في قلب القاهرة القديمة، وتحديدًا في ميدان القلعة، يقف سبيل السيدة خوشيار هانم كأحد المعالم التاريخية الرائعة التي تجسد الفن المعماري العثماني في مصر. هذا السبيل الذي يعرف خطأً باسم "سبيل الرفاعي"، يروي قصة شخصية مؤثرة في تاريخ مصر، ويعكس اهتمام السيدة خوشيار هانم بالعمل الخيري والتكافل الاجتماعي. في هذا التقرير نستعرض تاريخ هذا السبيل وأهميته المعمارية والثقافية ، وعن بعض هؤلاء النساء العظيمات اللاتي سطرن صفحات مضيئة في تاريخ الأسرة العلوية. اقرأ أيضا| قنوات مدريد وأفلاج الإمارات.. كيف اهتمت الحضارة الإسلامية بالماء؟ تاريخ وأهمية سبيل السيدة خوشيار هانم في ميدان القلعة السيدة خوشيار هانم: من هي؟ السيدة خوشيار هانم كانت والدة الخديوي إسماعيل، وهي من الشخصيات البارزة في التاريخ المصري خلال القرن التاسع عشر. اشتهرت بأعمالها الخيرية ودعمها للعديد من المشروعات الاجتماعية والثقافية، وكان لها دور كبير في تطوير مدينة القاهرة. تاريخ إنشاء السبيل تم إنشاء سبيل السيدة خوشيار هانم في عام 1867، وكان الهدف من بناء هذا السبيل هو توفير الماء الصالح للشرب للمارة في منطقة ميدان القلعة، التي كانت في ذلك الوقت منطقة حيوية ومهمة في قلب القاهرة. السبيل يعتبر جزءًا من مجمع ضخم يشمل مسجد الرفاعي الشهير، لكن وللأسف، يخلط الكثيرون بين السبيل ومسجد الرفاعي، مما أدى إلى انتشار خطأ تسمية السبيل باسم "سبيل الرفاعي". في صفحات التاريخ، وخاصة تلك التي لم يطأها الزمن، نجد نساءً من أسرة محمد علي قد خلدن أسماءهن ليس فقط بما تركنه من آثار معمارية رائعة، ولكن بأعمالهن الخيرية ووقفهن للأوقاف التي ما زالت تُحْيي وتُذَكّر بمآثرهن. من خلال مآذن المساجد الشاهقة وسبل المياه التي أنشأنها، أعطين نموذجًا حيًا للنساء المحسنات اللواتي استغللن مكانتهن في المجتمع لخدمة دينهن ووطنهن، وعن النساء المحسنات في أسرة محمد علي: عمائر خالدة ووقفيات خيّرة عبر التاريخ : الوقف والتشييد في عهد سيدات الأسرة العلوية: أعمال خالدة وسيرة عطرة تاريخ الأسرة العلوية حافل بالأعمال الخيرية والوقفية التي قامت بها سيداتها. من تخصيص الأوقاف لبناء المساجد إلى إنشاء الأسبلة والتكايا، كانت تلك النساء شريكات في نشر الخير والبناء. ومن بين هذه الأسماء المضيئة، نجد زينب هانم، زيبة هانم قادين، والأميرة منيرة سلطان، وغيرهن ممن خلدن ذكراهن بعمائرهن وأعمالهن الخيرية. 1- زينب هانم الصغرى: أوقاف لخدمة الدين والمساجد تخصيص الأوقاف لخدمة المساجد الكبرى: ساهمت زينب هانم في دعم المساجد الكبيرة مثل المسجد الحسيني ومسجد السيدة زينب، كما اهتمت بتكايا التصوف مثل المولوية والنقشبندية. الاهتمام بالاحتفالات الدينية: خصصت زينب هانم أوقافًا لدعم احتفالات ليلة المعراج وليلة القدر، بالإضافة إلى دعم قراءة القرآن في مسجد والدها. 2- زيبة هانم قادين: سبيل لابنها وذكرى خالدة تشييد السبيل كعمل خيرى: أقامت زيبة هانم سبيلًا لروح ابنها الأمير محمد علي الصغير، والذي ما زال قائمًا في ميدان رمسيس، وقد اشتهر بين الناس باسم "سبيل أولاد عنان". 3- الأميرة منيرة سلطان: تجديد مسجد الدرينى والعمل الصالح تجديد مسجد الدرينى: أمرت الأميرة منيرة سلطان بتجديد مسجد الدرينى، والذي كان يقع بجوار بساتين الروضة التابعة لمحمد علي. 4- أمينة إلهامى: أم المحسنين وسيرة عطرة إسهامات أمينة هانم في مجال التعليم والخير: أشرفت أمينة إلهامى على إنشاء مدارس ووقفيات لخدمة الفقراء والأيتام، وأسست المدرسة الإلهامية لتعليم الحرف التراثية. 5- إنجى هانم: شغف الإسكندرية وأعمال الخير دعم العلم والدين: بنت إنجي هانم مسجدًا في الإسكندرية، وأوقفت له أوقافًا دائمة، كما قامت بترميمه جشم آفت هانم بعد وفاتها. 6- خوشيار هانم: مسجد الرفاعى وسيرة الوالدة باشا بناء مسجد الرفاعى: خلّدت خوشيار هانم ذكرها ببناء مسجد الرفاعى، الذي أصبح مأثرة معمارية وجزءًا من تاريخ الأسرة العلوية. 7- عين الحياة هانم: مبرة ومسجد للتاريخ مبرة محمد علي ومسجد عين الحياة: كانت عين الحياة هانم وراء إنشاء مبرة محمد علي التي خدمت النساء والأطفال، كما خصصت أوقافًا لبناء مسجدها في حدائق القبة. هكذا، تركت نساء الأسرة العلوية بصماتهن الخالدة عبر التاريخ، من خلال أعمالهن الخيرية ووقفهن للأوقاف التي ما زالت شاهدة على عظمتهن وحبهن لعمل الخير. هؤلاء النساء كنّ نموذجًا للإيثار والتفاني في خدمة المجتمع، وخلدن أسمائهن في ذاكرة الأجيال القادمة.