- لو فكرنا قليلا لعلمنا أن 99% من نوابغ مصر فى العلوم والفنون والعسكرية اتعلموا تعليم حكومى، يعنى لبسوا المريلة مش اليونى فورم، وشالوا المخلة مش الباك باج، ده لا يقلل إطلاقا من جودة التعليم الخاص فى مصر، ولكنه يعطى التعليم الحكومى المجانى بعض حقه المهدر، فقد تعرض النظام التعليمى المصرى وجهود الحكومات المتعاقبة لتطويره منذ 2014 حتى الآن لأبشع شائعات التنمر والتهميش والإجهاض لأى محاولة جادة لإصلاحه، تعاون فى ذلك بعض المدارس الخاصة الصغيرة، لأن الكبيرة الناس عليها بالطوابير، وكذلك أهل الشر الذين كان التعليم والمدرسون والمدارس، وبوجه خاص المدرسات المتشددات مرتعا لنشر أفكارهم الهدامة وتلقين الصغار شعارات وعادات وتقاليد يتشربونها شيئا فشيئا كالسم بطىء المفعول، ليسمموا التفكير قبل العضلات.. ويحولوا بعض الأبناء الى طريقهم الدنىء بل ويستخدمونهم كأدوات لهدم المجتمع، فنجد الشاب «حافظ مش فاهم».. لأنه لو فهم سيسأل نفسه كيف أفعل ذلك بدولة أتاحت لى تعليما مجانيا؟ لذلك ما تفعله الدولة حاليا فى تطوير التعليم الحكومى شىء مشرف خاصة أن التطوير لم يبدأ من مبنى الوزارة الفاخر فى وسط القاهرة، ولكن بدأ بلقاءات مكثفة للوزير الشاطر محمد عبد اللطيف بمديرى الإدارات ثم بمديرى المدارس وأتصور أن يعقبه لقاءات بالمعلمين، والرجل الذى تربى فى مؤسسة تعليمية محترمة يعرف مفردات المنظومة جيدا، ويدرك أن الأساس الاهتمام بالمعلم والطالب فى نفس الوقت فالمستهدف من التعليم هو العنصر البشرى ومن يصنع منظومة النجاح هو العنصر البشرى.. هذا الكلام لا أقوله من فراغ ولكنى كنت أتحدث مع أخى الأصغر سنا والموجه فى إحدى الإدارات التعليمية والذى أفخر به دائما، فهو المعلم الذى يتفانى فى عمله حتى إن شيوخ المساجد يذكرونه بالخير الذى يقدمه للطلبة فى خطبهم، ووجدته متهللا بما يقوم به الوزير من خطوات جادة نحو تطوير التعليم .