في ظل التوترات المتصاعدة بين الغرب والصين حول عدة قضايا دولية، وعلى رأسها الحرب الروسية في أوكرانيا، قام المستشار الألماني أولاف شولتز بزيارة إلى الصين هدفت إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع شريكها التجاري الرئيسي، في الوقت الذي حاول فيه دفع بكين للعب دور أكبر في جهود السلام الأوكرانية. خلال الزيارة التي استغرقت ثلاثة أيام، التقى شولتز بالرئيس الصيني شي جين بينج وعدد من كبار المسؤولين، حيث ناقشا مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والدولية المثيرة للجدل. حل الأزمة الأوكرانية في لقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينج، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى دعمه لمؤتمر السلام المقرر عقده في سويسرا في يونيو المقبل. وقال شولتز إن "الصين وألمانيا تريدان التشاور بشكل مكثف وإيجابي حول تعزيز تنظيم مؤتمر رفيع المستوى في سويسرا ومؤتمرات دولية مستقبلية حول السلام". وتدعو الصين باستمرار إلى الحوار وترفض أي استخدام للأسلحة النووية، كما تحث على احترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول بما في ذلك أوكرانيا. على الرغم من ذلك، لم تدن الصين علنًا الحرب الروسية على أوكرانيا، وتدعو بشكل متكرر إلى أخذ مخاوف روسيا الأمنية تجاه حلف الناتو في الاعتبار. هجوم ألماني على الصين وقد اتهم المستشار الألماني بكين بالتقاعس عن لعب دور أكثر فاعلية في محاولات حل الأزمة، مشيرًا إلى أن العلاقات الوثيقة بين الصينوروسيا تضع على عاتق بكين مسؤولية أكبر في السعي لوقف القتال. إلى جانب القضية الأوكرانية، ناقش الزعيمان أيضًا سبل تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين في ظل سعي الاتحاد الأوروبي لتقليل اعتماده على السوق الصينية. وحذر شي جين بينج من أن "تقليل المخاطر" الذي تدعو إليه بروكسل سيضر بالعلاقات الثنائية، مؤكدًا أن التعاون المشترك بين الصين وألمانيا "ليس مخاطرة بل ضمانة لاستقرار العلاقات الثنائية وفرصة لخلق مستقبل أفضل". من جانبه، دافع الرئيس الصيني عن صادرات بلاده من السلع مثل السيارات الكهربائية والبطاريات والألواح الشمسية، قائلاً إنها "لم تغن فقط العرض العالمي وتخفف الضغوط التضخمية في العالم، بل أسهمت أيضًا بشكل كبير في الاستجابة العالمية لتغير المناخ". وتأتي تصريحات شي في وقت تتهم فيه بروكسلالصين بتشويه السوق الأوروبية بفيض من المنتجات منخفضة التكلفة.
