واصلت مصر هذا الأسبوع دورها المحورى فى محاولاتها لإنهاء المأساة الإنسانية التى يعانى منها السودان منذ أكثر من عام، ودعت ممثلى القوى السياسية والمدنية السودانية للاجتماع بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت شعار "معاً لوقف الحرب فى السودان".. وبعد اجتماعات طوال يوم كامل اتفق المشاركون فى المؤتمر على أن الحرب التى اجتاحت السودان وقتلت وشردت الشعب ومزقت نسيج البلاد لا تمثل فقط علامة فارقة ولكنها تمثل تاريخاً جديداً يلزم كل سودانى وسودانية بالمراجعة الدقيقة لكافة المواقف وإدانة الانتهاكات التى ارتكبت فى هذه الحرب.. ويأتى اجتماع القاهرة الذى يتوجه للمستقبل ولضرورة الوقف الفورى للحرب بما يشمل ضرورة الالتزام بإعلان جدة والنظر فى آليات تنفيذه وتطويره لمواكبة مستجدات الحرب، وكذلك مناشدة الدول والجهات الداعمة لأطراف الحرب التوقف عن إشعال المزيد من نيران الحرب فى السودان حيث اجمع المؤتمرون على المحافظة على السودان وطناً موحداً على أسس المواطنة والحقوق المتساوية والدولة المدنية الديمقراطية الفيدرالية.. وحرصاً من مصر وتأكيداً لاهتمامها الكبير بدولة وشعب السودان الشقيق التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الأحد الماضى 7 يوليو بالمشاركين فى مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذى استضافته مصر. وأكد الرئيس أن مصر لن تألو جهداً فى سبيل رأب الصدع بين مختلف الأطراف السودانية ووقف الحرب، وضمان عودة الأمن والاستقرار والحفاظ على مقدرات الشعب السودانى، مشدداً على ضرورة تكاتف المساعى للتوصل إلى حل سياسى شامل يحقق تطلعات شعب السودان وينهى الأزمة العميقة متعددة الأبعاد التى يعيشها السودان بما تحمله من تداعيات كارثية على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والإنسانية.. وجاءت تصريحات الرئيس السيسى لممثلى القوى السياسية والمدنية السودانية فى حضور الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة وعدد من ممثلى الأطراف الإقليمية والدولية من بينهم وزير خارجية تشاد وكبار مسئولى دول الإمارات وقطر وجنوب السودان وألمانيا وممثلى الاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وسفراء فرنسا والمملكة المتحدة والنرويج والسعودية بالقاهرة والاتحاد الأوروبى.. وانتقل الرئيس السيسى فى حديثه للحاضرين إلى المسار السياسى، وأكد على ضرورة أن يتضمن الانتقال للمسار السياسى للأزمة مشاركة جميع الأطراف وفقاً للمصلحة الوطنية السودانية دون غيرها.. وأن يكون شعار "السودان أولاً" هو المحرك لجميع الجهود الوطنية المخلصة فضلًا عن ضرورة أن ترتكز أى عملية سياسية ذات مصداقية على احترام مبادئ سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه والحفاظ على الدولة ومؤسساتها باعتبارها أساس وحدة وبناء استقرار السودان وشعبه الشقيق مؤكداً حرص مصر بالتنسيق والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لحل الأزمة السودانية.. ومن جانبهم أعرب المتحدثون من رموز القوى السياسية والمدنية السودانية عن تقديرهم البالغ للجهود المصرية المخلصة لدعم السودان منذ بدء الأزمة الراهنة مما يجسد عمق الأواصر التى تجمع شعبى البلدين ووحدة التاريخ والمصير بينهما، مؤكدين ترحيبهم بمساعى القيادة المصرية لتقريب وجهات نظر الأطراف السودانية للخروج عن الأزمة الحالية فضلاً عن الدعم الذى تقدمه مصر للشعب السودانى سواء عبر مساعيها الدءوبة لمعالجة الوضع الإنسانى الكارثى الذى تعيشه مناطق واسعة بالسودان أو من خلال استضافتها الكريمة شعباً وحكومة لأبناء الشعب السودانى فى وطنهم الثانى مصر بما يعكس العلاقات الأخوية الأزلية التى تربط البلدين والشعبين الشقيقين.. وخلال اللقاء قال الرئيس السيسى إنه كلما انتهت الأوضاع الحالية بسرعة كانت تأثيراتها السلبية على السودان ومستقبله أقل مبيناً أن كل يوم يمر فى هذا الصراع يعادل عام هدم لقدرة الدولة السودانية فى نزيف الدماء ودمار البنية التحتية والخسائر المادية والمعنوية.. فلا غالب ولا مغلوب.. فالجميع خاسرون.. والسودان الضحية..