مع اشتداد الضربات الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، ازدادت عمليات نزوح الفلسطينيين من ديارهم ومناطقهم، التي تتعرض لأحزمة نارية إسرائيلية، بحثًا عن مكان أخف وطأة من أماكن خط النار في القطاع المحاصر. عمليات النزوح في غزة ازدادت من الشمال إلى الجنوب، وذلك بسبب الأوضاع العصيبة في مناطق غزة، المستهدفة بشكل واسع من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. أفخاخ الموت ومع استمرار عمليات النزوح إلى المناطق الجنوبية من القطاع، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أبناء الشعب الفلسطيني من دعوات الاحتلال بالنُّزوح من مدينة غزة إلى الجنوب لاستدراجهم إلى "أفخاخ الموت" والقتل والإعدامات الميدانية. وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي: "نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي بعض الخرائط التضليلية التي تدعو أبناء شعبنا الفلسطيني إلى النُّزوح من مدينة غزة إلى الجنوب على أنها مناطق "آمنة"، وهذه الدعوات هي دعوات كاذبة وتحمل خطورة بالغة على حياة المواطنين". ودعا المكتب الإعلامي الحكومي أبناء الشعب الفلسطيني إلى عدم الانصياع مطلقًا إلى دعوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالنزوح من مدينة غزة إلى الجنوب، حيث يهدف الاحتلال إلى من وراء هذه الدعوات الزائفة إلى استدراج المواطنين إلى أفخاخ الموت والقتل والإعدامات الميدانية، على غرار ما جرى بشكل مُتكرر من عشرات عمليات الإعدام الميداني للمواطنين الذين حاولوا سابقًا النزوح على شارعي الرشيد غرب مدينة غزة وعلى شارع صلاح الدين شرق مدينة غزة. إعدامات بدم بارد وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن جيش الاحتلال قام سابقًا بدعوة المواطنين للنزوح نحو الوسطى والجنوب، ثم قام بإعدام المواطنين بدم بارد فور وصولهم إلى الحواجز العسكرية، وأطلق عليهم النار وأوقع بين صفوفهم عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمصابين. وشدد المكتب الإعلامي قائلًا: "إن تكرار هذه الأخطاء الفادحة وهذه المأساة تجعل المواطنين يدفعون ثمن ذلك دماءهم وأرواحهم وحياتهم، وإن مخططات الاحتلال الإسرائيلي مكشوفة ومفضوحة وظاهرة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم". ولذا جدد المكتب الإعلامي التأكيد على ضرورة الحذر من النزوح والقتل والإعدامات الميدانية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي. ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره العاشر، وذلك منذ السابع من أكتوبر الماضي، في أعقاب عملية طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي المحتل. وسقط أكثر من 38 ألف شهيد، غالبيتهم من الأطفال والنساء، خلال العدوان الإسرائيلي، الذي تجاوز التسعة أشهر، إلى جانب ما يربو على 88 ألف جريح في غزة.