من تلك البقعة الأثرية الساحرة بدأ التاريخ، وأخذ المؤرخون يدونون ويسردون لقصص تناقلها الناس جيلا بعد جيل عن المدينة الفاتنة، الفيوم حباها الله بالعديد من المقومات الأثرية والتراثية، ومن بينها ظهرت هذه المنطقة التي تعرف ب «بطن هريت» والتى تقع فى مركز ومدينة يوسف الصديق، وتعتبر من أوائل المدن التى شهدها العصر البطلمى فى بداية القرن الثالث قبل الميلاد واستمرت حتى نهاية القرن الرابع الميلادى وانشئت تخليدا لذكرى الملكين بطليموس الثانى فيلادلفوس وزوجته آرسينوى الثانية. يقول سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم السابق، أنه تم الكشف عن تلال هذه المدينة اليونانية الرومانية من قبل العالمين "جرينفل وهانت" عامى 1898 و1899 وذلك خلال موسم الحفائر، مشيرا إلى أنه من المرجح ان اسم هذه المدينة "ثيادلفيا " قد اشتق من اسم الملكين بطليموس الثانى وزوجته الملكة آرسينوى الثانية . ويؤكد أنه يعد من أهم آثار المنطقة معبد "بنفيروس"فىثيادلفيا " بطن هريت" واكتشف هذا المعبد العالم الآثرى "لوفيفر" وكان هذا المعبد مخصصًا لعبادة المعبود التمساح "سوبك" وهو معبود إقليم الفيوم، وتم الكشف عنه فى عام 1912 ونقله فى العام التالى إلى الإسكندرية وأعيد بناؤه فى حديقة المتحف اليونانى فى الإسكندرية. اقرأ أيضًا| ضبط صاحب ورشة خراطة وعاطل يتاجران فى آثار من العصر الرومانى ويتابع هذا المعبد مقام بوسط المدينة ولم يبق منه سوى الحوائط ويصعب إعادة بنائه من الداخل فى شكله الأصلى وما تبقى من هذا المعبد نقل إلى الناحية الغربية من حديقة المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية وهو عبارة عن بوابة كبيرة والمصطبة التى كانت مخصصة لوضع مومياء المعبود التمساح "بنفيروس" في قدس الأقداس عند الاحتفال بالعيد الخاص به، وكذلك بقايا من مداخل صالات المعبد وهى مبنية من الحجر الجيرى الصلب . وأضاف انه يتضح من بقايا المعبد أنه أقيم على طراز المعابد المصرية حيث نلمس فيه ضخامة الكتل المستخدمة فى البناء، كما توجد الجبانات الخاصة بالتماسيح المقدسة فى الجانب الشمالى الغربى من المعبد، كما عثر بالمنطقة على العديد من المنازل ومنها المنازل الغير منتظمة الشكل. وعن تفسير بطن هريت ربما يرجع إلى قبيلة عربية تدعى هريت سكنت هذه المنطقة، بالإضافة إلى أن كلمة "بطن" ومعناها منخفض وكان يتجمع فيه المياه الزائدة وأصبحت بهذا الاسم بطن هريت.