انتظم ما يقرب من 25 مليون طالب فى المدارس الحكومية والخاصة والدولية بدءاً من هذا الأسبوع، فى ظل تشديدات مكثفة لمديرى المديريات والإدارات التعليمية بالتواجد فى الميدان للتعامل مع أى مشكلات تطرأ مع اتخاذ وزارة التربية والتعليم مجموعة من الإجراءات، التى هدفت من خلالها التعامل مع مشكلات الكثافة ومجابهة العجز فى أعداد المعلمين، بما يساعد فى إعادة الانضباط إلى المدارس الحكومية بوجه خاصة تحديداً مع إقرار لائحة انضباط مدرسي جديدة ليحمل هذا العام عنوان «عودة الهيبة للمدارس الحكومية». ◄ إشادة أولياء أمور بالتنظيم الجيد لاستقبال الطلاب ◄ غموض مناهج المرحلة الثانوية واستمرار عجز المعلمين وشهدت المدارس في كافة المحافظات إقبالاً كبيراً من الطلاب وبدا الاستعداد الجيد حاضراً فى غالبية المدارس، فيما شكا بعض الطلاب من نقلهم إلى مبانٍ مدرسية بعيدة عن محل إقامتهم، مع قرارات وزارة التربية والتعليم التوسع فى نظام الفترتين (الصباحية والمسائية)، للتعامل مع مشكلات الكثافة، لكنها تظل مشكلات لا تذكر مقارنة بما كانت تشهده بدايات العام الدراسى خلال السنوات الماضية، والتى كانت تظهر فيها الصراع على «المقعد الأول». ■ زيارة وزير التعليم لإحدى مدارس سوهاج ◄ تنظيم جيد وقالت إيناس محمد، وهى ولية أمر لطلاب فى مراحل التعليم المختلفة، إن هذا العام هو الأفضل من حيث التنظيم والإعداد لاستقبال الطلاب، وأن فصول المرحلة الابتدائية شهدت تجهيز بعض الهدايا والبالونات التى جذبت الطلاب وخففت عنهم رهبة اليوم الأول، هذا بالإضافة إلى توفير كتب الصف الأول الإعدادى والذى شهد هذا العام إعداد مناهج دراسية ولم يكن متوقعَا أنها ستكون موجودة فى اليوم الأول لتسليمها إلى الطلاب. وأضافت أن المشكلات يمكن أن تكون حاضرة فى المرحلة الثانوية، لأن التابلت لم يتم تسليمه بعد لطلاب الصف الأول الثانوي، كما أن وزارة التربية والتعليم لم تعلن بعد عن المناهج الجديدة التى أقرتها هذا العام مع التعديلات التى أدخلتها على منظومة الثانوية العامة، وهو ما خلق حالة من الارتباك لا يعرف أحد كيف ستتعامل وزارة التربية والتعليم معها، مشيرة إلى أن الأزمة الأخرى تتعلق بوجود عجز فى أعداد معلمى بعض المواد وتحديداً المواد العلمية، وأن بعض الحصص الدراسية فى اليوم الأول جرى إسنادها لمعلمين بغير تخصصاتهم. ■ عودة الطلاب للمدارس ◄ الفترة المسائية وقالت سهير محمود، وهى معلمة بإحدى مدارس محافظة القاهرة، إن انطلاقة هذا العام تعد الأكثر انتظاما وأن تكثيف المتابعة والرقابة قبل بدء العام الدراسى أتت ثمارها، وأن المشكلات تكمن فى مدى تقبل بعض أولياء الأمور لانتظام أبنائهم فى المدارس بالفترات المسائية وعدم توفير العدد الكامل من المعلمين لهذه الفترة، وهى بحاجة لسرعة تعيين معلمين جدد لضمان انتظام الدراسة بعد أن قامت وزارة التربية والتعليم بإعادة ترتيب الحصص الدراسية وكذلك إدخالها تعديلات إيجابية على لائحة الانضباط المدرسي. وأشارت إلى أن كتب المرحلة الإعدادية لم تصل جميعها إلى المدارس، وكذلك بعض المواد فى الصفوف الابتدائية لكن بوجه عام فإن معدلات وصول الكتب أفضل كثيراً من الأعوام الماضية، لافتة إلى أن المعلمين يأملون فى أن تكون الرقابة القوية من جانب وزارة التربية والتعليم بشأن تنفيذ تعليمات الوزير مستمرة طوال العام الدراسي. وكلف محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مدراء المدارس على مستوى الجمهورية بعدد من المهام لضبط وانتظام العملية التعليمية، موضحًا أنه ستكون هناك متابعة مستمرة للمدارس والوقوف على سير العام الدراسى ومكافأة المتميزين، وشدد على ضرورة الاستعداد للعام الدراسى الجديد، وانضباط العملية التعليمية؛ لتقديم خدمة تعليمية متميزة للطلاب وتوفير بيئة تعليمية ملائمة وجاذبة. ◄ مسئولية مدير المدرسة وفى تصريحات صحفية أثناء جولاته التى قام بها فى أول أيام العام الدراسى الجديد، قال الوزير إن مدير المدرسة هو المسئول عن جودة العملية التعليمية ويملك آليات إدارة مدرسته وفقا لطبيعتها والإمكانيات المتاحة، مؤكداً على أهمية الالتزام بتطبيق اللوائح والقوانين الصادرة من وزارة التربية والتعليم، وتوفير بيئة تعليمية ملائمة وجاذبة للطلاب، واعتبار مدير المدرسة وزيرًا داخل مدرسته له كافة الصلاحيات، إلى جانب استقبال مدير المدرسة للطلاب والإشراف على مغادرتهم يوميًا جزء من مهامه الأساسية، ومتابعة زيادة أعداد الديسكات داخل الفصول فى ظل الآليات المتبعة لخفض الكثافات الطلابية بالمدارس. وشدد الوزير على أهمية تنفيذ آليات أعمال السنة التى تتضمن المواظبة والتقييم المتواصل للطلاب ومتابعة شرح المعلمين وتقييمهم داخل الفصول، وكذلك متابعة الأنشطة المدرسية، والاهتمام بالمحصلة التربوية لتدريس المحتوى العلمى والمعرفى للمناهج لدى الطلاب، وإزالة العوائق والمشكلات داخل المدرسة؛ بهدف تحقيق أهداف العملية التعليمية، ومتابعة تنفيذ الآليات الخاصة بسد العجز فى أعداد المعلمين من خلال الاستعانة بمعلمى المدرسة كأولوية لسد العجز، والاستعانة بالمعلمين بالحصة من المعلمين المحالين للمعاش، وكذلك الاستعانة بمعلمى الحصة من الحاصلين على مؤهل تربوى، استكمال المبادرة الرئاسية لمسابقة تعيين 30 ألف معلم سنويًا. ◄ لائحة التحفيز وأكد الوزير، على أهمية تطبيق لائحة التحفيز التربوى والانضباط المدرسي، وإتاحة الفرصة لمديرى المدارس لاختيار العدد المطلوب من المعلمين بالحصة لسد العجز فى المدارس قبل بداية الدراسة بأسبوع، وعلاج مشكلة القرائية وتطوير قدرات ومهارات الطالب والاهتمام بكشكول الحصة والواجب والتقييم الأسبوعي، ووضع آلية تنفيذ بشكل حاسم وحازم لحل جميع المشكلات التى تواجهه داخل المدرسة، وكشف عن عقد لقاءات دورية مع مديرى المدارس 4 مرات خلال العام الدراسي؛ لمتابعة ومناقشة مختلف الآليات التى يتم تنفيذها فى المدارس. وشددت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى على جميع المدارس بضرورة تخصيص الحصة الأولى فى بداية العام الدراسي 2024- 2025 للحديث عن المشروعات القومية والولاء والانتماء، ووجهت وزارة التربية والتعليم المدارس بضرورة عدم التطرق داخل المدرسة إلى أى قضايا خلافية ذات صبغة سياسية أو دينية أو حزبية. واستقبلت مدارس التكنولوجيا التطبيقية طلابها فى أول يوم بالعام الدراسى الجديد، حيث شهدت المدارس انضباط الطلاب بشكل كبير وحضور مرتفع، فيما وزعت بعض المدارس الحلوى على الطلاب أثناء دخولهم فى أول أيام العام الدراسى الجديد، كما أظهر الطلاب التزامهم بالزى المدرسى والانضباط أثناء دخولهم من بوابات المدارس وبطابور الصباح وأيضا تنفيذ بعض الحركات الرياضية. ونظمت المدرسة المصرية اليابانية بأكتوبر نشاطا للترحيب بالطلاب أثناء دخولهم من المدرسة، كما بدأ اليوم الدراسى بتحية العلم وترديد النشيد الوطنى فى جميع مدارس مصر، وأكدت الدكتورة مروة البوهى مديرة المدرسة المصرية اليابانية بأكتوبر، على أن الدراسة بالمدارس المصرية اليابانية تعتمد على أنشطة التوكاتسو، مضيفة أنها تعمل على بناء شخصية الطفل، وهناك مجموعة من الأنشطة يمارسها الطفل سواء بشكل يومى أو أسبوعى، بجانب التركيز على الجزء المعرفى. ◄ قائمة المحظورات وقال مصدر مطلع بوزارة التربية والتعليم، إن الوزارة حددت مجموعة من المحظورات داخل المدارس مع بدء العام الدراسى الجديد تمثلت فى منع الدخول بغير الزى الرسمى إلى المدرسة، ومنع خروج الطلاب والطالبات أثناء اليوم الدراسى من المدرسة، وحظر السماح للطلاب بدخول المدرسة بالشعر الطويل أو التسريحات الغريبة أو المظهر غير لائق بالمدرسة، ومنع وضع المكياج أو المساحيق أو المظهر غير اللائق بالمدرسة، ومنع رسم الوشم نهائيا. وأضاف المصدر ذاته أن الوزارة كذلك حظرت اصطحاب التليفون المحمول منعاً باتاً إلى المدرسة، وكذلك حظر ارتداء الحظاظات والسلاسل أو الخواتم وغير ذلك من الأكسسوار والمجوهرات، ومنع ارتداء البناطيل الممزقة أو الضيقة أو القصيرة أو الملونة، والتعامل بحسم مع مخالفات وإتلاف محتويات المدرسة والأثاث الموجود بها والأجهزة التكنولوجية، ومنع التدخين نهائيا وممنوع التلفظ بألفاظ خارجة أو غير لائقة بالمدرسة، والتعامل بحسم مع افتعال المشكلات مع المعلمين والمعلمات أو التجاوز معهم أو إثارة الشغب. ◄ خدمات متعددة وأوضح المصدر أن الوزارة تتابع وترصد أى مشكلات تطرأ وتحدث مع انطلاق العام الدراسى الجديد ويتم التوجيه بحلها، مشدداً على أن هناك قرابة 25 مليون طالب وطالبة فى المدارس الرسمية والخاصة والدولية وهذه الأعداد تتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف سواء الوزارة أو القيادات فى الميدان وأولياء الأمور وأعضاء هيئة التدريس. ولفت إلى أن الوزارة نبهت على المدارس بالتأكد من صلاحية الأغذية التى يتم توزيعها على الطلاب بالمدارس وضمان وصولها لمستحقيها، وكذلك متابعة أعمال الوحدة المنفعة ومتابعة استخراج البطاقة الصحية لمسئول الوحدة المنتجة، مع عدم بيع المعجنات أو أشياء تضر صحة الطلاب بالمدرسة، وشددت على متابعة تسجيل غياب المعلمين والطلاب بدقة وتتخذ الإجراءات القانونية المناسبة.