«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمال مصر.. جواهر الوطن| الأيدى الخشنة «تتلف فى حرير»

لا يمكن تخيل الحياة بدون عمل، أو تصور حضارة بلا عمال، أو وجود مستقبل من غيرهم، الرسالات السماوية أعلت من قيمة العمل، وضعته تاجا على رؤوس الأنبياء، وشرطا لدخول الجنة، حتى حكام الأمصار كان يطلق عليهم الخليفة العادل عمر بن الخطاب «عمالا»..
إنهم من يشق الجبال، ويمهد الطرق، ويشيد المباني، ويحفر الآبار، ويستخرج المعادن، ويقيم الكباري،، ويصنع كل ما يحتاج إليه البشر والحيوان والطير والنبات، والشجر، إنهم المسئولون عن عمارة الأرض منذ أن خلق الله آدم وحتى تقوم الساعة..
وفى عيدهم تحتفل «الأخبار» مع عمال المنطقة الصناعية بأكتوبر، تنقل مجهوداتهم الجبارة، وقدرتهم على بذل كامل طاقتهم من أجل المساهمة فى زيادة الإنتاج والتنمية، تسرد قصص 4 سيدات كرمهن رئيس الدولة بعد أن وجد فيهن مثالا لكل شريف فى هذا الوطن، تفتح ملفات الإذاعة والسينما لتطلع على أرشيف الفن الذى خلد العمال فى الأغانى والدراما والسينما، وتذكر القراء الأعزاء بقصة عيد العمال.
اقرأ أيضا|اتحاد العرب للغزل والنسيج يدعو لبناء اقتصادياتنا وسوقنا المشتركة..فيديو|خاص
الأيدى الخشنة | «تتلف فى حرير»
عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحا.. الشمس ساطعة ..وكل شيء يتحرك ..وأصوات الماكينات تتعالى..والتروس تتسابق.. والشاحنات الفارغة تلتقط أنفاسها بعد أن أتت بالمواد الخام الى المصانع، وتستعد لنقل المنتج إلى السوق..العمال يرتدون ملابس متشابهة الألوان.. منهمكين فى العمل بشكل منتظم وكأنهم يؤدون استعراضا من استعراضات فرقة رضا.. المنطقة الصناعية بأكتوبر لوحة مصرية، فى حاجة إلى فنان ليرسم تفاصيلها المبهرة.
ماكينات لا تتوقف.. تروس تصنع الأمل.. ومنتج مصرى يغزو العالم
تأمين صحى واجتماعى «للشغيلة».. وأجواء من المحبة والبهجة
ترسانات الإنتاج تصدر منتجاتها إلى دول المنطقة
البداية كانت أحد المصانع الضخمة لزجاج السيارات بالمنطقة الصناعية، خلية نحل مكونة من 450 عاملا، و25 إداريا، تحت قيادة 25 مهندسا، يعملون 8 ساعات يوميا يتخللها ساعة راحة يتناولون فيها وجبة الغداء.
استقبلنا العميد محمود علام مسؤل التسويق بالمصنع الوحيد فى الشرق الأوسط الذى يقوم بتصنيع زجاج موضحا أن المصنع، ويقوم بتغطية السوق المحلي، فضلا عن التصدير الى عدد من دول المنطقة مثل تونس والمغرب والجزائر والأردن.
شرح علام أن المكان متخصص فى صناعة الزجاج الخلفى والأمامى والجانبى لكافة أنواع السيارات التى يتم تجميعها فى مصر سواء النقل أو الملاكى بجميع المقاسات حيث يتم فى البداية الحصول على المقاسات المطلوبة من موديل السيارات اللازم صناعة الزجاج له، وأشار إلى عدة مراحل لإنتاج زجاج السيارات، الاولى تعتمد على التقطيع حيث توجد أحدث ماكينات تقطيع الزجاج، تشبه الحاسب الآلي، يدون عليها المقاسات المطلوبة من الزجاج، وعقب التقطيع تبدأ عملية التنظيف بواسطة المياه لإزالة «البودرة» بمياه ساخنة، يعقبها بخار للمسح والتنشيف.
المرحلة التالية هى الطباعة، حيث يتم وضع قطعة بلاستكية بين زجاج السيارة لتحقيق عامل الأمان والحفاظ على روح قائد السيارة فى حالة تعرضه لحادثة وتعرض الزجاج للكسر لتمنع سقوطه، وبعد ذلك يتم وضع الزجاج على «شابلونه» وهى مجسم للسيارة المصنع لها الزجاج.
سخانات ودمج
يلتقط طرف الحديث المهندس إيهاب زاهر مسؤل الانتاج والتشغيل بالمصنع قائلا: بعد ذلك يتم وضع زجاج السيارات على سخانات تصل درجة حرارتها الى 400 درجة، وتجميع الزجاج (لوح الزجاج يتكون من طبقتين) فى «الى بى لاين»، وتعتمد هذه المرحلة على درجة معينة من الرطوبة والحرارة من أجل سحب الهواء بين قطع الزجاج، لافتا أن الزجاج ينتقل بعدها الى مرحلة الدمج لالتصاق قطع الزجاج، وهى المرحلة التى يتم فيها رفع درجة الحرارة إلى 130 درجة.
ويقول: لا يوجد هواء بين قطع الزجاج المدمجة، حيث يوضع الزجاج تحت ضغط مرتفع يصل إلى 12 درجة، ثم تبدأ عملية التبريد تدريجيا للزجاج، ثم يدخل الزجاج معمل الجودة ويصبح لوح الزجاج جاهزا للتركيب فى السيارة.
أما حسن محمد مسئول «الأفران ومجموعة الأمان» أكد أن القسم المسئول عنه يقوم بتشكيل حرارى للزجاج ، حيث يأتى الزجاج الى القسم كألواح مسطحة خام، تدخل إلى الفرن ويتم تشكيلها، كما هو مطابق لمواصفات العينة المطلوبة او المراد تصميمها ، حيث يأخذ لوح الزجاج شكل السيارة.
يشير محمد إلى أنه يعمل فى المصنع قبل 25 عاما ، وسعيد للغاية برحلته الطويلة داخل المصنع، حيث يشعر مع زملائه بأنه يقوم بمهمة وطنية، خاصة وأن المنتجات يصدر جزء منها للخارج، بما يعود بالعملة الصعبة على الاقتصاد المصري.
ويؤكد أن المصنع يوفر للعمال رعاية صحية وتأمينية، فضلا عن حوافز ومكافات فى المناسبات والاعياد المختلفة، موجها رسالة إلى الشباب بضرورة العمل والحرص عليه، خاصة فى الوقت الراهن، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يشهدها العالم.
دورات تدريبية
ويحدثنا محمد صالح (فنى فرن) أنه يقوم بتحميل الزجاج وتفريغه، وتنظيفه، إضافة إلى تنظيم العمل داخل قسم الافران موضحا أنه يتقاضى الحد الأدنى للرواتب الذى تم تطبيقه مؤخرا فى القطاع الخاص، مؤكدا أنه يحصل على يومين إجازة فى الأسبوع، ويعمل منذ 26 عاما فى المصنع.
ويقول إن المصنع يتيح له دورات تدريبيبة، صقلت مهاراته فى تصنيع زجاج السيارات فضلا ان العمل يراعى احتياجاته، ويشعر أنه مع اسرته داخل المصنع، فالجميع حريص على انجاز المهام الموكلة، ونصح الشباب بضرورة العمل فى اى شئ، حتى ولو لم يكن فى مجال التخصص، لان العمل يشعرك بقيمة ذاتية كبيرة ويدفعك إلى الامام ويدفع البلد إلى نهضة اقتصادية فى ظل التحديات الراهنة المحيطة بنا، والازمات العالمية التى تنعكس على دول العالم.
ومن محمد إلى زميله أيمن سيد (فنى بلاستيك) الذى يقوم بتركيب قطع بلاستيكية بين الواح الزجاج توفيرا الأمان لسائق السيارة، حتى لا يتعرض الزجاج للكسر.
أوضح سيد ان مرحلة تركيب البلاستيك تستغرق 55 ثانية، مشيرا أنه يعمل فى المصنع منذ 20 عاما ويشعر بالرضا التام، وممتن لإدارة المصنع التى تقف بجوار العمال فى كل مناسبة وتوفر لهم مطالبهم وتراعى ظروفهم المعيشية.
ويقول: نحن فى مصر نحتاج فى كل دقيقة وثانية الى العمل من اجل مواجهة شبح البطالة وتخفيض الدين العام ومواجهة ازمة ارتفاع الاسعار ، كل ذلك لن يتم التغلب عليه إلا بالعمل، ونحن نقف فى ظهر القيادة السياسية ونؤيدها وندعمها فيما تتخذه من إجراءات لصالح الاقتصاد المصرى ونامل بان تشهد الفترات المقبلة انفراجة كبيرة فى الازمات خاصة فى ظل جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية الى الداخل.
مشرف الوردية ابراهيم فرج عبد الدايم (46 عاما) يتابع جميع مراحل تصنيع الزجاج بداية من المغسلة وحتى المسح والقطع وصولا الى المنتج النهائى وإدخاله إلى المخزن مضيفا أنه مسئول عن عدد من العمال، ويتابع أحوالهم باعتبارهم عائلة واحدة داخل المصنع، لا فرق بين عامل او فنى او ادارى او مهندس فالجميع يعمل من اجل انجاز المهام الموكلة اليه وخروج المنتج النهائي.
مطاحن وغذاء
وداخل مطاحن المنطقة الصناعية ب 6 أكتوبر يتم تجميع الغلال، وتحويلها الى دقيق تستهلكه المخابز والافران، ليتحول بدوره إلى أرغفة من الخبز.
جزء من سيارات النقل الثقيل داخل الى المطاحن قادمة من المناطق الزراعية والشون، تحمل القمح لطحنه، والجزء الآخر فى الخارج يحمل الدقيق تمهيدا لتوزيعه على المخابز والافران، فى حين يتحرك العمل بدأب ونشاط زائدين، وهم يتبادلون الابتسامات والقفشات فى أجواء تسودها المحبة، سعيدين بأنهم يؤدون مهمة توريد الدقيق إلى المخابز، لتنتج عشرات الملايين من الأرغفة التى يستهلكها الشعب يوميا.
داخل احد المطاحن التقينا برجل خمسينى يبدو عليه وجهه تجاعيد الزمن ولكن الابتسامة والرضا لا يفارقان وجهه ، أنه عم سعيد عبد العليم الرجل الذى جاء إلى تلك المنطقة الصناعية منذ أكثر من 25 عاما بحثا عن لقمة العيش موضحا ان لديه 4 من الأبناء وهو حريص على إتمام تعليمهم لذلك يواصل العمل ليل ونهار داخل المطاحن لتلبية احتياجات أسرته، وعن مطالبه أكد عم سعيد انه يتمنى انخفاض الأسعار لان التجار مارسوا ابشع انواع الاحتكار ورفعوا الأسعار معربا عن سعادته بعمله لانه مصدر رزقه له ولأولاده.
مصانع الألبان
وإلى مصنعين آخرين أحدهما ينتج الألبان والآخر متخصص فى المواد الغذائية ، وجدنا نفس الحالة بالروح العالية لجنود المصانع وهم يؤدون عملهم بإتقان وبهجة، يعملون خلف الآلات بانتظام ودقة كعقارب الساعة لإيمانهم بقيمة العمل، لتنتهى جولتنا داخل المنطقة الصناعية فى اكتوبر، وقد تلبستنا حالة من الفخر الشديد، ونحن ندعو الله بدوام الحال، من أجل النهوض ببلد فى أمس الحاجة إلى عمال يكتبون تاريخ التنمية بأياديهم الخشنة.
وداخل احد المصنعين استقبلنا حسين مصطفى والذى يعمل فنيا بابتسامة كبيرة ليترك لنا انطباعا أوليا بحالة الرضا عن عمله وحياته ، وبالفعل سألناه عن راتبه الشهرى فأكد انه تم تطبيق الحد الأدنى للأجور بالقطاع الخاص مؤكدا ألا يقل عن 6 آلاف جنيه بالإضافة إلى مكافآت التميز فى العمل والمناسبات، مشيرا إلى انه يعمل من أجل وطنه وبلده وأسرته حيث انه متزوج والزوجة لا تعمل وعبء الحياة واقع على كاهله ولكن على حد تعبيره هذه هى سنة الحياة مؤكدا أن العمل يسير بانتظام مثل عقارب الساعة داخل مصنع الألبان الذى يعمل به ولا فرق بين مالك مصنع وفنى المعمل فهما سواسية من أجل إنجاز المهام الموكلة لكل منهما.
أصحاب ال 8 ساعات| قصة عيد تحتفل به 100 دولة حول العالم
انتزع العمال حقوقهم بأيديهم، لم يستسلموا للعبودية باستهلاك أجسادهم طيلة اليوم، وبأجر زهيد، رفضوا الخضوع لمن ينظرون إليهم على أنهم مجرد آلات، ليست فى حاجة إلى الراحة، أو تقدير مادى وأدبي، يضعهم فى المكانة التى تليق بهم، ما جعلهم يتمردون على أحوالهم المعطوبة، فى تظاهرات بدأت من الولايات المتحدة، وانتشرت عدواها فى العديد من دول العالم، حتى حصلوا على حقوقهم كاملة، وفى السطور التالية نتذكر تفاصيل وقائع النضال.
بدأت قصة عيد العمال من أستراليا، أول دولة احتفلت بالمناسبة فى 21 أبريل 1856، بعد أن نجح عمال البناء فى ملبورن وسيدنى (عرفوا حينها بحركة الثمانى ساعات) بتحقيق مطالبهم بتخفيض ساعات العمل ل 8 ساعات يوميا.
بعدها بثلاثين عاما انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتى كانت تعيش انذاك ثورة صناعية، وكان شريحة كبيرة من العمال فى ذلك الوقت من المهاجرين، وبسبب ساعات العمل المكثفة والأجور المتدنية بدأت حالة من الاضطراب بين العمال.
وفى عام 1886 دعا اتحاد العمال فى أمريكا إلى القيام بإضراب فى الأول من شهر مايو شارك فيه كثر من 300 ألف عامل فى المصانع التى يعملون بها على مستوى العالم من اجل المطالبة بتخفيض عدد ساعات العمل إلى 8 ساعات يوميا كواحدة من المطالب إلى جانب تحسين الأجور.
وتوالت الأحداث حتى قام رئيس اتحاد نقابات العمال فى أمريكا عام 1889 بالدعوة إلى توحيد نضال العمال حول العالم، بالتزامن مع المؤتمر الأول للأممية الثانية والذى عقد فى باريس، وبالفعل قرر المؤتمر الاستجابة لمطلب العمال بخصوص تقليص ساعات العمل فى الأول من مايو ليصبح بعدها ذلك اليوم عيدا للعمال حول العالم.
وتمجيدا منهم للعمالة وللحرفيين فإن تقدير العامل المصرى يعود تاريخيا إلى العصر الفرعونى، حفر على جدران المعابد نقوش ورسومات توضح ما كان يقوم به العامل المصرى فى ذلك الوقت، ومن شدة تقديسه للعمل وحب المصرى القديم للمهنة والحرفة التى يقوم بها كان أسبوع العامل 9 أيام، العاشر للراحة، ما يوضح قدسية المصرى القديم وتمجيده للعمل.
«الحاجة صيصة» امرأة انتصرت على الظروف ب«جلابية وعمة»
الحاجة صيصة أبو دوح، اشتهرت بالتنكر فى زى الرجال 43 عامًا، أحد أمثلة المصريات صاحبات الهمم العالية، وحياتها قصة كفاح من الطراز الرفيع، توفى زوجها، فقررت العمل فى المهن الصعبة، تحمل الطوب على كتفها، وتمسح الأحذية بظهر مقوس، حتى تنفق على أولادها، وتستكمل رسالتها مع الأحفاد.
استحقت صيصة الطيبة الشقيانة تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد نشر قصتها، ليزين اسمها جائزة الأم المثالية المعيلة على مستوى الجمهورية، وتهدى لها الدولة شقة وكشكا إضافة إلى مبلغ 50 ألف جنيه، بينما لا يتوقف الرئيس عن التغزل فى كفاحها، وهو يضرب بها المثل فى الصبر والتحمل فى أكثر من مناسبة.
«نحمده» «سائقة الميكروباص».. التى وضعها القدر أمام الرئيس
السيدة نحمده الشهيرة ب»سائقة الميكروباص»، حظيت أيضا بلقاء الرئيس السيسي، عقب الانتهاء من جولة تفقدية استغرقت عدة ساعات لعدد من المشروعات الجارى تنفيذها بالعاصمة الإدارية الجديدة.
بعد تغيير خط سير الرئيس السيسي، الذى كان من المفترض أن يسير فيه لاحظ سيدة تقود ميكروباصا، ليسأل حرسه الشخصي: «هل هذه سيدة تقود الميكروباص؟.. فقالوا «لا»، إلا أن الرئيس، أكد أنه شاهد السيدة، وأصر على الوصول إليها والحديث معها، وتوجيه التحية على كفاحها.
ويعترف الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى مداخلة تليفزيونية، «المسار الذى سرت فيه لم يكن مساري، والنصيب وحده هو الذى جعلنى أغيره للقاء نحمده»، متابعا: «ربنا يحفظك ويحفظ العربية وأولادك وهى دى عزة وكفاح المرأة المصرية».
مروة سيدة تدخل قصر الاتحادية ب«تروسيكل»
مروة العبد، المعر وفة إعلاميا ب»سائقة التروسيكل»، سيدة بملامح صامدة، تحملت قسوة الحياة، منذ نعومة أظافرها، لا يحمى عودها النحيف إلا جلباب أبيض وطرحة سوداء، تراها فى شوارع «البعيرات» بالأقصر تقود تروسكيلا هو مصدر رزقها الوحيد، وسط مجتمع صعيدى تحكمه عاداته وتقاليده الخاصة، إلا أن مهنتها الشريفة لم تسمح لأحد بأن ينتقص من قدرها، أو يتطاول عليها، أو حتى يفكر فى منعها وهى تنفق على أسرتها المكونة من الأب والأم وأربع فتيات.
بترحاب وفخر التقى الرئيس السيسى بمروة، وهو يشد على يدها ويؤكد أنها نموذج مشرف ، وقدوة يحتذى بها المصريون فى الكفاح والعطاء والإصرار.
منى| إسكندرانية ب«إيدين قوية»
منى السيد إبراهيم بدر، صاحبة الصورة الشهيرة وهى تجر عربة بضائع بشوارع الإسكندرية، فتنت الجميع بإصرارها على مواجهة الحياة، لتحتل مكانة خاصة لدى الرئيس السيسى الذى استقبلها فى القصر الرئاسي، وجلس إليها وهو يعبر لها عن فخر المصريين بكل ما تقوم به، كما حرص على استضافتها فى مؤتمر الشباب وأجلسها بجواره ، ومنحها جائزة الإبداع بشكل استثنائي، خلال فعاليات المؤتمر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.