المحرقة الإسرائيلية مستمرة رغم نداءات كل الهيئات الدولية وإدانتها لجرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل، ورغم ارتفاع صيحات الغضب فى كل عواصم العالم من شعوب ترى «حرب الإبادة» الإسرائيلية وتصلها بعض الحقائق رغم الحصار الإعلامى الصهيونى وقطع الاتصالات عن غزة واستهداف الصحفيين وعائلاتهم وإنذار من تبقى من الصحفيين الأجانب بأن يغادروا على الفور.. فالمطلوب أن تتم الجريمة فى الظلام!! لم يعد فى الإمكان حصر أعداد الشهداء.. فالمنازل تقصف بمن فيها، وفرق الإنقاذ والاسعاف لا تستطيع الاقتراب، وجثث الشهداء تبقى بين الانقاض بالآلاف.. مجرمو الحرب فى إسرائيل مازالوا يتحدثون بوقاحة عن استهداف المقاتلين ورجال المقاومة بينما العالم كله يرى أن ثلثى الضحايا من الأطفال والنساء ومعظم الباقين من المدنيين وكبار السن!! إسرائيل لا تحارب.. إنها تقيم مذبحة للأطفال وتدمر كل ما تستطيع تدميره. تريد أن تستعيد هيبة فقدتها وأن تحصل على نصر زائف كعادتها. وقادة إسرائيل يعرفون أكثر من غيرهم أنهم يضيفون رقماً جديداً لحروبهم الفاشلة.. رغم تدفق السلاح من حلفائها وفى مقدمتهم الولاياتالمتحدة ورغم البوارج والأساطيل الأمريكية التى تؤمن سواحلها. فى الأيام القليلة الماضية بدأت دول العالم تتنبه للجريمة التى تقوم بها إسرائيل. وبدأ أقرب حلفائها يحذرونها من المضى فى استهداف المدنيين أو الضغط لتهجيرهم أو منع وصول المساعدات الانسانية للفلسطينيين. ومع ذلك مضت إسرائيل فى طريق «المحرقة» ومحاولة قتل أكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين، والعمل على تعطيل اتفاق للافراج عن الأسرى من الجانبين يرتبط بوقف لإطلاق النار قبل أن تحقق شيئاً يمكن أن يناور به نتنياهو للإفلات من الحساب!! لكنه يواصل السقوط.. ولعل ما تفعله إسرائيل الآن وهى تحاصر المستشفيات الفلسطينية وتطلب إخلاءها وتهدد بقصفها يلغى أى محاولة للتشكيك فى مسئوليتها عن جريمة قصف المستشفى الانجيلى التى أودت بحياة المئات من المرضى والنازحين.. تلك هى الصورة التى ستبقى لإسرائيل من «المحرقة» التى تشنها فى غزة والتى تستعد لنقلها إلى الضفة الغربية ثم إلى المنطقة كلها.. إذا لم يتحرك العالم بجدية لوقف هذا الجنون الذى لم نشهده منذ سقوط النازية!!