أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة البحيرة لانتخابات مجلس النواب 2025    إعلام إسرائيلي: حماس أبلغت الوسطاء بعثورها على مزيد من جثث المحتجزين    انطلاق البطولة المصرية المفتوحة للهواة وسط حضور دولي واسع يضم أكثر من 100 لاعب| فيديو وصور    أسعار البنزين الجديدة تتصدر التريند.. وترقب بمحطات البنزين    الحفني: تعزيز السلامة الجوية أولوية تستهدف التشغيل الآمن وفق متطلبات الإيكاو    «مش صديقي.. وبقول اللي حسيته».. رد مثير من كريم نيدفيد بشأن هجومه على رمضان صبحي    القبض على المتهمين بارتداء ملابس فاضحة وارتكاب أفعال خادشة للحياء    «سينما من أجل الإنسانية» تتجسد في انطلاق الدورة 8 من مهرجان الجونة    وزير الثقافة يفتتح فعاليات الدورة ال33 لمهرجان الموسيقى العربية    محافظ أسوان يقرر تعديل تعريفة الأجرة للمواصلات الداخلية والخارجية    مساعد الرئيس الروسي: بوتين يؤيد فكرة ترامب بعقد قمة روسية أمريكية فى بودابست    اتهام مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ب 18 تهمة بينها الاحتفاظ بوثائق بشكل غير قانوني    رويترز: الجيش الأمريكي ينفذ ضربة جديدة في منطقة الكاريبي ضد سفينة يشتبه بأنها تحمل مخدرات    بعد إعلان حماس .. نتنياهو: إسرائيل ستعرف كيف تتصرف    سعر الدولار اليوم الجمعة 17102025 بمحافظة الشرقية    سعر اليورو أمام الجنيه المصري في تعاملات الجمعة 17 أكتوبر 2025    فاروق جعفر يتغزل في نجم الزمالك.. ويؤكد: «قدراته الفنية كبيرة»    ستاد المحور: الكوكي يدرس الدفع ب صلاح محسن في التشكيل الأساسي أمام الاتحاد الليبي وموقف الشامي    سعر الأسمنت اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 فى الشرقية    طقس حار نهارًا وشبورة صباحية خفيفة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس الجمعة 17 أكتوبر 2025    «زي النهارده».. وفاة شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود 17 أكتوبر 1978    عاجل- أمن المقاومة يحذر من الشائعات حول مصير أبو عبيدة وسط اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة    «زي النهارده».. وفاة الفنان والملحن منير مراد 17 أكتوبر 1981    أطعمة طبيعية تساعد على خفض الكوليسترول في 3 أشهر    حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة    لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة    حبس متهم بقتل شقيقه فى قنا    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز خلال اقتحام بلدة بيت ريما قضاء رام الله    جوتيريش يدعو للعودة إلى النظام الدستورى وسيادة القانون فى مدغشقر    إبراهيم محمد حكما لمباراة الإسماعيلى والحرس ومحجوب للجونة والبنك    الصحف المصرية: إسرائيل تماطل فى فتح معبر رفح    حمزة نمرة ل معكم: وفاة والدتى وأنا طفل أورثتنى القلق وجعلتنى أعبّر بالفن بدل الكلام    هشام عنانى: حزب المستقلين الجدد يخوض انتخابات النواب على مقاعد فردية    أوقاف الفيوم تعقد فعاليات البرنامج التثقيفي للطفل لغرس القيم الإيمانية والوطنية.. صور    روسيا توسع أسواق نفطها وتستهدف إنتاج 510 ملايين طن    أسماء المترشحين بنظام الفردي عن دوائر بمحافظة الغربية لانتخابات النواب    يونس المنقاري: بيراميدز فريق جيد.. سعيد ب أداء الشيبي والكرتي.. ومواجهة السوبر الإفريقي صعبة    الحفني يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين سلطة الطيران المدني وإدارة الحوادث    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الجمعة    بحضور رئيس مجلس الوزراء.. وزير الشؤون النيابية يشهد ختام أسبوع القاهرة الثامن للمياه    نجم الأهلي السابق يطلب من الجماهير دعم بيراميدز في السوبر الإفريقي    الداخلية تكشف ملابسات واقعة فيديو «التوك توك» بملابس خادشة للحياء    4 أبراج «مبيخافوش من المواجهة».. صرحاء يفضلون التعامل مع المشكلات ويقدّرون الشفافية    تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»    فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب    أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء    السيطرة على حريق سيارة ملاكي بميدان الرماية في الهرم    السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا    رفضت إصلاح التلفيات وقبول العوض.. القصة الكاملة لحادث تصادم سيارة هالة صدقي    تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد    مصطفى شلبي يتنازل عن 50%؜ من مستحقاته لنادي الزمالك    استبعاد هيثم الحريري من انتخابات البرلمان بالإسكندرية وتحرك عاجل من المرشح    الرعاية الصحية: المواطن يدفع 480 جنيه ونتحمل تكلفة عملياته حتى لو مليون جنيه    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    بالأسماء والأسباب .. تعرف علي قائمة المستبعدين من خوض انتخابات النواب بالقليوبية    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    جامعة قناة السويس تطلق فعاليات«منحة أدوات النجاح»لتأهيل طلابها وتنمية مهاراتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قتلة وسفاحين .. 3 جرائم تخطت حاجز القتل إلى التمثيل بالجثة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 14 - 08 - 2024

جريمة القتل تصنف دائمًا في خانة الجرائم الأبشع؛ لتعلقها بإزهاق أرواح بشر، لكنها تزداد بشاعة عندما يقترن القتل بالتمثيل بجثة الضحية وتمزيقها إلى أشلاء سواء بهدف طمس معالم الجريمة أو إمعانا في الانتقام من الضحية.. شاهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية عددًا من جرائم القتل تعرض فيها الضحايا لأبشع أنواع التشويه من جانب القتلة؛ الذين يجب التفتيش في عقولهم والبحث عن الأسباب التي لم تجعلهم فقط مجرد قتلة بل سفاحين بامتياز.. في السطور التالية نبحر في تفاصيل بعض الجرائم البشعة، والتي فقد فيها الضحايا حياتهم بأبشع طريقة.. ونحاول أن نجيب على السؤال الصعب؛ لماذا كل هذه البشاعة؟!
فى السلام .. سماح رفضت بيع شقتها لجارها فذبحها واحتفظ برأسها فى الثلاجة
لم تعلم سماح، أن رفضها لبيع شقتها التي تسكن فيها هي وابنتها الوحيدة، ستكون حياتها ثمنًا لذلك، وتكتب السطور الأخيرة في حياتها بشكل مأساوي، قتلها جارها بأبشع طريقة، لتعيش ابنتها وحيدة في ظلمة اليتم تعاني الحرمان طول حياتها.. سماح التي تخلص منها جارها العجوز وقتلها بلا شفقة أو رحمة، والصدفة وحدها لعبت دورًا في اكتشاف جريمته.. وإلى التفاصيل.
سماح صبري، سيدة في الأربعينيات من العمر، كانت متزوجة لكنها انفصلت عن زوجها، تاركًا لها ابنتها ناهد، فقررت أن تعيش من أجل طفلتها، في عام 2011 بعدما توفى والدها وأخذت ميراثها، قررت شراء شقة لتجلس فيها هي وابنتها حتى لا تكون عالة على أشقائها رغم أن الكل يحبها، فوقع اختيارها على شقة في منطقة السلام، بالقرب من أسرتها؛ لم تكن تلك المسكينة تدري المصير المظلم الذي ينتظرها؛ فمنذ حوالي ثلاثة أشهر عرض جارها على سماح بيع شقتها بثمن بخس – حسب كلام شقيقها أحمد- لكنها رفضت، من هنا بدأ جارها يفتعل معها المشكلات والخلافات، التي وصلت حتى التشابك بالأيدي وتحرير محاضر داخل القسم.
ومنذ تلك المشكلات، وشقيقها أحمد يذهب إليها كل يوم للاطمئنان عليها؛ مرة في الصباح وهو ذاهب لعمله، ومرة في المساء بعدما ينتهي من العمل، لكن في يوم الواقعة نزلت سماح لشراء بعض الاحتياجات، وأغلقت الشقة على ابنتها الطفلة خوفا عليها، لكن الأم لم تعد للبيت.
أحمد ذهب إليها في الصباح كعادته، فأخبرته الابنة ناهد أنها نزلت للسوق، فقرر العودة لها في المساء حتى يطمئن عليها، لكنه أيضا لم يجدها، فبدأ القلق والرعب يدب في قلبه، بحث عنها في كل مكان لكن بلا فائدة، حتى تذكر كلمة أحد جيرانها عندما تشاجر معها «والله لأقتلك أختك»، فأسرع أحمد وأبلغ قسم الشرطة وحرر محضرا باختفاء شقيقته واتهام جارها، وعندما انتقل رجال المباحث لشقة المتهم، اشتموا رائحة كريهة، وبتفتيش الشقة وجدوا رأس سماح داخل التلاجة، نعم رأسها؛ فالجار العجوز قتل سماح وقطع جثتها لأشلاء، وتخلص منها في أحد صناديق القمامة، وكان محتفظًا بالرأس ليتخلص منها في وقت لاحق، لكن لسوء حظه ولعدالة السماء، انقطعت الكهرباء وهذا تسبب في انتشار الرائحة الكريهة، ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه، وهناك أمام النيابة اعترف بجريمته، وأن هناك خلافات مستمرة منذ فترة بينهما، ويوم الواقعة على حد زعمه انها جاءت له ومعها سكين وتشاجرت معه، فقرر التخلص منها وبعدما قتلها قطعها أشلاء وألقى بها في أحد صناديق القمامة، ثم أرشد عن مكانها.
سماح ماتت بلا ذنب، قتلت بأبشع طريقة على يد جار انتزعت من قلبه الرحمة والإنسانية، وتيتمت طفلتها ناهد التي لم تكمل عامها العاشر بعد، حرمها القاتل السفاح من حضن والدتها، وأصبحت مطالب أسرة سماح هي القصاص العادل حتى ترتاح قلوبهم.
بسبب مكالمة هاتفية.. أب يتخلص من ابنته وقطع جثتها وألقى اشلاءها فى صندوق قمامة ببولاق
أب بلا قلب؛ قتل ابنته وقطع جسدها لأشلاء، وطاف بها في شوارع المدينة حتى يلقي جثتها للكلاب الضالة بعيدا عن أعين كاميرات المراقبة.. جريمة بشعة لا يصدقها عقل ولا منطق، فكيف لأب ينتزع من قلبه الرحمة والإنسانية والأبوة، وتسوقه نفسه الشيطانية لأن يرتكب مثل هذه الجريمة الشنعاء، يغدر بابنته التي كانت تعتقد أنها ستحتمي في والدها من غدر الزمان، لكنها وجدته مصدر الغدر، سلب منها حياتها بطريقة وحشية، حينما ذبحها وقطع جثتها لأشلاء متناثرة ووضعها داخل أكياس بلاستيك وألقاها بالقمامة حتى تأكلها الكلاب الضالة في منطقة بولاق الدكرور بالجيزة.. أي ذنب اقترفته تلك المسكينة لكي تكون هذه هي نهايتها؟!
فاطمة، صاحبة ال15 عاما، منذ أن فتحت عيناها على الدنيا، لم تجد سوى المأساة، عاشت بين أب وأم منفصلين، الأم تزوجت، والأب تزوج هو الآخر، وعاشت المسكينة متنقلة ما بين هذا وذاك، كانت تكبر يوما بعد يوم، تحتاج في كل لحظة لأم تحضن وأب يحمي ويسند، لكنها لم تجد سوى المعاملة السيئة، خاصة بعدما ذهبت لتجلس مع والدها داخل شقته، لقنها بأبشع أنواع التعذيب، لشكه في سلوكها الدائم، اعتقد أنها تتحدث مع شاب عبر الهاتف، فتملك الغيظ منه، وبدلًا من أن يتحدث معها ويفهم ويتأكد من شكوكه أو ينفيها، قرر أن ينتقم من فلذة كبده.
أعد خطة محكمة للتخلص من ابنته، أحضر سلاحًا أبيض وانهال عليها وقتلها، قبل حتى أن تدافع عن نفسها، وأصدر حكمه، لم يكتفِ بذلك بل قطع جثتها لأشلاء آدمية متناثرة، ووضعها داخل أكياس بلاستيكية محكمة الغلق، ثم استقل «توك توك»، وأوهم قائده بأنها أكياس بداخلها لحوم فاسدة سيلقيها بصندوق القمامة، قائلا: «دي أكياس لحمة عفنت هنرميها في الزبالة»، ظل يطوف بها في الشوارع وكلما يلمح كاميرا مراقبة، يطلب من السائق أن يذهب لمكان آخر، حتى لا ينكشف أمره، وبعدما ألقى بجسد ابنتها في أحد صناديق القمامة، عاد لبيته وكأنه لم يرتكب أي جرم، معتقدًا بأنه بذلك أخفى معالم جريمته وأنه ببساطة اسدل الستار عما ارتكبه، لكن شاء القدر أن يفتضح أمره، وعثرت الأجهزة الأمنية على أشلاء آدمية ملقاة في ظروف غامضة داخل صندوق قمامة بمنطقة بولاق الدكرور.
ومن خلال تحريات وجهود رجال المباحث؛ تم كشف المستور، في الأول ألقي القبض على سائق التوك توك، بعدما رصدته إحدى كاميرات المراقبة، لكنه أخبرهم بما يعرفه، وأرشد عن المكان الذي أخذ منه الأب، وبالفعل نجح رجال المباحث في إلقاء القبض عليه، واعترف بتفاصيل جريمته؛ مرة يقول أنه كان يشك في سلوكها، ومرة أخرى يدعى أنها أهلكته بالمصاريف فقرر أن يتخلص منها، وأيًا أن كانت الحقيقة فين!، فهذا الشخص الذي لا يمكن أن يتصف بالأبوة ارتكب أبشع جريمة في حق ابنتها، وبالتأكيد ما فعله سيراه كوابيسا تنغص عليه حياته، فهو خلف القضبان الآن ينتظر كلمة المحكمة الأخيرة في قصته.
الجارة قتلت الطفلة زمزم وأحرقت جثتها والسبب لعب العيال
أسدلت محكمة جنايات سوهاج، الستار على جريمة قتل بشعة، راحت ضحيتها طفلة لم يتعد عمرها 6 أعوام، ولم تكتف المتهمة بقتلها فقط بل مثلت بجثتها وأحرقتها؛ وقضت المحكمة بإحالة أوراق المتهمة للمفتي.. ماذا حدث وأين ذنب اقترفته تلك المسكينة لتكون هذه هي نهايتها؟.
ترجع تفاصيل الواقعة عقب تلقي الأجهزة الأمنية بسوهاج بلاغ من والد طفلة، تدعى زمزم، تبلغ من العمر 6 سنوات، يفيد باختفائها، وأدلى بأوصافها والملابس التي ترتديها وقدم صورة ضوئية لها ولم يتهم أحدًا بأنه وراء اختفائها.
على الفور تشكل فريق بحث لكشف لغز الواقعة، التحريات أكدت عدم وجود أي خلافات بين أسرة الطفلة وأي من الأهالي، غير أن الأب لم يتلق أي اتصال يطلب فدية، المهمة كانت صعبة، فلجأ رجال المباحث لتفريغ كاميرات المراقبة، والتي كانت الخيط الذي كشف الواقعة وغموضها.
فأثناء البحث والتحري، ظهرت الطفلة جثة هامدة بامتداد ترعة نجع حمادي فى محافظة أسيوط داخل جوال وتعرفت أهلية الطفلة عليها الأمر الذي أدى يقينًا لدى فريق البحث أن الواقعة ورائها شبهة جنائية.
تم تحديد دائرة الاشتباه في عدد من المتحرى عنهم إلى أن توصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة سيدة تدعى س. م. م. ح ونجلتها أ. ر. ج. ه، تقيمان بذات المنطقة وبتضييق الخناق عليهما وبمواجهتهما بما انتهت إليه التحريات انهارتا أمام فريق البحث واعترفتا بارتكابهما الواقعة؛ حيث أن الطفلة كانت تقوم باللهو بالشارع والاختباء داخل منزل المتهمتين تم نهرها أكثر من مرة لكنها استمرت فى عملية اللعب والاختباء فدفعتها الأولى مما نتج عنه سقوطها على الأرض وتعدت عليها باستخدام آلة حادة على رأسها وعقب ذلك نقلتها بمساعدة نجلتها لأعلى سطح المنزل وحاولت إشعال النيران بها والتخلص منها وأثناء ذلك خشيتا أن يفتضح أمرهما جراء ظهور الرائحة وانبعاثات الدخان فقررتا التخلص من الطفلة ووضعتاها داخل جوال وتم إلقاء الجوال بترعة نجع حمادي ومع اندفاع التيار وصلت الجثة إلى حدود محافظة أسيوط وهناك عثر عليها وتم استخراجها.
نقلت الجثة إلى مشرحة مستشفى طهطا العام وتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة وانتدب الطب الشرعى لبيان الصفة التشريحية لجثة وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وحبس المتهمتين.
وظلت القضية متداولة داخل ساحة المحكمة إلى أن أسدلت الستار عنها بإحالة أوراق المتهمة للمفتي.
من أجل حلق دهب .. وداد صلت الفجر مع جارتها العجوز ثم خنقتها.. وقطعت جثتها وألقتها للكلاب الضالة
لم تراع كبر سنها، ولم تصن حق الجيرة والعشرة، ارتدت ثوب الإجرام، فأصبحت لا تعرف سوى الدم والتنكيل بضحيتها؛ استدرجت جارتها المسنة وقتلتها بدم بارد بل مثلت بجثتها وقطعتها وتركتها للكلاب، كل هذا من أجل «حلق دهب».. تفاصيل تلك الجريمة البشعة نسردها في السطور التالية، وكيف سقطت المتهمة في يد العدالة؟، بعدما ظنت أنها هربت بفعلتها.
الحكاية بدأت بإحدى قرى محافظة الفيوم، وتحديدا نجع كفر عبود، التابع لمركز إبشواي؛ حيث تعيش عائشة محمد الصاوى، بطلة قصتنا، سيدة في منتصف الستينيات من العمر، توفى زوجها وترك لها ابنا وحيدًا، عاشت من أجل ذلك الابن ورفضت الزواج مرة أخرى، عاشت بمفردها في البيت، خاصة بعدما كبر نجلها واعتاد السفر كثيرًا بسبب ظروف عمله، عائشة كانت محبوبة بين أهالي قريتها، تحاول إشغال وقتها في الجلوس مع جيرانها، والحقيقة الكل كان يحبها ويستمتع بحكاويها وكلامها، وفي يوم من الأيام اختفت عائشة تماما، لم تخرج من البيت، فذهب جيرانها للسؤال عنها، لكنها اختفت وكأن الأرض انشقت وابتلعتها، 3 أيام كاملة مرت ولا أحد يعرف عنها شيئًا، وصل القلق أقصى درجاته عند أسرتها وجيرانها، خاصة بعدما بحثوا عنها في كل مكان، لكن بلا فائدة، فلم يكن أمامهم من حل سوى إبلاغ الشرطة.
المفاجأة أنه في وقت تحرير محضر الاختفاء، تلقى مركز الشرطة إخطارًا بالعثور على أشلاء جثة داخل أرض زراعية، وهناك كانت الصدمة التي أصابت الجميع بالذهول وهي؛ الجثة لعائشة المبلغ باختفائها، حالة من الحزن الشديد أصابت الأهالي، كاد يجن جنونهم وهم يسألون من فعل ذلك؟، ولماذا؟، فهي ليست لها أي عداوات مع أحد بل الكل يحبها، فلماذا تكون هذه نهايتها؟!، لم يحتر الأهالي طويلا، فرجال المباحث وضعوا إجابات حاسمة لكل تلك الأسئلة المحيرة.
تشكل فريق بحث لكشف لغز الجريمة، وكانت كاميرات المراقبة أول خيط لجأ إليه رجال المباحث، بالفعل الكاميرات رصدت عائشة وهي تخرج من بيتها وقت صلاة الفجر، ومعها جارتها وداد، تلك السيدة التي تبلغ من العمر 53 عاما، ذهبتا لصلاة الفجر وخرجتا سويًا ثم اختفت بعدها عائشة، ألقت المباحث القبض على وداد، لم تصمد طويلا تحت ضغط أسئلة رجال المباحث وانهارت واعترفت بجريمتها البشعة.
وداد تلك السيدة التي لم تراع كبر سنها، ولا حق الجيرة والعيش والملح، وأول ما فكرت في سرقة أحد، جاءت عائشة في بالها، فجلست تخطط وتفكر كيف ترتكب جريمتها، وبعدما رسمت كافة خيوط الجريمة، انتظرت الوقت المناسب للتنفيذ.
وداد تعلم جيدا أن عائشة تحافظ على الصلاة في أوقاتها، فذهبت إليها وقت صلاة الفجر، أخذتها وصلت معها داخل المسجد، وبعدما انتهيتا من الصلاة، أخذتها لأرض زراعية وهناك انقضت عليها كالذئب وغدرت بها وقتلتها بدم بارد، ولم تكتف بقتلها، بل مثلت بجثتها وقطعتها إربا إربا، وتركتها في الأرض اعتقادًا منها أن الكلاب ستأكلها وبالتالي لن تنكشف جريمتها، ثم سرقت حلقها الذهبي وعادت لبيتها كأنها لم ترتكب أي جرم، وبدأت تنسج أحلامها بأنها ستفلت من العقاب، لكنها أفاقت على كابوس مفزع ورجال المباحث يدقون بابها للقبض عليها، والآن تقبع خلف القضبان تنتظر جزاء جريمتها.
د. إيمان عبدالله: معظم الذين يرتكبون هذه الجرائم مدمنون.. يتوهمون أن الجثة لا تزال على قيد الحياة
هذه كانت هي تفاصيل ثلاث جرائم وقعت أخيرا، وهي من أبشع الحوادث التي من الممكن أن تقرأ عنها، ولكي نعرف سيكولوجية هؤلاء القتلة الذين تحولوا في لحظة لسفاحين، فالأصل أن الإنسان لا يولد مجرمًا، ولكي نجيب على السؤال الأصعب؛ لماذا يمثل المتهم بجثة ضحيته؟، تواصلنا مع الدكتورة إيمان عبدالله أستاذ علم الاجتماع واستشاري العلاقات الأسرية، فأجابت قائلة:
«الجرائم أصبحت متعددة وتزداد بشكل ملحوظ، ليس في مصر فقط بل في العالم كله، خاصة الجرائم الأسرية، فأنا أرى أن هناك فجوة داخل الأسرة، جعلت الإنسان يخرج بهشاشة فكرية ونفسية تتأثر بأي سلوك وبأي رد فعل، فالجريمة الآن أصبحت تأخذ شكلا مختلفا عن جريمة زمان، بسبب اختلاف العادات وقيم المجتمع واختلاط الحابل بالنابل، فالجريمة لها أكثر من رؤية، اجتماعية، نفسية، ثقافية».
وأضافت: «عندما نتحدث عن أسباب الجرائم لابد وأن نذكر كلمة الدراما؛ لأنها تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل وجدان الفرد، فهي ناقوس إيجابي وناقوس خطر في نفس الوقت؛ إيجابي عندما تقدم لي مشكلة معينة ولها حلول، فعلى سبيل المثال كان هناك برنامج زمان اسمه حياتنا، تقدمه فايزة واصف؛ تتحدث عن مشكلة من واقع الحياة وتجد لها حلولا، لكن الآن هناك مشكلات تعرض بشكل غير لائق نفسيًا واجتماعيًا للمشاهد، ولا يقدم حلولا منطقيا بل على العكس كلها مرتبطة بالجرائم إما بالسم أو القتل أو التقطيع، فبالتالي يشكل وجداني وتحديد منهج تفكيري، فعندما أجد نفسي في نفس الموقف الذي شاهدته في الدراما سوف أتصرف بنفس الطريقة التي شاهدتها، فالمشاهدة تدخل على المخزون اللاوعي، دون التفكير بشكل علمي، وبالتالي أصبحت الدراما بدلا من انها كانت وسيلة للترفيه ومرآة للمجتمع أصبحت وسيلة هدم للقيم وعدم احترام الآخر، أيضا السوشيال ميديا التي تلعب دورًا في انتشار تلك الجرائم، بسبب كثرة عرضها لجريمة معينة، مثلما حدث في جريمة طفل شبرا، كم من موقع تحدث عنها وكم من صفحة على الفيس بوك عرضت القصة، وصور للشقة من الداخل وكلها دماء، فجعلت الجميع يرى المشهد والجريمة بصورة مألوفة، فأسباب الجرائم كثيرة جدا؛ منها أسباب داخلية خفية، ومنها أسباب خارجية».
واستطردت د.إيمان قائلة: «الأسباب الداخلية لا أقصد بها الأمراض المجتمعية المتفشية أو الأمراض النفسية فحسب، لكن أقصد فيها نمط شخصية الإنسان وسماته، فسماته النفسية الهشة قد تكون مؤهلة لارتكاب جرائم بكل ارتياحية، ففي الصحة النفسية نقول إن شخصية الإنسان ووجدانه عامل أساسي، فهي التي تحدد تفكيره، فهناك دراسات تقول أن 60٪ من الشباب يشكل مجتمعه؛ فعندما ندمر هؤلاء الشباب من خلال المشاهدات وأعمال البلطجة، فأنا هنا اطمس هويته وأحُدث فيه اضطرابات مجتمعية وأرسخ فيه قيم الانتقام، مثلها حدث في تلك الجرائم الثلاث التي تم ذكرها، واحدة قتلت جارتها لمجرد سرقة الحلق، وآخر قتل جارته انتقاما منها لرفضها بيع الشقة، وهنا السؤال لماذا يشوه الجثة بعد قتلها، الإجابة ببساطة إن العين أخذت على منظر الدم قبل القتل فما بالك بعد ما ارتكب جريمة القتل، خلاص الرهبة الأولى راحت، فبالتالي الإنسان عنده مقدرة بعد ما يقتل ويشاهد منظر الدم في الحقيقة إنه يقتل 20 شخصًا آخر، ومعظم الذين يمثلون الجثة يتعاطون المخدرات، لأنهم يتوهمون نفسيا واعتقادات خاطئة طبعا بسبب الهلاوس التي تسببها المخدرات؛ بأن الضحية قد يكون مازال على قيد الحياة، فلم يهدأ باله إلا بعد تقطيعه أو إخفاء الجريمة بالكامل، فمن الممكن أن يكون سوى نفسيًا وغير مضطرب وغير متعاطي للمخدرات ولكن هو يريد إخفاء الجثة ولا يعرف عنها أحد، وهذا ما نراه أي متهم عندما تسأله لماذا قطعت الجثة يقول «ماكنتش عايز حد يعرف مكانها ولا جريمتي تنكشف».
واختتمت حديثها قائلة: «نؤكد أن القتل ليس وليد اللحظة وإنما هو نتيجة لتراكمات في شخصية القاتل العدوانية، فالأديان السماوية تحرم القتل بكافة أشكاله ويعاقب عليها القانون، فنحن بحاجة لتقوية الوازع الديني عن طريق المؤسسات الدينية، ولابد من نبذ سلوك العنف والانحراف سواء في الإعلام أو المؤسسات الاجتماعية والمدارس والجامعات وحتى الأسرة، ونستشير أهل العلم عندما يكون لدينا مشكلة».
اقرأ أيضا :هشم رأسه ب« قالب طوب».. شاهد رقم حبيبته على تليفون صديقه فقتله ببدر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.