حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استقرار مصر «بقيادة جادة ومستنيرة» إحدى ضمانات الأمن القومي العربي
السفير حسام زكي فى حديث المصارحة والمكاشفة ل «الأخبار»:
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 06 - 01 - 2024

تعودنا في نهاية أو بداية كل عام أن نسعى إلى حوار السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية ليشاركنا في رصد وتقييم ما جرى في سنة سابقة وقراءة آفاق أخرى حالية وقد يكون هذا الحوار هو الأكثر صراحة ومكاشفة، حيث حرصنا على نقل نبض الشارع العربي وانتقاداته للأمانة العامة خاصة مع التعاطي مع أزمة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذى كان الأكثر دموية فى الحقب الماضية وكانت إجابات السفير حسام على نفس المستوى من الجدية فلم يدافع بل شرح ما قد يغيب عن البعض عن آليات عمل الأمانة العامة، فهي لا تملك عصا سحرية واعتبر الهجوم هو نوع من جلد الذات مع توسيع زوايا الرؤية، فالأمم المتحدة المنظمة الدولية هى أيضًا عجزت عن مجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار ومجلس الأمن سقط في الاختبار صريعا تحت وقع الفيتو الأمريكي.
صحيح أن العدوان الإسرائيلي استحوذ على الاهتمام الأكبر خاصة مع مؤشرات تحويله إلى حرب إقليمية ولكننا لم ننس قضايا العرب وأزماته الأخرى في السودان واليمن وسوريا وليبيا وغيرها وحتى علاقات العرب مع المحيط الإقليمي كان له حظ من الحوار بعد أن شهد تطورات إيجابية فى العلاقات مع إيران وتركيا وإن ظل على حاله مع إثيوبيا بل تفاقم نتيجة تعنت موقفها من سد النهضة وسعيها إلى توقيع اتفاق مع كيان غير شرعي في الصومال الدولة العضو ولعل جديد الحوار هو التوضيح المهم للسفير حسام زكي حول أسباب عدم انضمام الأمانة العامة للجامعة العربية إلى الدعوى التى أقامتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل لوقف إطلاق النار فى غزة.. وهذا نص الحوار.
الغرب سقط أخلاقيًّا فى أزمة العدوان الإسرائيلى على غزة
لن ينصلح حال مجلس الأمن مادام «الفيتو» موجودًا
هناك تربص كبير بالجامعة العربية ولا نملك عصا سحرية والهجوم عليها «جلد ذات» لا مبرر له
واشنطن الوحيدة التى تستطيع الضغط على إسرائيل.. ولكنها تنفى
فى البداية، هل كشف العدوان الإسرائيلى الظالم على غزة انهيار النظام الدولى برمته، حتى أن منظمة الأمم المتحدة مازالت عاجزة إلى الآن عن اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار فى القطاع؟
لقد شهدنا مؤخراً اعتماد قرارات فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعتبر بحق الرأى العام الدولي، فأكثر من 150 دولة تؤيد وقف إطلاق النار فى الحرب على غزة.. وكون أن هناك دولة واحدة بمجلس الأمن الدولى تستخدم حق النقد «الفيتو» بشكل مسىء، هو أمر يجب ألا يجعلنا نصف كل النظام الدولى بأنه منهار، أو أنه لا يستشعر وطأة الأزمة الإنسانية الكبرى التى خلقها العدوان الإسرائيلى على غزة. إنما بالفعل هناك مشكلة فى النظام الدولي، ومعروفة، وهى مشكلة أن مجلس الأمن به 5 دول تحديداً هى التى تتحكم فى قراراته. وهذه المشكلة تحاول الأمم المتحدة أن تجد لها حلاً منذ حوالى 30 عاماً، سواء من خلال إصلاح مجلس الأمن أو من خلال توسيع أعضائه، ولم تنجح حتى الآن.
الحقيقة أن هناك ضميراً إنسانياً حياً فى معظم دول العالم، وفى الدول التى تبنت حكوماتها مواقف منحازة لإسرائيل، وجدنا أن هناك مظاهرات بمئات الآلاف تعبر عن دعم فلسطين، وهذا التضامن الشعبى هو الضمير الإنساني. لقد سقط الغرب أخلاقياً فى هذه الأزمة، لأنه يتحدث ويتشدق كثيراً بأمور لها علاقة بالحفاظ على حقوق الإنسان، ولكن عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان الفلسطيني، اكتشفنا أن هذا التشدق غير موجود.. وكل هذا الحديث الغربى عن حقوق الإنسان فى العالم، مغلوط وغير سليم وغير مبنى على أساس حقيقي.
والحقيقة، أن الرأى العام الذى كان ينظر للغرب باعتبار أنه المقياس الأخلاقى فى الحكم على أى موضوع، قد انهار بسبب كل هذا الوضع.. فهناك من كان يدرك ذلك وهناك من تأكد من ذلك.. ونشدد فى الحديث على الموضوع الأخلاقى هذا، لأنه تم استخدامه استخداماً خاطئاً ومسيئاً.
فى الوقت الذى تطالب فيه دول عديدة بإجراء إصلاحات ضرورية وعاجلة فى مجلس الأمن.. ما رؤيتك لآلية هذه الإصلاحات لكى تلبى الطموحات العربية بحل أزمات المنطقة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية؟
مادام هناك حق نقد لقرارات مجلس الأمن «الفيتو»، ممنوح للدول الخمس دائمى العضوية بالمجلس، لن ينصلح حال مجلس الأمن.
جلد الذات
وما رؤيتك حول الدور العربى فى معالجة أزمة العدوان الإسرائيلى على غزة؟
ليس النظام العربى وحده من يستطيع معالجة هذه الأزمة، فالأزمة عرض من أعراض استمرار الاحتلال الإسرائيلى لقطاع غزة منذ 56 عاماً.. وبالحديث عما أنجزه المجتمع الدولى فى هذه الأزمة، فسنجد أنه لا توجد دولة استطاعت التأثير على قوة الاحتلال وتجعلها توقف آلتها العسكرية.. والولايات المتحدة الأمريكية هى الوحيدة القادرة على الضغط على الاحتلال، وبالمناسبة هى تنفى هذه القدرة. ومن قبيل جلد الذات أننا نحمل أنفسنا كعرب خطيئة أننا غير قادرين على وقف هذا الاعتداء.. حقيقة الأمر أن الجانب العربى بذل مجهوداً كبيراً ولازال، ولكن الموضوع أكبر من إمكانياتنا العرب، ويتجاوز إمكانيات دول كبيرة بما فى ذلك الدول الغربية.
سعادة السفير، هل توقيع بعض الدول العربية مؤخراً لاتفاقيات سلام مع إسرائيل أثر على القرار العربى الجماعى تجاه القضية الفلسطينية، سواء تحت قبة الجامعة العربية أو مجلس الأمن؟
اعتقد أن أداء العضو العربى فى مجلس الأمن (الإمارات)، كان أداءً متميزاً جداً، وتعاون الوفد الإماراتى مع الوفد الفلسطينى والوفود العربية الأخرى، بمنتهى المهنية والحس السياسى العربي، وحاولوا قدر الإمكان أن يصلوا إلى خلاصات جيدة، وفى بعض الأحيان وفقوا، ولكن فى أحيان أخرى لم يوفقوا نتيجة استخدام حق النقد «الفيتو».. كل الدول لديها مشكلة مع الاحتلال الإسرائيلي، حتى الدول المقاطعة لدولة الاحتلال لديها مشكلة معها، فهى لا تتعامل مع إسرائيل لأنها قوة احتلال إجرامية. والدول التى فتحت قنوات مع إسرائيل تجد نفسها فى حرج، لأن الاحتلال يمارس العنف بشكل غير مبرر وغير مفهوم، فهو عنف لمجرد العنف.
يتهم البعض جامعة الدول العربية بأنها لم تقم بالدور الذى يطلبه الشارع العربى لمواجهة العدوان الإسرائيلى على غزة ؟
جامعة الدول العربية هى منظمة سياسية، تتبنى فى الأساس مواقف سياسية، وتصيغ هذه المواقف.. وهذه المواقف تُعد المعيار الذى نسميه «الموقف العربي».. فهذا الموقف العربى تم إعلانه منذ يوم 11 أكتوبر الماضى خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بعد العدوان الإسرائيلى على غزة، وأيضاً تم إعلانه فى 11 نوفمبر خلال القمة العربية الإسلامية بالرياض. وتم إعلان هذا الموقف العربى الرسمى للمجتمع الدولي.. ولا يوجد أى دولة عربية أو وزير عربى يتحدث خارج إطار هذا القرار العربي، وهذا شئ ملفت، والتزام كبير.. حقيقة الأمر أن هناك تربصاً كبيراً بجامعة الدول العربية، وكأن بيدها عصا سحرية تستطيع بها أن توقف العدوان الإسرائيلى على غزة.. الموضوع أعقد من ذلك بكثير، ولا نستطيع أن نصل إلى خلاصة متسرعة فى هذا الشأن.. والأمر يحتاج إلى أن نتفكر ونتدبر فى هذه النقطة.. ولنا ما لنا وعلينا ما علينا.الخلاصة، أن الجامعة العربية باعتبارها مرآة النظام العربى الرسمي، استطاعت أن تحقق بعض الخطوات الإيجابية، ولكنها بالتأكيد لم تستطع وقف الحرب.. ومن هذا الذى استطاع حتى الآن وقف الحرب؟!
هجوم غير مبرر
الهجوم الشعبى على الجامعة العربية، هل هو عدم معرفة بدور الجامعة أم تعويل على دور كبير لها؟
الاثنان.. هناك جزء من المنتقدين لا علم له إطلاقاً بآليات الجامعة العربية، فينتقدون فى المجمل. وهناك جزء آخر يعلم طبيعة العمل، ولكنه يبالغ فى طموحاته عن دور الجامعة العربية.. وهنا لابد أن نكون واقعيين، فمع هذه الطموحات العالية من دور الجامعة العربية، يجب أن تُعطى كافة الوسائل للجامعة أن تقوم بالدور المطلوب.
وهل نجحت اللجنة الوزارية المشكلة من القمة العربية الإسلامية، فى محاولة تعديل مواقف القوى الفاعلة فى الأزمة، خاصة وأن اللجنة زارت العديد من الدول حول العالم؟
شارك الأمين العام للجامعة العربية السيد/ أحمد أبو الغيط، فى عدد من هذه الزيارات.. وبالفعل زارت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية عدداً كبيراً من العواصم، وتحدثت مع العديد من المسئولين، وهو جهد ضخم تُشكر عليه المملكة العربية السعودية، لأنها وفرت إمكانيات مهمة لعمل هذه اللجنة فى وقت قصير وبشكل احترافي. وشاركت الدول العربية والإسلامية فى هذه اللجنة، بمنهج وذهنية واضحة، أن الهدف الأول والأساسى هو وقف إطلاق النار.. وهناك عناصر أساسية يجب التأكيد عليها فى كل المقابلات، وهى ضرورة إدخال المساعدات بالكميات اللازمة للفلسطينيين، وأيضاً الوقوف بقوة فى وجه أفكار التهجير القسرى للفلسطينيين، لما لها من تبعات سلبية على القضية الفلسطينية، وعلى استقرار المنطقة. كان هناك أحاديث مطولة جداً مع الكثير من المسئولين فى الغرب والشرق، ولكن نعود ونقول إن الوضع الدولى والإقليمى واضحان، بأن التأثير المباشر على قوة الاحتلال الإسرائيلى يأتى من واشنطن وليس من غيرها، مهما كان تفكير البعض.
ولدينا أمل أنه فى القريب العاجل، يصل الجميع إلى نفس الخلاصة التى قلنا عنها منذ أشهر، وهى أن وقف إطلاق النار هو «الباب السليم» لبحث الوضع ككل فيما يتعلق بغزة ومن كافة الأوجه السياسية وغير السياسية.
هل تعتقد أننا أمام احتمالات متزايدة لحرب إقليمية قد تأتى على الأخضر واليابس؟
كلنا أمل فى ألا يحدث ذلك.. وبالفعل لا يريد أحد التفكير فى هذا الاحتمال، لأنه إذا كان قائماً بالفعل وتحقق، ستكون كارثة على عدة شعوب فى المنطقة، وعلى المنطقة ككل من ناحية زعزعة الاستقرار. لازال الأمل يحدونا، لكن لا يخفى علينا أن الجانب الإسرائيلى مستمر فى محاولته استفزاز خصومه وأعدائه ليقعوا فى فخ توسعة رقعة الحرب، وهذا أمر سيكون له تبعاته. وقد اكتشفنا جميعاً على مدار الأشهر الماضية، أن الحكومة الإسرائيلية ورئيسها يرغبون فى استمرار الحرب على غزة، لأن توقفها سينعكس سلباً على مستقبلها السياسي.. فرئيس الحكومة الإسرائيلية لا يريد لملمة الأمور، بل يريد توسعة رقعة الحرب، ويريد توريط أمريكا فيها أيضاً..
برز تنسيق عربى عالى فى هذه الأزمة التنسيق المصرى القطرى الذى نجح فى تحقيق إنجاز تجاه الأسرى ؟
الأزمة تستدعى كل الجهود من جميع الأطراف التى تستطيع أن تحقق ثغرة أو فارقا فى هذا الوقت. الجهود المصرية والقطرية جهود مقدرة ومشكورة وتعمل للصالح الفلسطينى بشكل واضح ونأمل أن تستمر حتى يمكن أن نصل لمرحلة وقف العمليات العسكرية وتحقيق نتائج فى مسألة التبادل .من يقوم بهذه الجهود لابد أن يكون له تأهيل معين فى علاقات مناسبة جيدة مع الجانبين حتى يستطيع أن يقوم بهذا الدور . وإذا كانت مصر وقطر تقومان بهذا الدور فهذا أمر طيب نشكرهما عليه وأعتقد أنه من مصلحة الجميع وبالذات الفلسطينيين أن يستمر هذا الدور.
مخاوف على السودان
السودان 20 ألف قتيل و7 ملايين نازح خلال أشهر فقط هل تم نسيان أزمة السودان عربياً ؟
أتمنى ألا يكون تم نسيانها على أقل تقدير نحن فى الأمانة العامة لم ننس أو نتناس هذه الأزمة لكن لا يخفى علينا جميعاً أن الوضع الخاص بالسودان يتطلب منا كلنا أن نتضافر فى جهودنا حتى نمنع هذا البلد من إيذاء نفسه أكثر من هذا ونمنع عنه شبح السقوط أو تفتت وحدته . طبيعى أن حرب غزة طغت على الساحة واستنفدت جهد واهتمام كبير وهذا لا يعنى أن الوضع فى السودان هو وضع مستقر بالعكس ، نأمل أن ما تم من تفاهمات حتى الآن يأخذ الأمور إلى نقطة إيجابية أكثر ،لازالت بعض الأمور متجمدة وليست على الشكل المطلوب، نأمل أن تدرك الأطراف السودانية فداحة الخسائر للمجتمع والدولة وأن تسرع بالتوصل إلى وقف إطلاق النار وتنفيذه على الأرض والدخول إلى الحوارات اللازمة لحل الأزمة..
اختلاف الرؤى العربية كدول هل ساهم فى تأجيح الوضع فى السودان ؟
الحد الأدنى للتفاهم العربى وللإرادة العربية فى الملف السودانى لم يكن كافياً لكى يقوم العرب بالدور المطلوب لاستعادة الاستقرار فى السودان .
هل تعتقد أن هناك أيادى خارجية تعبث بأمن واستقرار السودان ؟
من المؤكد أن حالة عدم الاستقرار فى السودان ليست وليدة الأوضاع الداخلية فحسب ،الأوضاع الداخلية لها نصيب الأسد فى وصول الأمور إلى ما وصلت إليه ولكن لا شك أن هناك تدخلات أدت بالوضع إلى ما نراه حالياً.
أزمات عربية مؤجلة
هل أثرت أزمة 7 أكتوبر والعدوان الإسرائيلى على التوصل إلى اتفاق سلام فى اليمن ؟
لا أعتقد أنه كان لها هذا التأثير ،هناك أمور كثيرة متعلقة باليمن ذاته وهى تحول دون الوصول إلى التفاهمات المطلوبة .
الأزمة الليبية..كان هناك جهد دولى عن طريق المبعوث الدولى للجمع بين الفرقاء الخمسة الموجودين هناك ..هل هناك رؤية عربية لتغيير الوضع فى ليبيا وحل الأمة ؟
الرؤية العربية أدعوك لقراءتها فى قرارات مجلس الجامعة وآخرها القرار الوزارى الأخير وكان هناك قرار فى القمة العربية الإسلامية ،أتفق معك أن الوضع فى ليبيا غير قابل للاستمرار بهذا الشكل إذا كان هذا البلد يريد أن يعرف استقراراً حقيقياً ويعرف شكلاً من أشكال إقرار النظام السياسى الذى يناسب جميع الليبيين ،المسألة تذهب فى اتجاهات غير مواتية لا لوحدة أراضى ليبيا ولا لنظام سياسى مستقر يجمع جميع الليبيين على كلمة سواء .
منذ عام كنا نتحدث عن التوتر فى العلاقات بين المحيط العربى وجواره ..الأزمة مع تركيا وإيران ..خلال السنة تغيرت الأمور للأفضل وهو ما يمثل أحد إيجابيات هذا العام.
أتمنى أن الأوضاع التى نواجهها جميعاً فى المنطقة تحظى بتضامن عربى إسلامى ، المشكلة أن بعض الممارسات السابقة أظهرت أن القضايا العربية وكأنها غير مهمة لمحيطنا الإقليمى وكأنهم لا يحصرون على الحفاظ على إستقرار دولنا ومجتمعاتنا وكأنهم لا يهتمون سوى بتحقيق مصالحهم فقط ،تعديل هذا الوضع وتصحيح هذه المفاهيم وإن كان بيتم بشكل بطيئ لكنه فى التجاه السليم
الجامعة أصدرت بيانا إدانة للاتفاق الأخير بين إثيوبيا و وجزء من الصومال .. أعتقد أن إثيوبيا هى الاستثناء الوحيد مع دول الجوار التى لم يحدث فيها نوع من أنواع التغيير فى المواقف بل تفاقمت المسألة ؟
المواقف العربية تجاه الأزمات التى تسببت فيها إثيوبيا أو هى طرف فيها مثل أزمة سد النهضة مثلاً ، هناك قرارات من مجلس الجامعة بشأنها .الكيان الذى وقع هذا الاتفاق مع الجانب الإثيوبى هو كيان غير معترف به دولياً «أرض الصومال « ،حكومة الصومال الشرعية المعترف بها والتى هى عضو فى الجامعة العربية تواصلت معنا ضمن تواصلها مع منظمات دولية كثيرة لكى نؤيد موقفها فى موضوع إدانة هذا الكلام لأنه إذا كان يحق لأى طرف التصرف فى الأرض الصومالية فهو يحق للحكومة الشرعية فقط وفقا لمبادئ الدستور الصومالي، لكن هذا لم يحدث، وما حدث أن هذا الكيان الذى يسمى نفسه جمهورية هو الذى أخذ هذه الخطوة التى نعتقد أنها خطوة غير موفقة . كون أن الجانب الإثيوبى يرحب بهذه الخطوة شئ طبيعى لأنه يسعى إلى تحقيق مصالحه ، لكن نحن نتحدث من وجهة نظر الصومال التى هى عضو فى جامعة الدول العربية وكيف يمكن لى أن أساندها وأقف معها وأعزز وأدعم موقفها .
كيف أثرت عودة سوريا للجامعة العربية على الاستقرار السياسى فيها ؟
هناك مجموعة اتصال عربية شكلت فى قمة جدة مايو العام الماضى وهذه المجموعة مشكلة من السعودية ومصر والأردن والعراق ولبنان والأمين العام ، المطلوب من هذه اللجنة كان تكليفها بأن تبحث مع الجانب السورى كيف يمكن أن يتعامل مع شواغل ومخاوف الدول من الوضع الخاص بسوريا سواء الموجود داخل سوريا أو ما يرشح عنه هذا الوضع من تأثير إقليمى ، كان هناك كلام كثير جداً مع الجانب السورى فى هذا الموضوع وعقدت اللجنة أول اجتماع لها فى نصف أغسطس الماضى وكان الهدف مثل هذا الحوار بينها وبين الجانب السورى ، طبيعى أن يكون هناك مقترحات ونتطلع أن تستمر اللجنة لما بعد أغسطس وسبتمبر شهر الجمعية العامة ، ثم داهمتنا حرب غزة ، كل شئ آخر أصبح يحتل مرتبة تالية .
دور الجامعة العربية فى حلحلة الوضع فى لبنان ..شغور رئاسى والأوضاع السياسية والاقتصادية صعب جداً؟
للأسف توقفنا عن المزيد من الجهد فى الشأن اللبنانى وهذا لايعنى أننا توقفنا عن المتابعة ، لكن بذل المزيد من الجهد نتيجة إدراكنا أن الأطراف اللبنانية لا تشترك كلها فى نفس الجدية الخاصة بإنهاء وضع شغور المنصب الرئاسى الأول فى البلد ، طبعاً هذا يؤدى إلى إحباط كل الجهود الطيبة التى تبذل فى سبيل تسوية الوضع وإنهاء حالة الشغور ، نأمل فى المستقبل القريب أن تتحسن هذه الأمور وتتراجع مستويات الأنانية السياسية إلى ما يمكن أن نطلق عليه إيثار مصلحة الوطن على المصالح الضيقة الحزبية أو الشخصية، إذا وصلنا إلى هذه النقطة ثق أن الأمور سوف تختلف تماماً .
القضية التى رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لوقف الحرب ضد غزة.. هل فكرتم فى الجامعة العربية فى الانضمام إلى تلك القضية؟
الحقيقة أننا بحثنا الموضوع بشكل سريع عقب الإعلان عن خطوة جنوب أفريقيا وبالمناسبة نحن نرى أنها خطوة ممتازة ونهنئ جنوب أفريقيا على القيام بها.. وجدنا أن الجامعة باعتبارها منظمة دولية للأسف لا يحق لها الانضمام إلى القضية.. عموماً المهم هنا هو أن تستجيب المحكمة لدفوع جنوب أفريقيا وتصدر أمراً بوقف إطلاق النار فوراً.
من خلال لجنة الجامعة لمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية كيف رأيتم المشهد خاصة وأنها الانتخابات الرئاسية الوحيدة التى جرت خلال العام الماضى على المستوى العربى ؟
الجامعة العربية واكبت هذه الانتخابات كما تواكبها فى العادة وهى فعلت ذلك فى كل الاستحقاقات الانتخابية الموجودة التى عقدت فى مصر خلال العقد الماضى ، بهذه المناسة نهنئ فخامة الرئيس بإعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة ونتمنى لسيادته كل التوفيق فى أن يستكمل النهوض بمصر واقتصادها وأن يحقق الاستقرار فى هذا الإقليم المضطرب .مصر للأسف محاطة بمشاكل من جميع الاتجاهات ، نأمل ألا ينعكس ذلك على استقرارها بالعكس نأمل أن يكون الاستقرار المصرى هو الذى ينعكس إيجاباً على هذه المناطق . كلنا نفهم ونعرف أن مصر عمود خيمة رئيسى فى الأمن القومى العربى وبالتالى لا شك أن استقرار مصر بقيادة جادة ومستنيرة هو الذى يمكن أن يحقق على الأقل الحدود الدنيا من الأمن القومى العربي.
بماذا تصف عام 2023؟
هو عام الحزن ولعل عام 2024هو عام نهوض ،نحن لسنا على ثقة من أنه هذا سوف يتحقق كلنا أمل إنما صعب الأمور صعبة شكلها صعب .
هل أنت متفائل فى العام 2024؟
التفاؤل يجب أن يستمر مع الإنسان طالما ظل حياً، لكن مؤشرات الوضع السياسى والأمنى والعسكرى فى هذا الإقليم لا توحى بأن الأوضاع إلى تحسن بالعكس، ومع هذا لابد أن يبقى الإنسان متفائلاً قدر الإمكان حى لا يقتله الإحباط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.