شخص متزوج منذ ثلاث سنوات، يعيش مستقرًا في بيته، وبدلا من أن يصبح رب أسرة عاقل وواعي، أصابه جنون الشهرة، والسعي خلف «التريند»، أيا كانت الطريقة، لدرجة أنه افتعل واقعة اختطافه يوم احتفاله بذكرى زفافه، وفعلا نجح في مسعاه، وجعل مصر كلها تتحدث عن الواقعة وطريقة الاختطاف التي نفذت بإحكام، لكنه في المقابل لم يدرك عواقب جريمته التي حتما سينال عقابه عليها.. تفاصيل أكثر عن «مقلب» اختطاف عريس الدقهلية في السطور التالية. قديمًا كان يقال «فلان دا مسه جن»، تجاوزًا على كل من يقوم بتصرفات غير عقلانية، الآن أصبحت تقال جملة أخرى «فلان دا مسه جنون الشهرة وركوب التريند»، على كل من يقوم بأفعال غريبة من أجل لفت أنظار الناس إليه على السوشيال ميديا، والواقع والحقيقة أن بفعلته هذه سيحظى باستياء كل الناس. الزفة! أحمد جمال، شاب متزوج من قرابة 3 سنوات، عرف طريقه إلى السوشيال ميديا مثله مثل آخرين اعتبروها مصدر رزقهم ومال سهل يهبط إليهم دون عمل يؤدونه وتعب وكد، وأصبح هذا الشاب بلوجر، يتابعه عدد كبير من الناس، وبدأت عوائد المشاهدات المالية تتدفق عليه، لدرجة أنه أصبح يملك من الأموال ما يجعله يقيم في كل عام، في ذكرى زواجه، فرحًا، يحجز في إحدى القاعات، ويقيم حفل زفاف كأنه زفافه الأول، بكل ما يحدث في حفلات الزفاف من مراسم، ويصور الاحتفالية وينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، لزيادة عدد المتابعين، ويصدر هذه التصرفات على أنه يفعل ذلك حبًا في زوجته. الأمر في حد ذاته يقبل طالما في إطار شخصي، وفي وسط ضيق، بينه وزوجته وأقاربه، ولا يحق لأحد التدخل طالما أنه شأن يعنيهم، لكن ما حدث في حفل زفافه الثالث لم يكن شأنًا خاصًا بهم، بل صدر للجميع أنه تعرض للاختطاف، كانت طريقة الاختطاف محكمة، بعدما أدخل زوجته السيارة، التف حول السيارة ووقف أمامها، وفي لحظة مرت خلفه سيارة بيضاء، وفُتح بابها الخلفي، وامتدت يد شخص وأمسكت بالعريس، وأدخلته السيارة، وأغلق الباب وانطلقت السيارة مسرعة وسط صراخ زوجته واصدقائه في تمثيلية سخيفة. هذه الواقعة، أثارت استياء الرأي العام، خاصة وأنها تشير إلى جريمة خطف وكأن من قام بها تشكيل عصابي، لكن بعد فحص الأجهزة الأمنية، تبين أن الواقعة «مزحة او مقلب». انتشار انتشر فيديو واقعة الاختطاف التي حدثت أمام إحدى قاعات مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية كالنار في الهشيم، مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت لا تتحدث إلا عن الواقعة، وكيف جرت، وكل شخص أصبح يدلو بدلوه في الواقعة، وكثرت السيناريوهات والقصص. فجأة، خرج العريس المختطف، عبر صفحته الشخصية في فيديو، وقال بإن الواقعة كانت كوميدية، وهي عبارة عن مشهد تمثيلي افتعله مع أصدقائه لجذب المشاهدات ليس أكثر، بل أنه ظل يتدرب على هذا المقطع لأسابيع، حتى يظهر بشكل لافت وجاذب للمشاهدين. الغريب أن أحمد جمال، العريس المختطف، تفاجأ من ردة فعل الناس عن الواقعة، وأبدى تعجبه مما آلت إليه الأوضاع، ولم يكن يعلم أنه سيثير جدلا بهذه الطريقة ويتحول لأزمة، فقد حقق الفيديو نجاحًا كبيرًا، وهذا ما كان يتمناه. اقرأ أيضا: حبس عريس واقعة الاختطاف الوهمية بالدقهلية ضبط بعد أن حقق الفيديو انتشارًا واسعًا، تحرت الأجهزة الأمنية عن الواقعة، وتبين أنه ليس هناك محاضر حررت في هذا الشأن، وبالتالي معناه أن أهل العريس لم يذهبوا إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة لأنها ليست واقعة اختطاف من الأساس. وعليه، نجحت الأجهزة الأمنية في التحري حول الواقعة وكشف ملابساتها؛ حيث تبين أن أحمد جمال، العريس، متزوج منذ 3 سنوات، ولديه من زوجته طفل. بالإضافة إلى أنه يعمل «بلوجر»، له قناة على تيك توك عليها ملايين المشاهدات، وله قناة أخرى على يوتيوب، عليها ملايين المشاهدات، وأنه يحتفل بزواجه كل عام عن طريق إقامة حفل زفاف بكل تفاصيله، وفي المرة الثالثة، اتفق مع أصدقاء له ودبروا واقعة الخطف، لجذب عدد من المشاهدات. وعليه، استطاعت الأجهزة الأمنية إلقاء القبض على عريس الدقهلية في كمين برأس البر، كما ألقت القبض على زوجة عريس الدقهلية، وكل المتهمين الظاهرين برفقته في المقطع الفيديو المتداول، وتم ترحيلهم لديوان القسم تمهيدًا للتحقيق، وتحرير محضر بالواقعة. وكان وراء إلقاء القبض على زوجته، بعدما تبين أنها شريكة في الواقعة، وهكذا انقلب حفل الزفاف المزعوم، بجريمة خطف مزعومة الى كارثة، وبدلا من أن يأخذ العريس عروسته إلى بيت الزوجية أخذها إلى التخشيبة. وتباشر النيابة العامة التحقيقات في الواقعة. عقوبة في حديثه حول الواقعة عن العقوبة القانونية التي ستوقع على عريس الدقهلية، بعد الفيديو «المفبرك»، أوضح الدكتور مصطفى سعداوي أستاذ القانون الجنائي؛ أن الواقعة لا تعتبر تكديرًا للسلم العام، لأن جريمة تكدير السلم العام تحتاج النشر بسوء نية بقصد إحداث الفزع والاضطراب، وهو ما لا يتوفر في هذه الحالة، لأن عريس الدقهلية كان غرضه جذب المشاهدات وليس إثارة الفزع. وأضاف أستاذ القانون الجنائي في حديثه ل»أخبار الحوادث»: «وفقًا لنص المادة 102 مكرر، والتى تنص على، «يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن خمسين جنيهًا ولا تجاوز مائتى جنيه كل من أذاع عمدًا أخبارا أو بيانات أو شائعات كاذبة إذا كان من شأن ذلك تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة». وأفاد سعداوي، أن عريس الدقهلية يستحق العقوبات المقررة بنص المادة 25 و27 من قانون الإنترنت الجديد، التي تصل إلى الحبس لمده 3 سنوات وغرامه 300 ألف جنيه بتهم هدم القيم الأسرية وإساءة استعمال الإنترنت، ونصت المادة 305 من قانون العقوبات على أنه من أخبر بأمر كاذب مع سوء القصد فيستحق العقوبة ولو لم يحصل منه إشاعة غير الإخبار المذكورة، ولم تقم دعوى بما أخبر به، وقد أوضح القانون أن عقوبة الابلاغ الكاذب هى العقوبة المنصوص عليها فى المادة 303 من قانون العقوبات وهى الحبس مدة لا تجاوز سنتين وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».