يحدث التثاؤب عندما يفتح الشخص فمه ويأخذ نفسًا عميقًا ويستنشق الهواء دون حتى التفكير في ذلك، ويتثاءب معظم الناس من ست إلى 23 مرة في اليوم، ولكن الغريب أن الشخص يتثاءب كثيرًا بعد أن يرى شخصًا آخر يتثاءب، ويُطلق على هذا "التثاؤب المعدي". يبدو التثاؤب المعدي تلقائيًا، أي لا يتعين التفكير فيه، ووفقا لصحيفة «هندوستان تايمز» فالعلماء يعرفون أنه ليس تلقائيًا تمامًا، ولا يبدأ التثاؤب المعدي إلا في سن الرابعة أو الخامسة، وهي الفترة التي يبدأ فيها الأطفال في فهم مشاعر الآخرين بشكل أفضل، لذلك يمكن لرؤية شخص يتثاءب أن تجعلك ترغب في التثاؤب أيضًا دون التفكير في الأمر. اقرأ أيضا | «هتتاوب طول الوقت».. احذر نقص هذه الفيتامينات كيف يعرف العلماء هذا؟ لاحظ العلماء أن الناس يتثاءبون أكثر عندما يكون الشخص الآخر الذي يرونه يتثاءب شخصًا يعرفونه جيدًا، مثل أفضل صديق أو أحد الوالدين، وهذا يدعم فكرة أن فهم مشاعر الآخرين تلعب دورًا كبيرًا في التثاؤب المعدي، بمعنى أنه عند رؤية صديقًا أو أحد أفراد الأسرة يتثاءب، فإن العقل يفهم مشاعره، وقد يتثاءب الشخص أيضًا، لذلك يمكن أن يساعد التثاؤب المعدي أيضًا في تقوية الروابط الاجتماعية والتنسيق داخل المجموعة، وهي إحدى الطرق التي تساعد بها أدمغتنا على التواصل مع الآخرين. الحيوانات المتثائبة وجد العلماء أن الناس قد يتثاءبون أيضًا عندما يرون حيوانات مثل الطيور والزواحف تتثاءب، وتعاني بعض الحيوانات مثل الكلاب والشمبانزي أيضًا من التثاؤب المعدي، فعندما يرى الشمبانزي قردًا آخر يتثاءب، فإنه غالبًا ما يتثاءب أيضًا، وكما هو الحال يساعدهم هذا على بناء روابط اجتماعية مع بعضهم البعض. ووجد العلماء أن التثاؤب المعدي أكثر شيوعاً بين البشر والحيوانات مثل الشمبانزي والبونوبو، سواء بين أولئك الذين تربطهم علاقة قوية. ماذا يحدث في الدماغ عندما نتثاءب؟ تحتوي الدماغ على خلايا خاصة تسمى الخلايا العصبية المرآتية، وتنشط هذه الخلايا العصبية عند رؤية شخصًا يفعل شيئًا ما، مما تجعل الشخص يشعر بالرغبة في القيام بنفس الشيء على سبيل المثال رؤية شخصًا يتثاءب والشعور بالحاجة إلى التثاؤب أيضًا، ويدل هذا على طريقة الدماغ لبناء اتصال مع الأصدقاء والعائلة وحتى الحيوانات الأليفة.