أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024، في الفترة من 28 أغسطس الجاري حتى 8 سبتمبر المقبل، والتي ستشهد منافسات قوية للغاية. ◄ ما لا تعرفه عن البارالمبياد يُدرك الجميع أن دورة الألعاب البارالمبية، حدثًا رياضيًا استثنائيًا، تتنافس خلالها ما يزيد عن 180 دولة، لذلك تمثل بارالمبياد باريس 2024، لحظة حاسمة للرياضة والرياضيين، وستستقبل العاصمة الفرنسية الأبطال البارالمبيين من جميع أنحاء العالم، وسط توقعات بتقديم نسخة بارزة تسيطر عليها المرونة والشجاعة من جانب المشاركين من مختلف الدول. بدأت منافسات دورة الألعاب البارالمبية في روما عام 1960، حدثًا فريدًا من نوعه يستمتع الجميع من خلاله بالأداء الاستثنائي والتنوع البشري، إذ تعد هذه المنافسات ثاني أكبر حدث عالمي متعدد الرياضات، ويجمع الرياضيون بدرجات إعاقة متفاوتة، من بينها ضعف القوى العضلية مثل «الشلل السفلي أو النصفي، الشلل الرباعي، الحثل العضلي». ويُشارك أيضًا في دورة الألعاب البارالمبية، الرياضيون من الذين يعانون من متلازمة ما بعد شلل الأطفال، وكذلك أيضًا المصابين باختلال في الحركة نتيجة عجز في الأطراف مثل البتر فضلًا عن قصر القامة والتوتر العضلي والرنح وضعف البصر وإعاقة النمو، لكن جميعهم أبطال قد يفوقوا الأصحاء بفضل الموهبة التي منحها الله لهم. ◄ اقرأ أيضًا | غدًا.. البعثة المصرية تغادر إلى فرنسا للمشاركة في بارالمبياد باريس 2024 ◄ متى تبدأ البارالمبياد؟ وبخلاف دورة الألعاب البارالمبية التي تقام كل 4 سنوات في الصيف بعد الانتهاء من الأولمبياد بأيام، تقام أخرى شتوية، إذ كانت أول دورة لها عام 1988 في مدينة سيول بكوريا الجنوبية وتعقد مباشرة بعد كل دورة ألعاب أولمبية، لكنها لم تكن بشكلها الرسمي الذي تقام عليه الآن. وتعتبر أول انطلاقة ل دورة الألعاب البارالمبية، كان عبارة عن تجمع صغير لقدامى المشاركين في الحرب العالمية الثانية عام 1948 ليصبح بعدها أحد أكبر الأحداث الرياضية الدولية في مطلع القرن 21، إذ يتطلع البارالمبيون من خلاله للتساوي بالرياضيين الأولمبيين الأصحاء، لكن يبقى العائق دائمًا هو الفارق الكبير في التمويل لصالح رياضيي الأولمبياد عن أبطال البارالمبياد. وتُنظم دورة الألعاب البارالمبية كل 4 سنوات عقب الانتهاء من الألعاب الأولمبية بأيام معدودة، في حين أن اللجنة الأولمبية الدولية تقوم بتنظيم دورة الألعاب الخاصة التي تشمل الرياضيين ذوي الإعاقة الذهنية، ودورة الألعاب الدولية للصم والتي تضم رياضيين يعانون من الصم، لمنحهم فرصة المنافسة أسوة بغيرهم من الأصحاء. ◄ الفئات المشاركة في البارالمبياد وتتعدد الفئات التي يتنافس فيها الرياضيين خلال دورة الألعاب البارالمبية، إذ يتم تقسيم الإعاقة المسموح بها إلى 10 فئات مختلفة من ذوي الإعاقة، وهم: «التوتر العضلي، مشاكل في الحركة، عجز في الأطراف، إعاقة النمو، اختلاف في طول الرجلين، التقزم، ضمور القوى العضلية، الرنح، التصلب، ضعف البصر». كما تُقسم أيضًا هذه الفئات إلى تصنيفات فرعية خلال دورة الألعاب البارالمبية، على أن تختلف هذه التصنيفات من رياضة إلى أخرى، لكن تسبب نظام التصنيف في الكثير من الخلافات التي تدور حول بعض الرياضيين الذين أفرطوا في ذكر الإعاقة الخاصة بهم، بالإضافة إلى ملاحظة استخدام بعضهم لعقاقير منشطة في أحداث أخرى، وهو ما يؤدي لاستبعادهم. وتنافس الرياضيون من أصحاب الإعاقات في الأولمبياد قبل ظهور دورة الألعاب البارالمبية، وكان أول رياضي يشارك في «الأولمبية» هو اللاعب الألماني أمريكي جورج إيسر الذي نجح في التتويج ب ست ميداليات منها ثلاث ذهبيات في يومٍ واحد رغم كونه يستخدم عضوًا صناعيًا خشبيًا بدلًا من قدمه اليسرى المبتورة. وأقيمت دورة الألعاب البارالمبية لأول مرة رسميًا في روما عام 1960، لتكون متاحة لمن هم أصحاب الإعاقة الذين يستخدمون كراسي متحركة على عكس ما كانت قبل باقتصارها على مصابي الحروب فقط، وشهدت بارالمبياد روما وقتها مشاركة 400 رياضيًا من 23 دولة، ومن هذا الوقت أصبحت تعقد في نفس السنة مع الأولمبياد بالتحديد بعدها بأيام معدودة. وكانت دورة الألعاب البارلمبية، في بداية الأمر تمنح فرصة المشاركة لمستخدمي الكراسي المتحركة فقط، لكن بارالمبياد عام 1976، سمحت لكل الرياضيين من مختلف الإعاقات بالمشاركة لأول مرة، مع إضافة المزيد من فئات الإعاقة، لتتوسع المشاركة بضم 1600 رياضيًا من 40 دولة مختلفة، وتشتعل المنافسة بين كل المشاركين. ◄ تطور البارالمبياد ومنذ إطلاق دورة الألعاب البارالمبية في نسختها الأولى، كان الهدف هو تسليط الضوء على مواهب الرياضيين وليس إعاقتهم، لذلك تطور الأمر بالتدريج بصورة كبيرة، والدليل على ذلك هو تزايد أعداد الرياضيين المشاركين في البارالمبياد إذ تضاعف من 400 رياضيًا في روما 1960 إلى 3900 رياضي من 146 دولة في بكين عام 2008. وأصبحت دورة الألعاب البارالمبية الصيفية وكذلك الشتوية معترفًا بهما دوليًا، بعد أن تم إلغاء فكرة اقتصارها على مشاركة مصابي الحرب البريطانيين أو أصحاب الكراسي المتحركة فقط، إذ توسعت بشكلٍ كبير لتضم أصحاب الإعاقات المختلفة من جميع أنحاء العالم، و تمنح الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة ليداووا إصاباتهم بالإنجازات الرياضية العالمية. ◄ شعار ونشيد البارالمبياد اسم دورة الألعاب البارالمبية، جاء من كلمة «paraplegic» والتي تعني «مشلول» نتيجة إلى أن البطولة بدأت لمن هم يعانون من مرض النخاع الشوكي، وأضيفت لها كلمة «Olympic»، لكن بعد ذلك رأوا أن الاسم ليس له معنى، لكن بارالمبياد 1988 في سيول كانت هي الأولى التي يُعتمد فيها مسمى «بارالمبياد» رسميًا. ولدى دورة الألعاب الأولمبية شعار عنوانه «الروح في الحركة»، بينما يتضمن رمز البارالمبياد ثلاثة ألوان وهم الأحمر والأزرق والأخضر، وهي أكثر الألوان تكرارًا في أعلام الدول، وجميع الألوان مرسومة على شكل حرف لاتيني يعني «أنا أتحرك»، مع شكل الهلال غير المتماثل، لكن الشعار والرمز تم تغييرهم عام 2003 ليصبحوا كما هم الآن. والهدف من شعار دورة الألعاب البارالمبية، هو إرسال رسالة أن البارالمبيين يمتلكون روح المنافسة، بينما رؤية اللجنة البارالمبية الدولية هي تمكين الرياضيين البارالمبيين من تحقيق التفوق الرياضي وإلهام وتحفيز العالم، ويُعد نشيد البارالمبياد هو «نشيد المستقبل» والذي تم تأليفه بواسطة تييري دارنيس واعتُمد نشيدًا رسميًا في مارس 1996.