تختتم الاثنين عملية التصويت بين المندوبين داخل الحزب الديمقراطى من أجل اختيار مرشح عن الحزب لخوض السباق الرئاسى للولايات المتحدة فى 5 نوفمبر القادم. وبحسابات الواقع تمكنت نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس من تأمين دعم الأغلبية لتحصل على الترشيح رسمياً لخوض الانتخابات عن الحزب. أما عن آلية اختيار المرشح داخل الحزب الديمقراطى فقد بدأت رسمياً منذ الخميس الأول من أغسطس الجارى حيث بدأ تسجيل اختيارات المندوبين فى مكالمات تستهدف نحو 4000 مندوب وتنتهى الإثنين. اقرأ أيضًا | 4 أعوام على ذكرى انفجار المرفأ.. لبنان على أعتاب كابوس الحرب الشاملة وللمرة الثانية يستعد الحزب لترشيح امرأة لخوض السباق الرئاسى عنه. وبعد اختيار هيلارى كلينتون عام 2016 التى تفوقت على منافسيها فى الانتخابات التمهيدية وواجهت دونالد ترامب، فإن هاريس تترشح هذه المرة بدون منافسين ديمقراطيين أمامها، إذ صعدت بالتزكية كبديل عن الرئيس جو بايدن الذى أعلن انسحابه من السباق تحت ضغوط عديدة من الحزب. وبعد 48 ساعة من إطلاق حملتها، حصلت هاريس على دعم الأغلبية الساحقة من المندوبين وهم 3923 مندوبًا خلال فترة التصفيات، علمًا بأن عدد أصوات المندوبين التى تحتاجها فى نداء الأسماء الافتراضى لتأمين الترشيح هو 1976. أما المندوبون الباقون فكان من بينهم مندوبو ما يقرب من مليون ناخب صوتوا بعبارة «غير ملتزم» (بدعم المرشح الديمقراطى) للتعبير عن استيائهم من رد فعل الرئيس بايدن على حرب إسرائيل فى غزة، وذلك خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى. ومع خروج بايدن الآن من السباق وتوقع ترشيح هاريس قد يسعى هؤلاء إلى إظهار نفوذهم فى مؤتمر الحزب فى شيكاغو فى وقت لاحق هذا الشهر. وتسابق هاريس الزمن لاختيار مرشح ليكون نائباً لها خلال الأيام القليلة القادمة. وقال تقرير لرويترز إن من المتوقع أن تحدد هاريس اختيارها بحلول غد الاثنين قبل أول ظهور علنى لها مع المرشح الجديد لمنصب نائب الرئيس بعد غد الثلاثاء فى فيلادلفيا. وكانت هاريس اختيارًا مستبعدًا إلى حد كبير فى الفترة الماضية وذلك حتى وقت انسحاب بايدن من السباق. وكانت معدلات شعبيتها المنخفضة سببًا رئيسيًا فى ذلك، إلى جانب تقارير وتسريبات تحدثت عن مشاكل إدارية كانت طرفًا فيها داخل البيت الأبيض. لكن منذ إطلاق حملتها رسميا تبدل الحال، إذ تضاعفت شعبيتها لمستويات باتت تهدد معدلات تأييد منافسها الجمهورى دونالد ترامب. وأقر نائب ترامب المحتمل جى دى فانس نفسه قبل أيام، وفقًا لتسريبات نشرتها واشنطن بوست، بأن انسحاب بايدن وترشح هاريس أربك حسابات الحملة الجمهورية. كما تمكنت هاريس فى وقت وجيز من جمع تبرعات تفوق ما يجمعه ترامب بشكل مقارن، وهو أحد المعايير المهمة فى قراءة وتحليل المشهد الانتخابى فى البلاد. كل هذه التطورات أربكت المرشح الجمهورى ودفعته لتسديد ضربات موجهة لشخص هاريس. آخرها تشكيكه مؤخرًا فى أصولها «هل هى هندية أم سوداء؟». وعلى خلفية تصريحاته ذات الطابع العنصرى واجه ترامب انتقادات لاذعة لطرحه تساؤلات بشأن عرقية هاريس. لكن هذه التصريحات تعكس رد فعله على واقع بات مرئيا ومسموعا، وهو صناعة الديمقراطين لنجومية هاريس. فالحملة الديمقراطية لدعم هاريس جعلت من المرشحة ذات الشعبية الضئيلة نجمًا محلقًا فى سماء البلاد فى فترة وجيزة. وخلقت «هالة» تحلق بداخلها هاريس متجاوزا شخصيتها وشعبيتها، فظهر ترشيحها هو ترشيح العدالة فى مقابل التجاوزات (القانونية لترامب) والاعتدال فى مقابل التطرف والانفتاح مقابل العنصرية.. لكن الأهم هو «القضية فى مقابل الشخص».. فهاريس فى نظر الأمريكيين باتت تمثل كل هذه القيم العصماء فى مقابل كل تلك السقطات لمنافسها الجمهوري. لكن هذه الهالة هى ما يحاول ترامب تماما انهاءه والتخلص منه. ويركز المرشح الجمهورى على استدراج منافسته الى المستوى الشخصى ليسدد لها ضربات مؤلمة عبر التشكيك فى خبراتها ومهاراتها وأحكامها وانتماءاتها وربما يدخلها فى تلاسن تتخلى به عن هذه الهالة من النجومية.