يستعد فريق كايروكى لإحياء حفل غنائى ضخم فى مهرجان العلمين الجديدة الجمعة القادمة على مسرح يو أرينا، وذلك بمشاركة المطرب الشاب «تووليت» لأول مرة بعد النجاح الذى حققه بألبومه «كوكتيل غنائى». ليلة مختلفة من ليالى مهرجان العلمين الجديدة سيعيشها عشاق الموسيقى مع واحد من أهم الفرق الغنائية المصرية التى تركت بصمة مؤثرة فى شكل الموسيقى والغناء على مدار 20 عامًا، وهو الحفل الذى يعكس حالة التنوع المتجسدة فى برنامج حفلات العلمين خلال دورته الثانية.. تفاصيل وقصص عديدة تلعب دور البطولة فى مسيرة «كايروكى».. رحلة قطعوها من حى المعادى فى ضواحى القاهرة، وصولاً إلى أهم مسارح العالم وآخرها مسرح مهرجان العلمين. يقف أمير عيد فوق خشبة المسرح، يستقبل صياح آلاف المراهقين والشباب بينما يغنى «لو بكرة نهاية العالم هنزل أفول عربيتى واخدها واعدى عليكى ننزل نتفسح»! يرسم أمير عيد صورة الشاب المتمرد على واقعه فى أغنيات كايروكى، يغزل الكلمات بدفقة شعورية تحمل فى سطورها روح جيل تأرجح بين تقلبات اجتماعية وسياسية عديدة، بدأت بمنعطف مهم صنع شهرة الفريق عام 2011 بالتزامن مع 25 يناير، عندما قدم الفريق نفسه كواحد من رموز الموسيقى المستقلة فى مصر عبر أغنية «صوت الحرية» وما تلتها من أغانٍ ساهمت فى تشكيل هوية الفريق، لا شك أن أغانى كايروكى كانت صوتًا مؤثرًا فى حالة الزخم الفنى وقتها والتى كانت جزءًا لا يتجزأ من المشهد السياسى فى مصر، ولكن لم تكن هذه المرحلة هى كل الرحلة وهدفها، فقبلها بثمانى سنوات ولدت فكرة «كايروكى» فى حى المعادى، المنطقة التى ينتمى لها أعضاء الفريق وعلى رأسهم أمير عيد. اقرأ أيضًا | من العجمى إلى العلمين الجديدة| عمرو دياب رفيق أيامنا الحلوة تكونت فرقة «كايروكى» من خمسة أعضاء هم أمير عيد، شريف الهوارى، تامر هاشم، آدم الألفى، وشريف مصطفى، خمسة أعضاء يعزفون موسيقى الروك الغربية فى قالب غنائى مصرى، وللمفارقة فإن نفس العام شهد انطلاقة عدة فرق غنائية أخرى مثل مسار إجبارى ومن قبلهم فريق وسط البلد، فى مرحلة تشبه إلى حد كبير النقلة الموسيقية التى حدثت فى مصر خلال حقبة السبعينيات لسد فراغ رحيل العمالقة أم كلثوم وعبد الحليم وفريد، كان الحل دائمًا فى الفرق الغنائية التى تعبر عن الشباب بمفردات مختلفة بعيدة عن الرومانسية المكررة. لم يكن اسم الفريق «كايروكى» فى البداية، حيث حمل اسم «بلاك ستار» أو النجم الأسود، واقتصر نشاط الفريق وقتها على إعادة غناء أشهر أغانى الروك الغربية، قبل أن يقرر أعضاء الفريق تغيير اسمه والغناء باللهجة المصرية. اختار أعضاء الفريق اسم كايروكى كمزيج من اسم القاهرة «كايرو» وفن الكاريوكى وهو الغناء على الموسيقى الجاهزة، الحقيقة أن الاسم لم يكن مستصاغاً فى البداية، ولكن الفريق نجح فى مد بساط شعبيته فوق مسرح ساقية الصاوى والجامعات والمراكز الثقافية على مدار سنوات ما قبل 2011 والتى شهدت الميلاد «الشعبى» الحقيقى للفريق. أصدر الفريق ألبومه الأول «مطلوب زعيم» فى نفس العام، وتزامن مع هذه الانطلاقه ظهورهم فى حفلات مهرجان «الفن ميدان»، تحول الفريق إلى حالة فنية سياسية ملونة بمحاولات لمحاكاة أغانى الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم ولكن بخلطة عصرية غربية، على المستوى الفنى لم تكن أغانى الفريق فى تلك الفترة كاملة الهوية والروح، ولكنها اعتمدت بشكل أكبر على الزخم السياسى، وهو ما تجسد بوضوح فى أغنية «يا الميدان» التى أصدروها بالتعاون مع الفنانة العائدة من الاعتزال عايدة الأيوبى، ولكن تلك الحالة نتج عنها صدام واضح بين الفريق وجماعة الاخوان عقب قفزها على مقعد السلطة، فتسبب ذلك الصدام فى منع حفلاتهم وكذلك حظر بث أغنياتهم فى الإذاعات والقنوات الرسمية! هذا الصدام لم يمنع انتشار الفريق تجارياً، وجد سوق الإعلانات ضالته فى وجوه جديدة تعبر عن أفكار وتوجهات الشباب فى هذا الوقت، لهذا تحول «كايروكى» الى علامة إعلانية مهمة لأشهر المنتجات التى سعت لتحقيق مكاسب أكبر عبر نفوذ الفنانين المؤثرين. فى عام 2012 أصدر الفريق ألبومه الثانى بعنوان «وأنا مع نفسى قاعد» والذى ضم 12 أغنية، كانت أغلبها تحمل دعوة للتفكير فى المستقبل والنظر للحياة بفلسفة الباحث عن الأحلام، وخفت قليلا الصوت السياسي، وبدأت الرومانسية تجد مكانها وسط أغانيهم خاصة فى أغنية «بسأل عليكى». عام 2014 شهدت مسيرة الفريق تحولاً كبيراً مع ألبوم «السكة شمال» والذى قرروا من خلاله مزج الروك بالموسيقى الشعبية المصرية، وذلك من خلال دويتوهات مع مطربين شعبيين فى مقدمتهم عبد الباسط حمودة فى أغنية «غريب فى بلاد غريبة»، ولكن هذا الألبوم على وجه التحديد حمل بعدًا اجتماعيًا فى كلمات أغانى الفريق مثل أغنية «والله ما عايز» والتى تناولت فى سطورها طلبات سائقى الأجرة البسطاء، ليس هذا فقط بل اتجهت أغانى الفريق للنقد الاجتماعى ونقد الذات بصورة أكبر بعيدا عن الزخم السياسى. ورغم أن ألبوم الفريق التالى «ناس وناس» والذى صدر فى 2015 لم يحمل تلك المسحة الشعبية إلا أن الفريق عاد لترسيخ هذا المشروع فى ألبوم «نقطة بيضه» والذى صدر عام 2017، حيث احتوى على أغنية «السكة شمال فى شمال» والتى حملت بعدًا اجتماعيًا جريئًا، وفى نفس الألبوم قدم الفريق أغنية «الكيف» مع المطرب الشعبى طارق الشيخ، وهى أغنية وإن بدت شعبية اللون إلا أنها تناولت قضية المخدرات وتأثيرها على الشباب. يفسر أمير عيد فى لقاء سابق دخول الفريق عالم الأغنية الشعبية بأنها محاولة للتعبير عن طبقة مهمة فى المجتمع حيث قال: أغنى الشعبى لأنه ممتع، لا شك أنه نوع من الموسيقى يعبر عن طبقة مهمة جدًا من الناس، كنت أكره هذه الموسيقى وأنا صغير، ولكننى الآن أحبها بلا خجل لأنها متجذرة فى هوية شعبنا. توالت أعمال وألبومات كايروكى منها ألبوم «أبناء البطة السوداء» الذى صدر عام 2019، وأخيرًا ألبوم «روما» الذى صدر عام 2022 وحمل فى طياته ملامح أقرب الى الغناء الذاتى والحنين للماضى، واسترجاع أيقونات مراهقى الثمانينيات والتسعينيات فى أغنيات مثل «جيمس دين» النجم الأمريكى الشهير، و«روبيرتو» التى تناولت باجيو نجم الكرة الايطالية، وكذلك أغنية «جونى كاش» المغنى الأمريكى الشهير. لم يتوقف الأمر عند حدود الغناء فقد خاص الفريق تجربة التمثيل والتى تعد بمثابة نقطة تحول كبيرة فى مسيرتهم من خلال مسلسل «ريفو» الذى عرض عبر منصة واتش ات وحقق نجاحًا كبيرًا جعل الجمهور يربط بين مسيرة الفريق وقصة الفريق الغنائى التى تناولها المسلسل، وإن نفى أعضاء الفريق ذلك فى أكثر من لقاء مؤكدين أن هناك تشابهات بين أحلام فريق ريفو ومسيرة كايروكى، إلا أن المسار كان مختلفًا، وكل تجربة هى ابنة زمانها.