استئناف محادثات الهدنة فى الدوحة.. ونتنياهو يخشى التوقف فى أوروبا عواصم - وكالات الأنباء: لم يعد هناك ما يترجم تصرفات الاحتلال الإسرائيلى تجاه المدنيين العزل فى قطاع غزة سوى حالة الجنون المضاعف التى تتجلى فى مواصلته تنفيذ هجمات فى شمال ووسط أمس بعد ساعات من مجازر بحق العائلات، على رغم من استئناف مفاوضات التهدئة عبر جولات بين القاهرةوالدوحة. وأسقطت طائرات الاحتلال منشورات على مدينة غزة، مصحوبة هذه المرة بخريطة تحدد «الطرق الآمنة» لإخلاء المدينة بأكملها، وليس فقط مناطق معينة، إذ تحثهم على التوجه جنوبًا عبر طريقين يؤديان إلى وسط قطاع غزة، فى إجراء لطالما وصفته الأممالمتحدة بأنه «مروع». وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس ثلاث مجازر بحق العائلات الفلسطينية فى خان يونس ورفح ومخيم النصيرات والبريج وتل الهوا ودير البلح وصل منها للمستشفيات 50 شهيدًا و130 جريحًا لترتفع الحصيلة منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى 38295 شهيدًا على الأقل و88241 مصابًا. ونسفت قوات الاحتلال مبانى سكنية فى منطقة المغراقة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بينما تواصل اجتياحها لأجزاء من حى الشجاعية وحى تل الهوا وصولا إلى شارع الصناعة فيما تراجعت فى حى التفاح والدرج. واستهدفت مدرسة تؤوى نازحين فى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أمس، ما أدى لاستشهاد 29 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة أكثر من 53 آخرين. ولم يجد المدنيون سوى توجيه مناشدات للصليب الأحمر والمؤسسات الدولية بالتدخل لإخراج الجرحى المحاصرين بعد قصف عدد من المنازل وتوغل آليات الاحتلال فى منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقم غرفة العمليات تتلقى عشرات نداءات الاستغاثة الإنسانية من مدينة غزة، دون مقدرة طواقمه الإسعافية على الوصول إليها بسبب خطورة المناطق المستهدفة وكثافة القصف فيها. وتفيد الأنباء الميدانية الواردة من محافظة غزة، بأن أوضاع السكان مأساوية للغاية، وتواصل قوات الاحتلال استهداف المربعات السكنية وتعمل على تهجير المواطنين من أماكن سكانهم ومن مراكز الإيواء. بدوره، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مقتل أحد جنوده خلال قتال فى وسط غزة. وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إن الجندى (21 عامًا) من وحدة الكوماندوز «ماجلان» من مدينة كفار سبا، وبذلك ترتفع حصيلة القتلى بين الجنود الإسرائيليين، فى الهجوم البرى على غزة، إلى 327 جنديًا. كما أكدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس، نجاحها فى إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح فى كمين بعد تفجير عبوتين مضادتين للأفراد فى حى تل الهوى بمدينة غزة، مضيفة: «رصدنا هبوط عدد من المروحيات لإجلاء قتلى وجرحى القوة بعد وقوعها فى الكمين». وفى وسط هذا التصعيد، وصل الوفد الإسرائيلى المفاوض برئاسة رئيس الموساد ديدى بارنيع إلى قطر لبدء محادثات صفقة التبادل، ويتضمن جدول الأعمال تثبيت وتعزيز الاتفاقيات بين الأطراف التى تمت الموافقة عليها كجزء من الخطوط العريضة التى قدمها الرئيس الأمريكى جو بايدن ووافق عليها مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى بناء آلية لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحماس. وبعد محادثات جرت فى القاهرة، أول من أمس، وانتقلت إلى الدوحة، تواجد وفد أمنى مصرى فى قطر أمس فى مهمة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين للوصول إلى اتفاق الهدنة فى أقرب وقت. وجددت الخارجية الأمريكية موقفها من المحادثات الجارية، قائلا: «ملتزمون بإنهاء الحرب فى غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية على المدنيين هناك، ومتفائلون بالتقدم المحرز، ولكن هذه العملية ستستغرق بعض الوقت». من جانبه، اعترف وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت، بوجود إخفاق فى ما حدث على حدود غزة، متعهدًا باستخلاص الدروس من ذلك، مضيفًا: «المخاطر تحدق بجميع أرجاء إسرائيل سواء من الضفة الغربية أو الشمال أو حدود غزة.. قرار إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مؤخرا حظى بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعتقد أن ذلك خطأ كبير». وزعم جالانت أن قواته تمكنت من قتل وجرح 60% من عناصر حماس فى غزة، علاوة على حل كتائب الحركة ال 24 أو الأغلبية الساحقة منها. وقال أمام الجلسة العامة للكنيست الإسرائيلي: «المؤسسة الأمنية عازمة على تحقيق أهداف الحرب واستكمالها، بحلول الصيف المقبل سوف نقوم بتجنيد حوالى 3000 جندى من الحريديم». أما بينى جانتس، عضو مجلس الحرب الإسرائيلى السابق، فقال أمس إنه حان الوقت لتشكيل حكومة جديدة يمكنها حسم المعركة وتحقيق الانتصار الحقيقى فى غزة، مؤكدًا أن نتنياهو رفض عودة سكان الشمال إلى بيوتهم حتى سبتمبر المقبل، كجزء من أهداف الحرب على القطاع. وتابع: «كان يجب نقل عملياتنا العسكرية إلى الحدود الشمالية، مارس الماضي، كما اقترحنا وندفع ثمنًا باهظًا للغاية بسبب تردد نتنياهو». إلى ذلك، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر عدم التوقف فى أوروبا خلال رحلته إلى الولاياتالمتحدة؛ خوفًا من مذكرة اعتقال تعدّها المحكمة الجنائية الدولية بحقه. يأتى هذا فى الوقت الذى تدرس الحكومة الجديدة فى بريطانيا سحب التحفظ الذى قدمته سابقتها إلى محكمة العدل الدولية فى لاهاى ضد طلب إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت ورئيس الأركان هرتسى هاليفي. ولم يتخذ كير ستامر، الذى فاز بالسلطة نهاية الأسبوع، قرارًا نهائيًا بهذا الشأن، ومن المتوقع أن تتم مناقشته ضمن الزيارة الأولى لإسرائيل التى يقوم بها وزير الخارجية الجديد ديفيد لامى الأسبوع المقبل.