العقل هو قطب التكليف وبفقده ترفع التكاليف فمن زال عقله رفع عنه القلم وسمى العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عن اقتحام الشهوات. يقول الحسن البصرى: لو كان العقل يشترى لتغالى الناس فى ثمنه، والعجب الآن لمن يشترى بماله ما يفسد عقله بالمخدرات والمسكرات فيرتكب الجرائم ويعرض حياة الآخرين للخطر وأيضا حياته ومستقبله وأهله للضياع. وقد رأينا مؤخرا كثيرا من حوادث المرور التى أزهقت فيها أرواح أبرياء وسببت لهم عاهات من جراء سائقين متعاطين، رغم علمهم أن المخدرات جريمة فى حق الدين والوطن قال تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» وقال تعالى: «ولا تقتلوا أنفسكم»؛ لأن الله عهد إلى الإنسان أن يحافظ على حياته فما هو تعريف المخدرات وأثرها وأسباب الوقوع فيها وعلاجها؟ اقرأ أيضا| بالفيديو| لحظة النطق بالحكم علي سائق أوبر المتسبب في وفاة حبيبة الشماع يقول د. بيومى إسماعيل من علماء الأزهر الشريف: حافظ الإسلام على العقل حفاظا شديدا واعتنى به اعتناء بالغا؛ لأنه مناط استقامة دنيا الناس فهو الذى يوجههم إلى صلاح معاشهم ومعادهم، وقد حرم الإسلام كل ما يؤذى العقل من مسكرات أو مفترات وفى الصحيح أن النبى -صلى الله عليه وسلم- نهى عن كل مسكر ومفتر، والمسكر هو كل ما يؤدى إلى غياب العقل، والمفتر هو ما يؤدى إلى الإحساس بالنشوة الكاذبة. ويضيف أن المخدرات لها آثارها المدمرة على الشباب الذى هو عدة الأمة وسبب نهضتها، ولذلك يعمل الأعداء ليل نهار على ترويج المخدرات فى بلادنا حتى نصير لقمة سائغة فمن وقع فى براثن المخدرات والإدمان صار ميتا فى صورة الحى لا يبنى أمة ولا يزود عنها، بل يصير عالة على مجتمعه، ووجوده كالعدم بل أضر من العدم، بالإضافة إلى تلف المخ والأعصاب والاكتئاب وضعف الذاكرة ونوبات الصرع، وكثرة حالات الطلاق وتفكك الأسر وتشريد الأطفال وارتكاب الجرائم المقصودة وغير المقصودة كحوادث السيارات. ويوضح أن من أسباب الوقوع فى الإدمان ضعف الوازع الدينى، فالتربية الدينية الصحيحة تجعل المسلم متعلقا بربه يرى جنته فى رضاه وناره فى سخطه، ثانيا رفقة السوء، لذا شدد النبى -صلى الله عليه وسلم- فقال: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) وقال الشاعر: واحذر مصاحبة اللئيم فإنه يعدى كما يعدى الصحيح الأجرب، ثالثا ضعف رقابة الأسرة ثم الجهل والأمية.. ويؤكد أن علاج هذه الظاهرة يكون بتكاتف الجهود الفردية فى الأسرة بالتوجيه والمراقبة والعلاج وجهود الدولة فى توفير المشافى والتوعية اللازمة من خلال وسائل الإعلام والمساجد وفى المدارس والجامعات وتفعيل التشريعات الرادعة للنيل من تجار هذه السموم.