في وسط الزحام التجاري للعتبة في القاهرة، تتربع عمارة تيرينج كتحفة معمارية مهملة تحمل بين طياتها حكاية تاريخية فريدة، على الرغم من تواجدها بين الأسواق والمحال التجارية، تظل عمارة تيرينج شاهدًا على حقبة من الجمال المعماري والثراء الثقافي، وتحفة لا يوجد مثلها سوى ثلاث في العالم. العمارة والتاريخ: تحفة مهملة عمارة تيرينج، التي تعلوها كرة ضخمة تحملها أربعة تماثيل، تعتبر واحدة من أبرز المعالم المعمارية في القاهرة، تم بناؤها على يد المهندس المعماري النمساوي أوسكار هورويتز بين عامي 1913 و1915، يُذكر أن تيرينج أراد محاكاة متاجر سيزار ريتز الأوروبية، واختار موقع العتبة بعناية لتكون رابطًا بين القاهرة القديمة والجديدة. اختيار الموقع: الرابط بين القديم والجديد يقع المبنى في موقع استراتيجي يربط بين حي الموسكي، المشهور بشوارعه الضيقة وعطوره الشرقية، وحديقة الأزبكية الفاخرة والمباني الأوروبية التي أنشأها الخديوي إسماعيل. كان هذا الموقع المثالي يعكس رؤية تيرينج في خلق مركز تجاري يربط بين الأصالة والحداثة. الأهمية التجارية: مولات القاهرة القديمة عند الانتهاء من بنائها في عام 1913، كانت عمارة تيرينج من أكبر متاجر البيع متعددة الطوابق في القاهرة، مما يعكس الطموح الكبير لتيرينج في إنشاء مركز تجاري ضخم. ومع فرض الأحكام العرفية البريطانية في 1915، تم عزل الممتلكات الأجنبية، مما أدى إلى تدهور نشاط المبنى التجاري. التحديات والاندثار: نهاية عصر بسبب العزل الاقتصادي وفقدان الإمدادات، تم تصفية نشاط عمارة تيرينج في عام 1920، ورغم تجاوز منافسيها مثل شيكوريل وصيدناوي، ظلت العمارة شاهدًا على فترة من الازدهار التجاري والمعماري التي كانت تمتاز بها القاهرة في ذلك الوقت. اقرأ أيضا|حكايات| «ميدان العتبة الخضراء».. منارة تاريخية في قلب القاهرة الأماكن الأثرية في العتبة والموسكي تضم منطقة العتبة والموسكي العديد من المعالم الأثرية، منها: 1- مسرح العتبة . 2- مبنى الأوبرا القديم (قبل احتراقه). 3- عمارة تيرينج . 4- فيلا علي إبراهيم باشا . 5- عمارة الإيموبيليا . تظل هذه الأماكن بمثابة جواهر مخفية بين الأسواق التجارية، تروي قصصًا عن التاريخ والتراث في قلب القاهرة. العتبة والموسكي: تاريخ يعانق الحداثة العتبة: قلب القاهرة القديمة العتبة كانت دائمًا بوابة رئيسية للقاهرة، ومعلمًا تاريخيًا يحوي بين جنباته العديد من الآثار القديمة التي تعكس عراقة المدينة، إلى جانب عمارة تيرينج، نجد مسرح العتبة ومبنى الأوبرا القديم، اللذان يعدان شاهدين على الحركة الثقافية والفنية التي شهدتها القاهرة في القرنين الماضيين. الموسكي: مزيج من التاريخ والتجارة يعتبر حي الموسكي من أقدم أحياء القاهرة، حيث تكتظ شوارعه بالحوانيت والبازارات التي تبيع كل ما يمكن تصوره، وبين هذه الزحام التجاري، توجد معالم أثرية مثل: 1- جامع الموسكي : أحد أقدم المساجد في القاهرة. 2- بيوت الأعيان : التي تعود لعصور ماضية وتحمل بين جدرانها تاريخ الأسر الحاكمة والنبيلة. أهمية الحفاظ على التراث في ظل التحولات السريعة التي تشهدها القاهرة، تظل أهمية الحفاظ على التراث المعماري والتاريخي لهذه المناطق أمرًا بالغ الأهمية، يجب أن تكون هناك جهود مكثفة لترميم هذه المعالم وإبرازها للعامة، لكي لا تُمحى من ذاكرة المدينة تحت وطأة التطور الحضري والتجاري. تحت وطأة الأسواق والبضائع، تختبئ في العتبة والموسكي جواهر معمارية وتاريخية تنتظر من يكتشفها ويعيد لها بريقها، إن الحفاظ على هذه الكنوز هو مسؤولية جماعية تضمن للأجيال القادمة فرصة التعرف على تاريخ مدينتهم الغني والمتنوع.