السلوك النازى ليس له حدود. ينتقل من مجزرة إلى أخرى حتى يصل - كما رأينا بالأمس - إلى الجريمة الكبرى بقصف إسرائيل للمستشفى فى غزة الذى راح ضحيته أكثر من خمسمائة شهيد حتى الآن. جريمة تعرف إسرائيل أنها ستصدم الرأى العام العالمى كله، وأنها ستضع الحكومات الغربية التى وضعت كل إمكانياتها لدعم حرب الإبادة على شعب فلسطين فى حرج شديد. ولذلك بدأت على الفور فى محاولة «التشويش» على ما حدث وإنكار المسئولية عنه وتحميلها للمقاومة الفلسطينية!! المتحدث باسم الجيش الاسرائيلى ظهر - بعد ساعات - فى مؤتمر صحفى ردد فيه الأكاذيب الإسرائيلية. الغريب حقاً أن الرئيس الأمريكى بايدن الذى بدأ «زيارة حرب» لإسرائيل بعد ساعات من الحادث حرص فور وصوله على تأكيد انحيازه للرواية الإسرائيلية محملاً «الطرف الآخر» ويقصد الفلسطينيين المسئولية عن الجريمة البشعة.. وهو يعرف الحقيقة بالتأكيد من مصادر المعلومات الأمريكية، ويعرف أن إسرائيل طلبت من المستشفى المعمدانى الإنجيلى الذى تم قصفه وغيره من مستشفيات غزة إخلاء المستشفيات التى رفضت ذلك، ويعرف أيضاً أن مدير المستشفى تلقى عدة مكالمات من السلطات الإسرائيلية (آخرها قبل القصف بساعات) تطلب إخلاء المستشفى أو تحمل العواقب. ويعرف أيضا أن مستشفى آخر (هو المستشفى الأوروبى) قد تم قصفه بعد دقائق من قصف المستشفى المعمدانى، لكن القصف وقع فى محيط المستشفى وأصاب جزءاً من المبانى!! الموقف واضح تماماً.. هى حرب إبادة ومؤامرة لتهجير سكان غزة (وبعدها سكان الضفة) لتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر ثم الأردن.. وهو المستحيل بعينه مهما كانت الضغوط، ومهما تصاعد الدعم الأمريكى لإسرائيل الذى وصل إلى حد الشراكة الكاملة وتقديم الدعم المالى والسياسى والعسكرى لحكومة نازية واحتلال عنصرى مصيره - مهما تلقى من دعم - هو الزوال. كان لابد من إلغاء القمة الرباعية التى كانت ستعقد فى عمان وتضم الرئيس الأمريكى وزعماء مصر والأردنوفلسطين. لتبقى زيارة الرئيس الأمريكى فى نطاقها الطبيعى.. لقاء حرب مع نتنياهو وباقى القيادات المسئولة عن حرب الإبادة التى تجرى ضد شعب فلسطين الذى مازال يجمع أشلاء مئات الشهداء فى مذبحة المستشفى التى ارتكبتها النازية الإسرائيلية فى حراسة البوارج الأمريكية!!