دخلت بيلاروسيا على خط المواجهة ضد أوكرانيا فى الحرب الروسية الأوكرانية بعدما حذر الرئيس البيلاروسى ألكسندر لوكاشينكو كييف، من انتهاء التصعيد مع روسيا بتدمير أوكرانيا إن لم تجلس إلى طاولة المفاوضات، وقال إن أوكرانيا تحاول استفزاز روسيا لاستخدام الأسلحة النووية، وأكد أن بلاده يمكنها تحويل خططها الدفاعية إلى هجومية إذا لزم الأمر، كما أشار إلى أن صواريخ «إسكندر» البيلاروسية قادرة على حمل رؤوس نووية.. وأكد لوكاشينكو أن أوكرانيا نشرت أكثر من 120 ألف جندى على الحدود مع بلاده، وهو ما دفع بلاده لنشر قواتها بطول الحدود وتحذير القوات الأوكرانية وقيادتها السياسية بأن خسائر القوات الأوكرانية ستكون فادحة إذا تجاوزت حدود بلاده. وذلك بعدما انتهكت المسيرات الأوكرانية المجال الجوى لبلاده عدة مرات، على حد قوله، حذر الرئيس البيلاروسى حلف الناتو من إرسال قواته إلى أوكرانيا لما قد ينتج عن ذلك من إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة، حيث قال إن رد فعل بلاده على مثل ذلك الأمر سيكون «فوريًا ومرعبًا» عن طريق استخدام الأسلحة النووية التكتيكية والاستراتيجية. فى المقابل نفى المسئولون الأوكرانيون ادعاء الرئيس البيلاروسى قائلين إن الوضع على الحدود «لم يتغير» وإن لوكاشينكو «يصعد الموقف فقط لاسترضاء موسكو». وتربط روسيا وشقيقتها بيلاروسيا علاقات وطيدة منذ سنوات عدة على جميع الأصعدة، وعسكريًا قام الرئيس الروسى بوتين بنشر أسلحة نووية تكتيكية فى بيلاروسيا فى مارس 2023. كما كان وزير الدفاع البيلاروسى فيكتور خرينين قد أعلن أن بلاده تحمى وتوفر بشكل موثوق حاجز صد ضد أى هجوم محتمل لحلف شمال الأطلنطى «الناتو» من الخلف على روسيا أثناء تنفيذها للعملية العسكرية فى أوكرانيا. وأثار هجوم القوات الأوكرانية على الأراضى الروسية، ردود فعل دولية واسعة، حيث نددت كوريا الشمالية بتوغل أوكرانيا فى روسيا ووصفته بأنه «عمل إرهابى لا يغتفر» دعمته واشنطن والغرب، كما وضع زعيم جمهورية الشيشان رمضان قديروف «عشرات الآلاف» من قواته تحت تصرف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بينما انقسمت دول العالم فى رد فعلها بين داعم ومعارض.. وفى موسكو، قال سيرجى سوبيانين رئيس بلدية موسكو إن أوكرانيا شنت إحدى أكبر هجمات الطائرات المسيرة على موسكو، وأسقطت وحدات الدفاع الجوى الروسية 11 طائرة مسيرة كانت تحلق تجاه العاصمة.. وأضاف سوبيانين «هذه واحدة من أكبر المحاولات على الإطلاق لمهاجمة موسكو بطائرات مسيرة».. اقرأ أيضا| روسيا: الغرب منع تصويتنا بمجلس الأمن على مسودة أنشطة مركز الدبلوماسية الوقائية لآسيا الوسطى كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، فى بيان، أن أنظمة الدفاع الجوى دمرت 45 طائرة مسيرة أوكرانية، من بينها 11 طائرة تم إسقاطها فوق مقاطعة موسكو، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.. من جانبه قال الجيش الأوكرانى إنه قصف منظومة صواريخ إس-300 المضادة للطائرات فى منطقة روستوف الواقعة فى جنوبروسيا، وذكرت هيئة الأركان فى كييف أن روسيا تستخدم صواريخ إس-300 لشن هجمات على البنية التحتية المدنية فى أوكرانيا.. واتخذت الحرب الروسية الأوكرانية منعطفًا جديدًا بعد قرار حكومة كييف بفتح جبهة جديدة للصراع الدائر بين البلدين منذ أكثر من عامين ونصف عن طريق هجوم أوكرانيا على الأراضى الروسية، فيما وصفه الخبراء السياسيون ب«الضربة التكتيكية المفاجئة» التى أربكت حسابات الكرملين وخلطت أوراق وحسابات الجانب الروسى.. وبعدما ظلت أوكرانيا فى موقف الدفاع ومحاولة استرداد أراضيها المغتصبة من القوات الروسية على مدى عامين ونصف منذ بدء الاجتياح الروسى لأراضيها فى 24 فبراير 2022، نجحت أوكرانيا فى شن هجوم مفاجئ فى منطقة كورسك داخل الأراضى الروسية على الحدود الشمالية الشرقية. واستطاعت أن تتوغل القوات الأوكرانية بشكل كبير حتى أعلنت سيطرتها على عشرات القرى داخل الحدود الروسية فى محاولة لنقل المعركة إلى روسيا وتخفيف الضغط على قواتهم المدافعة فى منطقة دونيتسك بدفع الروس إلى سحب قواتهم، وهو ما أعلنه الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بتصريحات قصيرة لوسائل الإعلام تؤكد مواصلة الزحف داخل الأراضى الروسية، بهدف نقل المعركة لأراضى العدو، و«إجبار موسكو على الجلوس إلى مفاوضات سلام عادل».