يعتبر الجربوع أو اليربوع من الحيوانات الصحراوية القارضة التي اشتهرت بآذانها الكبيرة وقدرتها السمعية الفائقة، ما يجعلها تتكيف مع الحياة في البيئات القاسية، ولطالما شكلت الحيوانات البرية جزءًا هامًا من الحضارة المصرية القديمة. اقرأ أيضا| أصل الحكاية| «ساكوجي يوشيمورا»: قصة عالم آثار ياباني في مصر حيث تم تصويرها في فنونهم وطقوسهم الجنائزية، كما أكده الباحث الآثري الدكتور حسين دقيل المتخصص في الآثار اليونانية الرومانية. وقد كان له دور بارز في الثقافة المصرية القديمة، على الرغم من صغر حجمه، تمثلت أهمية الجربوع في طقوس المصريين القدماء، حيث صُنعت تماثيل خزفية له ووضعت بجوار المتوفى كجزء من الطقوس الجنائزية، تم العثور على هذه التماثيل في منطقة الجيزة، وهي تعود لعصر الدولة الوسطى، وتُعرض الآن في متحف المتروبوليتان للفنون بالولايات المتحدةالأمريكية. يعود تاريخ التماثيل الخزفية للجربوع التي عثر عليها في مصر إلى أكثر من 3600 عام، حيث كانت تُستخدم في الطقوس الجنائزية ضمن مقابر المصريين القدماء، هذه التماثيل تعود لعصر الدولة الوسطى، وهي مصنوعة من الخزف بدقة عالية، ما يعكس المهارة الحرفية والفنية للحضارة المصرية القديمة. كان المصريون في تلك الفترة يهتمون بإيداع تماثيل حيواناتهم المفضلة كرمز للحماية والخلود بعد الموت. وقد تطورت هذه الطقوس من وضع التماثيل داخل المعابد خلال عصر الأسرات المبكرة إلى وضعها في المقابر مع المتوفين خلال عصر الأسرة الثانية عشرة. لم يكن الجربوع مجرد رمز صحراوي، بل أصبح جزءًا من المعتقدات الدينية التي ترتبط بفكرة الحياة بعد الموت والخلود، فالحيوانات كانت تمثل قوة رمزية لدى المصريين القدماء، وعكست تماثيل الجربوع إيمانهم بالتوازن بين الطبيعة والروحانية. اليوم، يُعد هذا التمثال الصغير شاهدًا حيًا على عظمة الحضارة المصرية، حيث يبلغ طوله 4.8 سم، عرضه 2.7 سم، وارتفاعه 3.6 سم، ليظل مثالًا على دقة الفن المصري القديم واهتمامهم بالتفاصيل الدقيقة.