قناة إسرائيلية تكشف خطة نتنياهو من «غارات لبنان»

واصل الاحتلال الإسرائيلي غاراته المكثفة ضد لبنان، لليوم الثاني على التوالي، في محاولة من بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، لإثناء حزب الله عن مساندة قطاع غزة، وفقا لما أفادت به القناة ال«12» العبرية.
وقالت القناة الإسرائيلية إن نتنياهو يضغط على حزب الله لفك الارتباط بغزة، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة أبلغ مجلس الوزراء المصغر ليلة أمس أن الضغط العسكري على حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله من الممكن أن يدفع باتجاه صفقة تبادل، مضيفا أن هدف «تل أبيب» هو قطع العلاقة بين جبهة لبنان وجبهة غزة.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية المكثفة على لبنان، لاسيما في شرق البلاد وجنوبها عن استشهاد 492 لبنانيا بينهم أطفال ونساء، في حصيلة يومية هي الأكبر لم يشهدها لبنان في الحرب الأهلية في سبعينيات القرن الماضي، والاجتياح الإسرائيلي الأول للبنان في ثمانينيات القرن الماضي، أو الاجتياح الثاني في 2006.
في المقابل، جدد حزب الله، قصفه لمطار «مجيدو» العسكري الإسرائيلي للمرة الثالثة إسنادا لقطاع غزة، ودفاعا عن لبنان وشعبها.
وقال في بيان إنه ضرب مطار مجيدو ‏العسكري غرب العفولة بوابل من صواريخ «فادي 2»، علاوة على قصف مستوطنة «كريات شمونة» بوابل من الصواريخ ‏من الصواريخ.، فضلا عن استهداف مخازن اللوجستيّة ل«الفرقة ‌‏146» في قاعدة «نفتالي» بوابل من الصواريخ.
بداية التصعيد
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يتمهل حزب الله في إعلان دعمه للمقاومة، وجعل جبهة لبنان جبهة مساندة، ليشن عمليات عسكرية ضد مناطق في الشمال الإسرائيلي، مركزا ضرباته على المواقع العسكرية الإسرائيلية، حيث أكد على أن توقف هذه العمليات مشروط بوقف عدوان إسرائيل ضد قطاع غزة.
وعلى إثر ذلك تبادل الجانبان التهديدات والوعيد ليأخذ التصعيد منحنى جديدا في يوليو الماضي، عقب مقتل نحو 11 شخصا من الدروز في بلدة «مجدل شمس» بالجولان السوري المحتل الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، ليدعي حينها الاحتلال أن حزب الله هو من يقف وراء الهجوم، فيما قابل الحزب ادعاء إسرائيل بالنفي الكلي.
وفي 30 يوليو الماضي، اغتيل فؤاد شكر، الرجل الثاني في حزب الله في غارة إسرائيلية استهدفت المبنى المتواجد به في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليبرر الاحتلال هجومه بأنه ردا على استهداف «مجدل شمس».
وبعد الهجوم، أعلن الجانبان حالة التأهب، بعد تأكيد حزب الله أنه سيرد على اغتيال قائده، وفي 25 أغسطس، شن حزب الله بعشرات المسيرات والصواريخ هجوما على الشمال الإسرائيلي فيما أسماه ردا أوليا على اغتيال «فؤاد شكر».
انفجار أجهزة الاتصال «البيجر» واللاسلكي
واستمرت الضربات بين الجانبين بعد ذلك في شكل مناوشات، لكنه بداية الشهر الجاري ارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية المتوعدة بتوسيع العمليات العسكرية ضد لبنان، ليتخذ الاحتلال قرارًا بتوسيع أهداف الحرب ليشمل تمكين سكان الشمال من العودة إلى منازلهم، في إشارة لعمل عسكري كبير على الجبهة الإسرائيلية اللبنانية.
ولم تمر ساعات على اتخاذ القرار، لتشهد لبنان حدثا غير مسبوق، حيث انفجرت في جميع أنحاء لبنان أجهزة الاتصال «بيجر» ليسقط العديد من الضحايا ومئات المصابين.
ولم يمض القليل، ليتوعد حزب الله إسرائيل بقوله «المجرم سينال قصاصه»، وفي اليوم الثاني من الحادثة، انفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكي من نوع «أيكوم» في العديد من المناطق لتندلع حرائق، ويصاب العديد منهم من أصيب في تشييع ضحايا انفجارات البيجر، ليرتفع عدد الضحايا إلى العشرات، والمصابين إلى الآلاف.
وفي اليوم التالي، ظهر حسن نصر الله، في خطاب، قال فيه إنه يتمنى أن تشن إسرائيل عملية برية، ليذيقها الحزب مرارة الخسائر، متحديا الاحتلال أن يرجع سكانه إلى منازلهم في الشمال، مقرا بأن الحزب تعرض لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا.
اغتيال قيادات رأس حربة الحزب «الرضوان»
والجمعة الماضية، تزامنا مع تبادل الطرفين للضربات، أعلن الاحتلال عن توجيه ماسماها بالضربة «الدقيقة» على الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو ما أسفر عن مقتل قيادات وحدة الرضوان رأس الحربة للحزب، أبرزهم إبراهيم عقيل عضو مجلس الجهاد وأحمد وهبي المسؤول عن تدريب الوحدة إلى جانب قيادات أخرى بالوحدة.
وصول مدى أسلحة حزب الله لأطول مسافة منذ الصراع
وفي وقت مبكر من الأحد، وردا على انفجارات أجهزة الاتصال أعلن حزب الله، قصف مناطق إسرائيلية أبرزها مجمع «رفائيل العسكري» وقاعدة «رامات ديفيد» العسكرية الجوية، إلى جانب حيفا، ومناطق أخرى في الشمال الإسرائيلي، لتتوقف الدراسة بعدد من المناطق، حيث وصلت ضربات حزب الله لأطول مدى منذ 8 أكتوبر الماضي بنحو 40 كيلو متر عن الحدود.
مئات الغارات الإسرائيلية على لبنان
وأمس الإثنين، شهدت لبنان أعنف ضربة إسرائيلية إذ كثف الاحتلال من غاراته الجوية مستهدفا الجنوب وشرق البلاد، لينزح عشرات الآلاف من اللبنانيين من الجنوب على وقع العدوان الإسرائيلي، وفي حصيلة أعلنها مساء الاثنين، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه هاجم 1300 هدف تابع لحزب الله في جميع أنحاء لبنان، مشيرا إلى أنه نفذ أكثر من 650 طلعة هجومية خلال 24 ساعة.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول كبير قوله إن الجيش ألقى أمس 2000 قذيفة على لبنان.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد 492 شخصا، وجرح أكثر من 1600 آخرين في حصيلة يومية تعتبر الأعلى منذ الحرب الاهلية والاجتياح الإسرائيلي للبلاد في نهاية القرن الماضي.