يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» ضغوطًا هائلة من الداخل والخارج فى تعامله مع الأزمة فى غزة. تعكس هذه الضغوط تحولًا متزايدًا فى الرأى العام والنقد من قبل الساسة والرأى العام العالمي؛ حيث يعد نتنياهو متهمًا بأن استراتيجيته العسكرية قد تكون مدفوعة بمصالح شخصية وسياسية أكثر من كونها خطوات استراتيجية حقيقية نحو السلام. ◄ أسلوبه يعرقل جهود السلام للهروب من المساءلة القانونية ◄ متهم بمنح الأولوية لمكاسبه الشخصية على حساب الأمن القومي كما يواصل نتنياهو الترويج لما يراه كثيرون روايات مضللة حول ضرورة الإبقاء على قوات جيش الاحتلال فى ممر فيلادلفيا، وذلك فى وقت يسعى فيه المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول دائمة للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني ويتهم المنتقدون، بما فى ذلك المحللون العسكريون وقطاع متزايد من الجمهور الإسرائيلى، نتنياهو بالافتقار إلى رؤية متماسكة لإنهاء الحرب، وتأمين إطلاق سراح المعتقلين، وتحقيق السلام. ويزداد موقف نتنياهو تعقيداً بسبب اعتماده على حلفائه من اليمين المتطرف الذين ينظرون إلى الصراع باعتباره فرصة لتوسيع المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربيةوغزة. وقد هدد هؤلاء الحلفاء بزعزعة استقرار حكومته إذا وافق على وقف إطلاق النار. بالإضافة إلى ذلك، يواجه نتنياهو تحديات قانونية خطيرة، بما فى ذلك اتهامات بالاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة. ويلوح احتمال السجن فى الأفق إذا أطيح به من السلطة؛ ما قد يؤثر على قراراته، حيث يعتقد العديد من الإسرائيليين أن مقاومته لوقف إطلاق النار تتعلق أكثر بحماية منصبه أكثر من تحقيق الأمن الوطنى. وقد اقترح نتنياهو نفسه أن الانتخابات المبكرة خلال الحرب الحالية قد تعيق السعى إلى تحقيق النصر ولن تفيد سوى حماس. ■ أنقاض المباني المدمرة في دير البلح، غزة ◄ غضب المعارضة ولقد أثارت استراتيجية نتنياهو غضب أحزاب المعارضة، بل وأيضًا من داخل حكومته. فقد انتقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلى «هيرتسى هاليفى» نتنياهو علنًا لافتقاره إلى استراتيجية متماسكة لحكم غزة بعد الصراع. فضلاً عن ذلك، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلى نتنياهو ب«التردد» وقيادة البلاد على «مسار خطير»، وهو ما يسلط الضوء على السخط المتزايد بين القادة العسكريين والسياسيين فيما يتصل بالنهج الحالى. يأتى الصراع العلنى داخل الحكومة الإسرائيلية فى الوقت الذى قالت فيه إدارة الرئيس الأمريكى «جو بايدن» إن إسرائيل ليس لديها خطة سياسية لما هو قادم فى غزة، وفقًا لموقع «PBS news» الأمريكى. ويتفاقم هذا الانتقاد بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة فى غزة، حيث أسفرت الهجمات العدوانية الأخيرة عن سقوط عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين. اندلعت احتجاجات عامة فى إسرائيل، حيث نزل آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة وعبروا عن استيائهم من إدارة الحكومة للحرب. وأشار استطلاع رأى حديث إلى أن 72٪ من الإسرائيليين يريدون استقالة نتنياهو، مما يسلط الضوء على تحول كبير ضد إدارته، وعلى الرغم من أن الدعم له قد ارتفع قليلاً فى الأسابيع الأخيرة، بحسب ما ذكرته صحيفة «الجارديان» البريطانية. ◄ اقرأ أيضًا | الشوا: على المحكمة الدولية محاسبة نتنياهو على جرائمه في قطاع غزة ◄ نقد داخلي وانتقدت الصحيفة نتنياهو بشدة، مشيرة إلى أن استراتيجيته فى التعامل مع الأزمة لا تتمتع برؤية واضحة لإنهاء الحرب. وفقًا لمقال نشرته، يرى المحللون العسكريون وقطاع متزايد من الجمهور الإسرائيلى أن سياسة نتنياهو تعكس نقصًا فى الاستراتيجية المتماسكة لتحقيق السلام، وتأمين إطلاق سراح المعتقلين، وإيجاد مخرج للنزاع الدائر. وفى الداخل الإسرائيلى، يتزايد النقد الموجه لنتنياهو. وفقًا لتقارير فى «هآرتس»، يواجه نتنياهو ضغوطًا من قوى سياسية وجماهيرية تزداد تشككًا فى سياسته العسكرية، وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع قطاع غزة. يشير العديد من المحللين العسكريين إلى أن التواجد الإسرائيلى فى ممر فيلادلفيا لم يحقق أهدافه المعلنة، وأنه قد يؤدى فقط إلى تفاقم الوضع الأمنى فى المنطقة. يعتقد بعض الخبراء أن استمرارية الوضع الراهن قد تكون لها دوافع سياسية، حيث يسعى نتنياهو إلى تعزيز موقفه الداخلى فى مواجهة القضايا القانونية التى يواجهها. حيث تشكل قضايا الفساد التى يواجهها نتنياهو جزءًا كبيرًا من الضغوط الداخلية. ◄ تزايد المخاوف وتتزايد المخاوف من أن تكون الأوضاع فى غزة تستخدم كوسيلة لتهدئة الأزمات الداخلية التى يعانى منها نتنياهو. تعكس هذه الاستراتيجية، وفقًا للعديد من المحللين، محاولة لإظهار القوة والتشبث بالمنصب على الرغم من التحديات القانونية والسياسية ينتقد البعض أن هذه السياسات قد تعرقل أى خطوات نحو تحقيق السلام وتعقيد جهود التفاوض لوقف إطلاق النار. وتمتد الانتقادات دوليا، ولا سيما من الرئيس بايدن، الذى قال لشبكة MSNBC›s إن استراتيجية نتنياهو الحربية فى القطاع «تضر أكثر من نفعها». وبدأت إدارة بايدن فى النأى بنفسها عن حكومة نتنياهو، مما يشير إلى وجود صدع محتمل فى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية مع تصاعد الصراع، وفقًا لموقع «أكسيوس».ومع استمرار تصعيد الصراع، تثير آثار استراتيجيات نتنياهو أسئلة بالغة الأهمية حول مستقبل الحكم الإسرائيلى والاستقرار الإقليمى وإمكانية تحقيق سلام دائم فى المنطقة. وقد تجبر الاضطرابات المستمرة وعدم الرضا عن القيادة فى نهاية المطاف على إعادة تقييم الاستراتيجيات والأولويات، سواء على المستوى المحلى أو الدولى.