جريمة مأساوية بشعة ومركبة بكل المقاييس شهدتها قرية كفر يعقوب التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، ولا تزال حديث الأهالي هناك راحت ضحيتها طفلة بريئة لم يتعد عمرها 14 عامًا، قُتلت مرتين الأولى حينما زوجوها مبكرًا وهي مازالت تعيش طفولتها إذ أخذوها من وسط أقرانها الصغار وألبسوها فستان الزفاف ودون أن تشعر وجدت نفسها في منزل آخر وتتحمل مسئولية بيت وأسرة، والمرة الثانية وكانت القاضية على يد زوجها الذي يكبرها بعشر سنوات، بعد وصلة ضرب وتعذيب نالتها الصغيرة على يديه قبل أن يلقي بها من أعلى سطح المنزل بسبب تناولها طبق كشري بدون إذنه لتكشف تلك الجريمة عن ظاهرة مؤسفة رغم تجريم القانون لها في بعض القرى وهي الزواج المبكر، التفاصيل في السطور التالية. تبدأ فصول تلك الجريمة منذ عامين تقريبًا ، وقتها كانت فاتن زكي. إ تبلغ من عمرها 12 عاما فهي من مواليد شهر يوليو 2010، وقبل أن نتحدث عن جريمة القتل هناك جريمة أخرى وقعت حينها في حق المجني عليها حينما جنت عليها أسرتها ووافقت على زواجها من المتهم عرفيًا، وانتقلت للعيش معه في منزل العائلة بقرية كفر يعقوب بمركز كفر الزيات بعد إلحاح شديد منه وتحايل على القانون، رغم أنها ما زالت صبية في المرحلة الإعدادية وتعيش طفولتها التي انتزعت منها عنوة بزواجها من سائق توك توك، وتدور الأيام والشهور ويتحول الزوج إلى وحش مفترس لم تستطع معه الصبية الصغيرة أن تتحمل أسلوبه معها وكثرة اعتدائه عليها بعد أن تركتها والدتها معه وكأنها تسلمه فريسة، لدرجة أنه كان يفرض عليها أوقاتًا معينة لتناول الطعام والنزول لزيارة والدتها وإذا ما خالفت تعليماته كانت تتلقى العقاب الوحشي لدرجة أنه كان يقوم بكيها بالمكواة فتصرخ وتحاول الهرب منه لكنه يتهجم عليها وكلما شكت إلى والدتها تكتفي بمواساتها وتطلب منها التحلي بالصبر. الجريمة والبلاغ ذات مرة شعرت الزوجة الطفلة بالجوع ولم يكن زوجها أو أحد من أهله في المنزل، فجهزت وجبة كشري وأعدت لها طبقا لتتناوله لتسد جوعها لحين عودته، وحين عاد الزوج الذي يعمل سائق توك توك إلى المنزل، أعدت له الطعام وأخبرته أنها سبقته فجن جنونه فكيف تأكل بدون إذنه، فانهال عليها ضربًا على رأسها، فأسرعت بالاتصال بوالدتها لتستغيث بها وأخبرتها أنه اعتدى عليها مرة أخرى على أمل أن تتدخل وتحاول منعه لكن الأم لم تستجب إليها خشية أن يعتدي عليها هي الأخرى، ثم واصل الزوج بطشه وجذبها إلى سطح المنزل وسط صرخاتها التي لم تنقطع، حاولت أن تفلت منه لكنه حملها وألقاها من أعلى المنزل لتسقط في الشارع وسط ذهول المارة من الجيران وأسرع بالنزول في الشارع مدعيًا أنها هي التي ألقت بنفسها بعد أن اختل توازنها، ونقلت إلى مستشفى كفر الزيات العام في محاولة لإنقاذها لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصابتها. تلقى اللواء أيمن عبد الحميد مدير أمن الغربية، إخطارًا من العميد محمد شبل حبيب مأمور مركز شرطة كفر الزيات، يفيد بورود بلاغ من الأهالي بمصرع فتاة صغيرة إثر سقوطها من أعلى سطح منزلها بقرية كفر يعقوب التابعة لدائرة المركز، على الفور انتقلت قوة أمنية من المباحث الجنائية برئاسة المقدم أحمد شيحة رئيس مباحث المركز إلى محل الواقعة وتبين من المعاينة الأولية أن المتوفاة تدعى فاتن زكي إبراهيم 14 عاما، لقيت مصرعها نتيجة سقوطها من مكان مرتفع وهو سطح منزلها المكون من 4 أدوار، إلى هنا تبدو الواقعة قضاء وقدر، لكن التحريات التي قام بها المقدم رئيس مباحث مركز شرطة كفرالزيات ومعاونوه، تحت إشراف العميد محمد عاصم مدير المباحث الجنائية؛ كشفت تعرض المجني عليها لضرب مبرح على يد زوجها أحمد. ر. ح البالغ من العمر 24 سنة بعد مشادة بينهما، حاولت المجني عليها الفرار منه هاربة إلى سطح المنزل فصعد ورائها، وبكل خسة ودم بارد حملها ثم ألقى بها من أعلى سطح المنزل وسط صراخها الذي لم يمنع المتهم من إكمال جريمته وفر هارباً، مما أدى إلى إصابتها بكسور ونزيف بالمخ ووفاتها متأثرة بالإصابات التي لحقت بها، تم إعداد عدة أكمنة للمتهم وبعد فحص كاميرات المراقبة في الشوارع المحيطة، تمكن ضباط المباحث من ضبط المتهم واقتياده إلى مركز الشرطة وتحرر محضر بالواقعة وبمواجهته ادعى سقوطها من أعلى سطح المنزل بسبب اختلال توازنها، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق، وقررت حبسه احتياطيًا وندب الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على جثة المجني عليها لتحديد الصفة التشريحية وسبب الوفاة. في منزل الأسرة «أخبار الحوادث» انتقلت إلى منزل والدة الضحية وتدعى ابتسام حامد، والتي قالت بأسى؛ إن ابنتها كانت تتعرض للضرب بشكل دائم من زوجها وعائلته منذ بداية زواجها منذ عامين، وكانت دائما تستنجد بها لإنقاذها من بطش زوجها وعائلته، وحمايتها منهم. أضافت؛ أنها تلقت اتصالا من ابنتها قبل وفاتها بدقائق تخبرها بتعرضها للضرب من زوجها وعائلته بسبب طبق كشري تناولته المجني عليها بدون إذن زوجها الذي كان خارج المنزل قائلة: «بنتي كانت جعانة وأكلت طبق كشري وهو برا قبل ميعاد الغدا ولما رجع ضربها وكوى جسمها بالمكوه واتصلت تستنجد بيا أروح أخدها من الباب الخلفي للمنزل وأنا خفت عشان لما بروح بيضربني أنا كمان». استطردت والدة الضحية قائلة؛ فوجئت بعد ذلك بأنه تم نقل ابنتي للمستشفى وبعد توجهي وجدتها جثة هامدة، وأشارت إلى أن المتهم تزوج ابنتها عنوة بعد أن هددهم بمطاردتهم بسبب رفضهم له لسوء سلوكه ولجأت وقتها لعدد من الحكماء بالقرية لمنعه من التعرض لها ولابنتها لكنهم فشلوا في التصدي لأخلاقه السيئة واضطرت للموافقة على الزواج تفاديا لبطشه بهم، ومنذ إتمام هذا الزواج وتعيش ابنتها في عذاب مستمر ودائم الاعتداء عليها بطريقة وحشية وإذا تدخلت للدفاع عن ابنتها تنال هي الأخرى نصيبها من الضرب. أما الأب والمنفصل عن والدتها منذ سنوات فكشف عن تفاصيل أخرى مؤكدًا؛ أن ابنته فاتن كانت تعيش معه حتى حصلت أمها على حكم بحضانتها وانتقلت للعيش معها، وعلم بعد ذلك أن طليقته تنوي تزويجها من سائق توك توك معروف عنه أنه سيئ السلوك ويكبرها بنحو 10 سنوات لا سيما وأنها مازالت قاصرًا والقانون يمنع زواجها فهي مازالت في مرحلة الطفولة ومن حقها أن تعيش طفولتها مع قرنائها من الأطفال، حاول الأب بشتى الطرق منع هذه الزيجة وإنقاذ ابنته لدرجة أنه حرر محضر إثبات حالة لكن كانت الصدمة التي لم يستوعبها أنها تزوجت بالفعل عرفيًا ودون ان يعلم، والصدمة الأكبر عندما تلقى خبر مقتلها واستدعى لاستلام جثتها من مستشفى المنشاوي بطنطا، وأمام النيابة طلب تشريح جثة ابنته بعد أن شك في وفاتها خاصة أن طليقته ادعت سقوطها من السلم وكانت المفاجأة هي وجود شبهة جنائية وراء وفاتها بعد إثبات الإصابات المتعددة في جسدها وارتاب رجال المباحث في طريقة وفاتها بهذا الشكل خاصة بعد اختفاء الزوج، فيما طالبت عمة الضحية بالقصاص من المتهم قائلة؛ ما ذنبها لكي يقتلها فهي طفلة صغيرة وقد تحايل على القانون للزواج منها وسبق أن تركت المنزل وعادت لأمها وأخذها بالقوة. اقرأ أيضا : مصرع طفل صعقًا بالكهرباء في قنا