بيروت - تل أبيب - وكالات الأنباء: جدد الجيش الإسرائيلى غاراته اليوم على مناطق مختلفة فى لبنان بعد يوم يُعد الأكثر دموية منذ عقود نتيجة موجات من الضربات الجوية الإسرائيلية أسفرت عن سقوط مئات من القتلى والمصابين وفرار عشرات الآلاف من المدنيين فى أكبر موجة نزوح منذ حرب 2006 حزب الله وإسرائيل. وارتفعت حصيلة الغارات الإسرائيلية على لبنان حتى الآن إلى 558 شهيداً غالبيتهم «من العزل الآمنين» بينهم 50 طفلاً و94 امرأة، بالإضافة الى 1835 مصاباً واستهداف مستشفى بنت جبيل الحكومى وسيارات الاسعاف، حسبما قال وزير الصحة اللبنانى فراس الأبيض. واعتبر الأبيض أن هذه الأعداد «تنافى كل الكذب الإسرائيلى بأن الاستهداف يطال قوات مقاتلة». وشن الجيش الإسرائيلى 3 موجات من الغارات الجوية على الأقل حتى ظُهر أمس، وقال إنه قصف أهدافا لحزب الله فى جنوب وشرق وشمال لبنان تشمل منصات إطلاق صواريخ ومراكز قيادة وبنية تحتية ومبانى خزّنت أسلحة فيها، تعود لحزب الله فى جنوبلبنان وذلك فى إطار عملية أطلق عليها «سهام الشمال». وأضاف أن القوات الجوية الإسرائيلية قصفت نحو 1600 هدف لحزب الله فى جنوبلبنان وسهل البقاع بشرق البلاد، مع تحويل إسرائيل تركيزها إلى الحدود الشمالية لتشتعل المواجهات مع حزب الله بشكل ينذر بتحول الصراع إلى حرب إقليمية شاملة بعد نحو عام من تبادل إطلاق النار على خلفية الحرب فى غزة. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلى هرتسى هاليفى فى تصريحات نقلها موقع «تايمز أوف إسرائيل»، أمس: «لن نمنح حزب الله هدنة.. سنسرع وتيرة عملياتنا الهجومية ونعززها». وأضاف أن الوضع الراهن يستوجب استمرار العملية على كل الجبهات. وألقى الجيش الإسرائيلى منشورات يدعو من خلالها السكان مجددًا فى القرى اللبنانية الذين يتواجدون بالقرب أو داخل مبانى لحزب الله أو تلك التى يستخدمها لتخزين الأسلحة، بالابتعاد لمسافة لا تقل عن كيلومتر أو الخروج من القرية. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان تل أبيب استهدافها عشرات الأهداف لحزب الله أن مدفعيته ودباباته ضربت أيضا «أهدافاً» إضافية فى منطقة عيتا الشعب ورامية، فى وقت متأخر من مساء أمس الأول. كما أكد الجيش الإسرائيلى أنه نفذ أمس ضربة محددة الهدف على بيروت، ولكن لم يكشف عن مزيد من التفاصيل. وقال مصدران أمنيان فى لبنان لوكالة «رويترز» إن الغارة الإسرائيلية استهدفت قياديا بحزب الله ومصيره لم يتضح بعد. وأفاد مصدر أمنى لوكالة فرانس برس، بأن «الغارة استهدفت طابقين من مبنى فى منطقة الغبيري» فى الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، وذلك غداة هجوم مماثل فى المنطقة، استهدف قائد جبهة الجنوب فى حزب الله «على كركي»، لكنه نجا منها. فى غضون ذلك، ذكرت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة الفلسطينية «حماس، مقتل أحد قياداتها الميدانيين فى غارة إسرائيلية على لبنان. وذكرت أن القيادى هو حسين محمود النادر، من بلدة مرجعيون فى جنوبلبنان. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تقوم «بتغيير التوازن الأمني» فى شمال البلاد، عازمة على السماح بعودة عشرات الآلاف من سكانه النازحين، مطالبًا مجددًا اللبنانيين بإخلاء منازلهم. وقال وزير الدفاع الاسرائيلى يوآف جالانت إنه فى يوم واحد، تمكن الجيش الاسرائيلى من «تدمير عشرات آلاف الصواريخ والذخائر»، معتبرًا أن حزب الله يعيش «الأسبوع الأكثر صعوبة منذ انشائه» عام 1982. فى المقابل، قال حزب الله فجر أمس إنه شن عدة هجمات على أهداف عسكرية إسرائيلية شملت مصنع متفجرات على بعد 60 كيلومترا داخل إسرائيل بوابل من صواريخ «فادي». وأضافت الجماعة أنها هاجمت مصنع المتفجرات ومطار مجيدو العسكرى ثلاث مرات. كما أكد حزب الله أنّه استهدف قاعدة رامات ديفيد ومطارها بصواريخ «فادى 2»، وقاعدة عاموس (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجيستى للمنطقة الشمالية) بصواريخ «فادى 1»، وكلها تقع فى محيط بلدة العفولة فى شمال إسرائيل. ودوّت صفارات الإنذار فى الجليل الغربى وجنوب شرق حيفا شمال إسرائيل. وذكرت «القناة 12» الإسرائيليّة أنّ أربعة إسرائيليين أصيبوا أثناء هروبهم إلى المنطقة المحمية، ونقلوا إلى المستشفى. وأفادت وسائل إعلام عبرية بسقوط صواريخ فى مناطق عسفيا ودالية الكرمل فى محيط حيفا، ما أسفر عن إصابة مستوطن واحد. كما قال حزب الله إنه أطلق وابلًا من الصواريخ على مدينة كريات شمونة فى شمال إسرائيل. وذكرت خدمات الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية أن العديد من الحرائق اندلعت بعد الهجوم الصاروخى من لبنان، بما فى ذلك حريق فى منشأة تخزين وآخر اندلع فى منطقة مفتوحة. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلى أن 9 مصابين نقلوا إلى مستشفى نهاريا إثر القصف الأخير فى الجليل الغربي، وأن 6 طواقم إطفاء أرسلت لإخماد نيران اندلعت فى مبان بكريات شمونة. وقال الجيش الإسرائيلى إن أكثر من 55 صاروخًا تم تحديد عبوره من لبنان إلى إسرائيل، معظمها اعتُرضت ولكن بعضها سقط على المدينة ما أدى إلى تضرر عدد من المباني. ومع تصاعد حدة المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، يتواصل نزوح عشرات الآلاف من اللبنانيين الفارين من القصف، باحثين عن ملاذ فى بيروت أو صيدا، كبرى مدن جنوبلبنان، وأمضى كثير منهم ليلتهم فى سياراتهم لعدم قدرتهم على الوصول الى بيروت بسبب زحمة السير الخانقة. وحملت عائلات من جنوبلبنان متعلقاتها وأفرادها من صغار وكبار على سيارات وشاحنات. واكتظت الطرق السريعة المؤدية إلى شمال البلاد بالنازحين. وأفادت الأممالمتحدة أمس بأن عشرات آلاف الأشخاص فروا من العنف فى لبنان منذ بدء الغارات الإسرائيلية أمس الأول.