«مصر».. ذراع القوة في القضية الفلسطينية

تعد مصر مركزًا سياسيًا واستراتيجيًا مهمًا فى معادلة توازن القوى بمنطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل سياسى واقتصادى وعسكري، تمثل ذلك فى المكالمات والزيارات المتكررة لقادة العالم إلى القاهرة من أجل الأزمة في قطاع غزة واستمرار حالة الحرب التي يقودها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قادة المقاومة الفلسطينية (حماس).
نوفمبر الماضى، بعد جهدٍ شاق وكبير، نجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية فى فرض هدنة إنسانية بقطاع غزة، ودفعت أطراف الأزمة إلى وقف التصعيد، أملًا فى تمديد الهدنة بعد النجاح فى الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى بين حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد مصر يومًا تلو الآخر قدرتها اللامحدودة على الريادة برؤية واضحة، مبتداها ومنتهاها إرساء السلام فى المنطقة وحقن دماء الأشقاء فى قطاع غزة.
منذ الساعات الأولى من بدء الحرب على قطاع غزة وشن فصائل المقاومة الفلسطينية (حماس) عملية استهدفت المستوطنات الإسرائيلية تحت مسمى (طوفان الأقصى)، وكانت «القاهرة» هى الطرف الأكثر فهمًا لأبعاد ذلك التصعيد بعيدًا عن المزايدات الفارغة، والشعارات المستهلكة، فمصر هى الأكثر خبرة بالطرفين والطرف الأكثر تحملًا للمسئولية منذ بدء الصراع قبل 75 عامًا، واختارت «القاهرة» السلام كخيار استراتيجى نجح فى استعادة كامل الأرض وفرض الهدوء على الحدود المصرية.
التحرك المصري كان على 3 أبعاد إنسانى وتفاوضى ورادع لحماية الأمن القومى المصري، اعتمد البعد الإنساني على فتح معبر رفح لإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع مع بداية القصف الإسرائيلى، وكانت مصر تدرك جيدًا أنَّ سكان القطاع بحاجة ماسة إلى الغذاء والمياه والأدوية، بعدما قررت إسرائيل ارتكاب جريمة حرب ضد المدنيين فى القطاع، وأوقفت امدادات المياه والغذاء عن القطاع وحاصرت كل سبل الحياة.
مستشار الأمن القومى الأمريكى فى البيت الأبيض، أكد على الدور المصرى ولن يتم اتفاق دون الدولة المصرية، فجهود القاهرة تسجل نوعًا جديدًا من أنواع القدرة على صناعة القرار الإقليمي، الأمر الذى أكد عليه وزير الزراعة الإسرائيلي بأنَّ صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلى وحماس لن تتم دون قيادة مصرية للوساطة، فى الوقت نفسه وجدنا الرئيس الأمريكى جو بايدن يوجّه الشكر لنظيره المصري عبدالفتاح السيسي بشأن الوصول إلى تنفيذ هدنة إنسانية فى غزة، وصفقة التبادل بين إسرائيل وحماس.
ختامًا، تلعب مصر دورًا مهمًا فى إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الفلسطينى، وكان من ثمار الجهود المصرية بالتنسيق مع الأطراف كافة، تحرك الشاحنات والمساعدات الإنسانية من منفذ رفح إلى شمال القطاع.