حكايات| «جذور حرة».. رحلة فلسفية بريشة الفنانة رانيا أبوالعزم

■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب
يحتضن جاليري «موشن» في منطقة الزمالك بالقاهرة، المعرض الجديد للفنانة رانيا أبوالعزم، تحت عنوان «جذور حرة»، الذي يحمل بُعدًا فلسفيًا، حيث تبحث من خلاله الفنانة عن جذور الإنسان من خلال عدة تساؤلات، من نوعية: ماذا لو تكلمت؟ وعمّنْ ستروي؟ وهل ستعترف؟
«نحن نحيا ونموت نمر بمراحل وكأنها أطوار نمو مثلنا مثل باقى الخليقة ومنها النبات، يمكن أن نتحول من حال إلى حال نزدهر وننمو ويمكن أن نقتلع من جذورنا فى وقت ما ويمكن أن ننبت فى مكان آخر أو عالم آخر»، بهذه الكلمات عبّرت الفنانة رانيا أبوالعزم عن معرضها ذى الطابع الخاص لتقدم رحلة فريدة من خلال استكشاف الموضوعات التى يتردد صداها من خلال التجربة الإنسانية. واتخذت الفنانة من اللمسات اللونية التى تشبه أصابع «البيانو» طريقة لتوضيح مقصدها، متحررة بذلك من الأسلوب التأثيري الممنهج الذي سارت على دربه، فمنحت أعمالها خصوصية تمزج بين «التأثيرية» و«التجريد»، وهو ما يتضح في لوحات معرض «جذور حرة».
■ الفنانة رانيا أبوالعزم
◄ اقرأ أيضًا | حكايات| «منة».. فنانة تشكيلية تحدت مرضها ورسمت لوحات إبداعية
الموضوعات الفنية لا تتغيّر، رغم تعددها عبر الأزمان والأجيال المتعاقبة، لكن المتغيّر هو الرؤية وطريقة الطرح التى يحددها الفنان طبقًا لأسلوبه. والأسلوب يتطوّر بتطور الخبرة، وهو ما تؤكده رانيا أبوالعزم من خلال لوحاتها، إذ نجحت فى جعل المتلقى فى حيرة يحاول اكتشاف الغموض الذى تتضمنه أعمالها، رغم بساطة موضوعاتها التى ترتبط بالطبيعة الصامتة، فتتنوع مساحات الألوان التي تصنع الخطوط المتنوعة، والتى اختارت الصعب منها، وهو الاتجاه الواحد رأسيًا، وبذكاء استطاعت أن توازن ذلك، بانتشار تلك الخطوط ذات اللون الواحد بطريقة عرضية، واستفادت في تحقيق ذلك بالتعدد في الملمس والشكل وطريقة الأداء التى اختارتها بذكاء، لتؤكد اهتمامها بعناصر العمل الفنى.
يضم المعرض 19 لوحة بالألوان الزيتية مع الأكريلك على خشب أو توال أغلب المساحات 120x130 أو 120x120، ويتوّسط المعرض مجسم دائري قُطره 80 سنتيمترًا من خامة البوليستر ملوّن بالألوان الزيتية.
عندما تبدأ الفنانة فى العمل إما أن تكون فكرة اللوحة وليدة اللحظة، فتحب أن تخرج الفكرة مباشرة على السطح دون إسكتش مسبق، ولكن مجرد تصوّر فى مخيلتها لشكل معين، فتبدأ بالفكرة حتى وإن كان مع الوقت يتغيّر شكلها عند الاكتمال، فهو إحساس تريد توصيله والتعبير عنه فى تلك اللحظة.
معرض «جذور حرة» تطلّب العمل عليه أربع سنوات تقريبًا مرت خلالها الفنانة بعدة أحداث مثل فترة جائحة كورونا، والسفر، والتجارب المختلفة التى أثرت فيها فأخرجت لنا أعمالًا فنية مميزة وفريدة من نوعها.