متفرقة بأكثر من 40 غارة، واصل الجيش الإسرائيلى عدوانه على الأراضى اللبنانية عبر سلسلة غارات عنيفة ومتتالية على مبان فى مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية فى بيروت، بزعم أنها تتضمن مواقع لحزب الله. وشهدت الضاحية الجنوبية 21 غارة اسرائيلية وأحزمة نارية واستمر القصف الإسرائيلى لمدة 20 دقيقة بشكل متواصل على ضواحى مدينة بعلبك. وانتشرت مشاهد الدمار والركام، وتصاعدت أعمدة الدخان الكثيف مغطية بيروت جراء الحرائق التى اشتعلت فى الضاحية. وأصدرالجيش الإسرائيلى إنذارات جديدة تدعو لإخلاء أبنية فى مناطق معينة فى حيى الليلكى والحدث زاعمه أنها قرب مناطق لحزب الله. يأتى هذا فيما نزح الآلاف من سكان الضاحية الجنوبية تجاه العاصمة بيروت. وعلى الصعيد الدولى، دعت المفوضية الأوروبية ووكالة سلامة الطيران شركات الطيران الأوروبية إلى تجنب المجال الجوى لإسرائيل ولبنان. وقال رئيس الوزراء الفرنسى ميشيل بارنييه إن الوضع فى لبنان فى غاية الخطورة. واستنكر رئيس العراق عبد اللطيف رشيد العدوان الإسرائيلى على لبنان وطالب المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية وبذل جهود حثيثة لوقف الحرب ومنع المجازر بحق المدنيين فى لبنان وفلسطين. ليلة نام فيها اللبنانيون فى العراء نوال سيد عبدالله بين ليلة وضحاها، وجد مئات اللبنانيون أنفسهم ينامون فى العراء بعد أوامر الإخلاء فى ضواحى بيروت. ووصفت العائلات مشاهد فوضوية، حيث فر مئات الأشخاص من منازلهم فى وقت مبكر من صباح أمس قبل الغارات الجوية. وحاولت العائلات الكبيرة التكدس فى سيارات الأجرة، بينما اضطر آخرون للسير على الأقدام لمسافات طويلة. تساءلت عائلات أخرى فى ساحة الشهداء عما إذا كانت الحكومة اللبنانية ستفتح المدارس لإيوائهم كاستجابة لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا جراء الغارات الجوية والعدوان الإسرائيلى على جنوب البلاد وشمال شرقها. ولا يزال من غير الواضح كيف سيستوعب المسئولون المحليون الموجة الجديدة من النازحين داخل العاصمة. كما أن مستشفيات الضواحى الجنوبيةلبيروت من المقرر إخلاؤها، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية أمس، بعد الغارات الإسرائيلية العنيفة التى استهدفت المنطقة ليلاً. وأضافت الوزارة أن المرافق الطبية فى باقى أجزاء المدينة، وجبل لبنان، ومناطق أخرى قد أوقفت الحالات غير الطارئة حتى نهاية الأسبوع الجارى على الأقل لاستقبال المرضى من جنوببيروت. اقرأ أيضًا| حزب الله يمتلك بدائل متعددة لحسن نصر الله في حال ثبوت اغتياله ورغم حلول الظلام، كان الوهج الذى أحدثته الانفجارات كفيلًا بإضاءة سماء المنطقة مع اشتعال نيران ضخمة، فى وقت تردد صدى الغارات فى بيروت ومحيطها طيلة الليل، فى مشهد غير مسبوق منذ حرب صيف 2006 رغم وتيرة الغارات العنيفة، لم يتضح حجم الدمار الذى خلفته بعد ولا عدد الضحايا الناتج عنها. وبث تليفزيون المنار التابع لحزب الله لقطات مصورة صباح أمس أظهرت دمارًا هائلًا وأبنية من طوابق عدة سويت بالأرض. وبدت المنطقة بعد توقف الغارات فى ساعات الصباح الأولى أشبه بساحة حرب منكوبة مع استمرار تصاعد سحب دخان من أنحائها. وعلى وقع الغارات، فرت مئات العائلات من الضاحية الجنوبية على عجل وسط حالة إرباك وهلع وغضب. وأعلنت مدارس ومساجد وكنائس فتح أبوابها ليلًا فى محاولة لاستيعاب تدفق النازحين. وفى وسط بيروت كما على الكورنيش البحرى وفى أحياء عدة من العاصمة، أمضت عائلات بأكملها ليلتها مع أطفالها فى العراء وافترشت الحدائق والأرصفة، فى مشهد لم تألفه العاصمة اللبنانية منذ زمن. اختراق مطار بيروت وتهديد طائرة إيرانية بيروت- وكالات الأنباء كشف وزير الأشغال فى حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، على حمية، أن الجيش الإسرائيلى تمكن من اختراق موجة الاتصال الخاصة ببرج مراقبة مطار بيروت، موجهاً تحذيراً لطائرة إيرانية مدنية كانت تقترب من الهبوط فى المطار، وهدد باستخدام القوة إذا لم تغير مسارها. وقال حمية إن التدخل السريع حال دون هبوط الطائرة فى المطار. وأضاف أن إسرائيل حذرت هيئة مراقبة الطيران اللبنانية من أنها ستستخدم «القوة» إذا هبطت أى طائرة إيرانية فى مطار بيروت. وأشار موقع «فلايت رادار» إلى أن الطائرة التى حذر منها الجيش الإسرائيلى، تابعة لشركة طيران «كاشم»، والتى زعم أنه سبق لها نقل شحنات للحرس الثورى الإيرانى إلى لبنان. وقبل ساعات، حذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى دانيال هاجارى من أن جيش الاحتلال «لن يسمح بنقل أى أسلحة إلى حزب الله»، بما فى ذلك «عبر مطار بيروت الدولى». فى المقابل، نفى الوزير اللبنانى المزاعم الإسرائيلية، وقال إن مطار بيروت «مدنى بامتياز»، مضيفاً أن «حركة الطائرات العسكرية فى مطار بيروت تخضع لموافقة الجيش اللبنانى حصرًا». موديز تخفض التصنيف الائتمانى لإسرائيل الأراضى المحتلة- وكالات الأنباء: خفضت وكالة موديز التصنيف الائتمانى لإسرائيل بمقدار درجتين فى دفعة واحدة، وأبقت على توقعاتها السلبية للتصنيف بسبب «المخاطر الجيوسياسية» جراء تفاقم الصراع مع حزب الله اللبنانى والتنبؤ بحرب طويلة الأمد. وقررت الوكالة خفض التصنيف من «آيه-2» إلى «بى آيه آيه-1»، وهو ثانى خفض منها لتصنيف إسرائيل خلال العام الجارى. وقالت موديز فى بيان إن «الدافع الرئيسى وراء خفض التصنيف هو اعتقادنا أن المخاطر الجيوسياسية تفاقمت بشكل كبير إلى مستويات مرتفعة للغاية، مما ينذر بعواقب مادية سلبية على الجدارة الائتمانية لإسرائيل على المديين القريب والبعيد». ووصفت صحيفة «إسرائيل اليوم» قرار موديز بأنه «ضربة اقتصادية» لإسرائيل. ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية القرار بأنه «ضربة قاسية للتصنيف الائتمانى لإسرائيل»، مشيرة إلى أنها المرة الأولى على الإطلاق التى تقوم فيها وكالة موديز بتخفيض التصنيف الائتمانى لإسرائيل بمستويين.