وصف خطيب مسجد "علي زين العابدين " بالسيدة زينب ظاهرة الإدمان بالمصيبة والخطر القادم موضحاً أن من اهدف ومقاصد الشريعة الإسلامية مصلحة العباد والبلاد والمجتمعات لذلك كانت الضرورات الخمس فى الإسلام والتي عرفت ب "مقاصد الشريعة " وهي حفظ النفس وحفظ العقل وحفظ المال وحفظ النسل وحفظ العرض . وأضاف خلال خطبته عن (الإدمان واثره المدمر على الفرد والمجتمع ) "أن الله سبحانه وتعالى خلق الأنسان وميزه بالعقل والإرادة وتميز على كثير من المخلوقات بذلك ، فالفرق بين الأنسان والحيوان هو العقل - لانه بالعقل استطاع الأنسان ان يعمر الأرض ولم نسمع ان حيوانا اخترع كمبيوتر او محمول لكن الأنسان هو الذى طلب منه الله سبحانه عمارة الأرض قال تعالي "هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ " اى طلب منكم عمارتها . تحريم الإسلام لتغيب العقل وأشار إلى أنه عندما كان العقل هو اعظم ما يميز الله به الإنسان فقد فرض عليه المحافظة عليه لأنه مناط التكليف ولأنه سر تكريم الإنسان فحرم على الإنسان تناول كل ما يغيب العقل او يشوش عليه او يخرجه عن وعيه من مسكرات او مخدرات او خمر او خبائث لان من أهداف بعثة النبي صلى الله علية وسلم انه احل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث وحتى يظل الإنسان معافى صحيا ويقوم بعمله على اكمل وجه . وأضاف في النصف الأول من الخطبة اليوم : إنه من المعلوم أيضا ان الله حرم كل ما يضر الأنسان فكل ضار حرام وهناك أمور يسأل عنها الطب ومن راي الطب والعلم القطعي اليقيني تحريم المخدرات ، يأتي وراء ذلك فتوى المشايخ فلو قال الطب ان التدخين مضر بصحة الإنسان فان الدين يسير مع مصلحة الإنسان فى الحفاظ على صحته لكى يعيش أطول فترة ممكنة ، ليؤدي رسالته فى عمارة الأرض فيكون التدخين حرام بعد رأى الطب قياسا على حديث النبى صلى الله علية وسلم " لا ضرر ولا ضرار" وقول الله تعالى" وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا " ،وقوله تعالى" " لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" . وأكد ان المخدرات مهلكة للصحة مهلكة للمال مهلكة للوقت وهذه هي الأسئلة الرئيسية التى يسأل عنها الإنسان يوم القيامة يقول النبى ص (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن علمه ماذا عمل به) ولك ان تتعجب ان تجد الرجل يكون بيته وأولاده فى اشد الحاجة الى الطعام والشراب والملبس والنفقة فبدلا من ان ينفق على بيته فاذا به ينفق أمواله على المخدرات ويحرم أولاده وزوجته من النفقة ، فيدفع ماله ليدمر صحته ويجلب لها المرض ويستحق بذلك غضب الله تعالى عليه . الجريمة أولها غياب العقل وختم خطبته الثانية "انظر الى الكوارث التى تحدث بسبب المخدرات والإدمان وتغييب العقول ، يرتكب الإنسان الجرائم لأنه مغيب العقل تخيل لو سائق سيارة ومدمن مخدرات طبيعي ان يعرض حياته وحياة الأخرين للخطر . يقول النبى ص (لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة اليه ) وعن ام سلمة قالت نهى الرسول "صلي الله عليه وسلم" عن كل مفتر ومسكر وقال كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ان واجب الدولة ان تحافظ على عقول أبنائها . وأوضح ان مصير أي امه متوقف على سلامة عقول أبنائها فاذا كانت عقول مسطولة مغيبة فان الحصاد يكون مرا والجريمة تنتشر والعنف يتزايد والمجتمع فى خطر لأننا جميعا فى سفينة ومطلوب للسفينة ان تسير الى بر الأمان فالكل له دور فى الحفاظ على السفينة هناك من يملك الكلمة بالموعظة الحسنة وهناك من يمتلك تطبيق القانون وهناك مسؤول عن رعيته وأولاده فلا يتركهم لأصدقاء السوء و يسهرون الليل بعيدا عن الأسرة ولا يسأل عنهم أحد .