شهد العالم العربي خلال العام الجاري، موجة غير مسبوقة من السيول والفيضانات، التي ضربت العديد من الدول مثل «السودان واليمن والإمارات والسعودية»، مما أسفر عن خسائر في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية. هذه الظاهرة المناخية المتطرفة، أثارت تساؤلات حول أسبابها وتأثيراتها المستقبلية، ودفعت الحكومات والمجتمعات إلى إعادة التفكير في استراتيجيات إدارة الكوارث والتكيف مع التغيرات المناخية. اقرأ ايضا| سيول تاريخية في المدينةالمنورة| شاهد تشير الأحصائيات المعلنة من قبل وزارة الرى أن مصر خصصت ميزانية تصل ل 5 مليار جنية لإنشاء 1359 منشأة حماية من مخاطر السيول فى المحافظات الساحلية، كما خصصت 1.68 مليار جنيه لمحافظات الصعيد لإنشاء 268 عملًا صناعيًا لاستيعاب أكبر كم هائل من مياه السيول. ما حدث في الدول الشقيقة، أثار المخاوف لتعرض مصر لمثل هذه الكوارث الطبيعية، لذلك قامت «بوابة أخبار اليوم» باستطلاع رأي عدد من المسؤولين المعنيين حول طبيعة مصر الجغرافية، وهل ستتأثر بظاهرة السيول التي يشهدها العالم العربي بسبب التغيرات المناخية. ◄ مواسم السيول قالت منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن الطبيعة الجغرافية لمصر تختلف كثيرًا عن غيرها من الدول العربية. فالتوزيعات الضغطية التي تؤثر على البلاد تختلف عن غيرها. مشيرة إلى أن قوة الحالات الجوية تختلف من منطقة لأخرى وفقًا للموقع الجغرافي والتوزيعات الخاصة بالضغط الجوي. وأضافت أنه يوجد موسم للسيول يأتي مع فصل الخريف في شهري أكتوبر ونوفمبر، وقد يحدث من منتصف سبتمبر حتى نهاية ديسمبر، مما يجعلنا عرضة للسيول. اقرأ ايضا| سيول وأعاصير وشمس حارقة| «الطبيعة تتجلى بأقصى تقلباتها في أغسطس».. صور وفيديو ◄ أسباب السيول وكشفت عن أن سبب السيول هو قدوم الرياح أو الكتل الهوائية القادمة من المحيط الهندي محملة بكميات كبيرة من الرطوبة، ويزداد الأمر مع الدول ذات الطبيعة الجبلية. وبالتالي تختلف كمية وشدة السيول وفقًا للموقع الجغرافي. وتستكمل غانم أننا معرضون للسيول نتيجة لامتداد منخفض السودان الموسمي، ونشهدها في بعض الفصول، وخاصة في المناطق التي بها مرتفعات أو جبال مثل مدن الصعيد وسلاسل جبال البحر الأحمر وسيناء، ولكن ليس بنفس شدة سيول بعض الدول العربية. ◄ جهاز الإنذار المبكر وطمأنت عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، المواطنين أن مصر في أمان، خاصة أن كمية الأمطار بدأت تقل، وبذلك أصبح هناك توزيعات ضغطية مختلفة. كما يوجد داخل هيئة الأرصاد جهاز للإنذار المبكر لإدارة مخاطر الطقس. أما عن التغيرات المناخية، فمن الوارد أن تتعرض مصر لنوبات طقس عنيفة، لكن ليست مثل الدول الأخرى، فتتأثر الدول بالتغيرات المناخية وتختلف الظواهر الجوية من دولة لأخرى وفقًا للموقع الجغرافي. ◄ التنبؤ بالسيول وفي سياق متصل، قالت ثناء عبد الرشيد، رئيس قطاع التوسع الأفقى والمشروعات بوزارة الري، إن السيول الومضية هى حدث لا يمكن التوقع به أو تقديره قبل حدوثه بفترة كبيرة، ولكن لدينا القدرة على التنبؤ بحدوثه قبل 3 أيام. اقرأ ايضا| «كارثة إنسانية بالسودان».. ارتفاع ضحايا الفيضانات وتفشي الأمراض المعدية وأضافت أن هذا التنبؤ هو ما يمكن الوزارة وغيرها من الجهات المعنية بالدولة من اتخاذ إجراءات استباقية على المدى القريب، ولكن على المدى البعيد يتم وضع خطة للحماية من السيول تتضمن تنفيذ أعمال للحماية على مخرات السيول، ويتم استخدام ما يعرف بالزمن التكرارى للسيول لتحديد كميات مياه الأمطار التى سقطت على زمام المخر لعشرات السنوات الماضية، وبالتالى تحديد كميات الأمطار المتوقع هطولها على زمام المخر مستقبلا. ◄ دراسة الطبيعة وأكدت أنه يتم تحديد كميات المياه المطلوب حجزها، ويتم عمل التصميم اللازم لأعمال الحماية بناءً على شدة السيول التى تشهدها المنطقة، موضحة أنه مؤخرًا ومع وجود ظواهر مناخية أشد تطرفًا، فقد تم زيادة المدى الزمنى للتصميم وصولا إلى 200 أو 300 سنة مضت، شارحة أنه كلما زادت المدة الزمنية لدراسة الطبيعة الجغرافية والمناخية للمنطقة فإن ذلك يؤدى للوصول لتصاميم مناسبة تتكيف مع التأثيرات السلبية لتغير المناخ. وأشارت إلى أن أجهزة الوزارة تقوم أيضا كإجراء موسمى قبل موسم الأمطار الغزيرة والسيول بتطهير كافة مخرات السيول بإجمالي 117 مخرًا بأطوال إجمالية تصل إلى 350 كيلو مترًا وإزالة اى عوائق أو تعديات واقعة داخل هذه المخرات. ◄ تفعيل مراكز التأهب وأوضحت رئيس قطاع التوسع الأفقى والمشروعات بوزارة الري، أنه عند التنبؤ بحدوث أمطار فى أحد المناطق بالجمهورية - محافظة أو عدة محافظات - من خلال مركز التنبؤ بالفيضان التابع للوزارة، يتم على الفور نشر هذا التنبؤ على كافة الجهات المعنية بالدولة، لتقوم كل جهة باتخاذ ما يلزم من إجراءات، من خلال غرف عمليات بالمحافظات وتفعيل مراكز التأهب من معدات لازمة وحماية مدنية وسيارات مطافى واسعاف وغيرها. من جانبه، أكد أبو بكر الروبي رئيس الإدارة المركزية لصيانة المجاري المائية بوزارة الموارد المائية والري، أن مصر تعرضت مؤخرًا للسيول فى محافظة أسوان، وبالفعل استطعنا التصدى للسيول بنجاح، وأثمرت الجهود المبذولة فى تطهير مخرات السيول على سريان المياه بشكل طبيعى، وصولا إلى نهر النيل. وأضاف أن الوزارة تعمل على قدم وساق، فى تطهير مخرات السيول والبحيرات الصناعية أمام سدود الحماية، لاستقبال مياه السيول وتوفير الحماية للمواطنين والمنشآت.