إسرائيل تهدد باقتحام غزة برياً، وتحقيق هدفها الثابت بالقضاء على حماس، وتتخذ كل الطرق لجعل سكان غزة رهائن، بالقتل والهدم والترويع والتجويع ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وإذا سمحت فهى تصر ألا تذهب إلا لجنوب غزة. وزير الدفاع الأمريكى أدلى بتصريحات ملخصها أن إسرائيل إذا دخلت غزة فلا أحد يعلم متى تخرج منها، بسبب شبكة الأنفاق المعقدة التى أنشأتها حماس، وسيمتد أجل الصراع فى الشرق الأوسط إلى فترة طويلة، يزداد خلالها جنون الآلة العسكرية الإسرائيلية كلما زادت خسائرها. غزة ليست شارعاً ولا حارة، وإنما مدينة مزدحمة يسكنها مليونان ونصف، مكتظة بالسكان، ودخولها سيكون على بحور من الدماء والأنقاض والأشلاء. أمريكا والغرب، هدفهم هو القضاء على حماس، وليسوا متحمسين لإدخال المعونات الإنسانية إلا بعد الضغوط المصرية المشددة، ويضغطون للإفراج عن الرهائن دون قيد أو شرط، ويرفضون بشدة إدانة إسرائيل. وأمريكا تتجه للتصعيد العسكرى بدعم إسرائيل بأحدث الأسلحة وإرسال حاملات الطائرات لشرق المتوسط، ودخولها الحرب بجانب إسرائيل بشكل مباشر، وتزداد مخاوف من اندلاع حروب إقليمية فى المنطقة تمتد لشهور وربما سنوات. الموقف العربي، يحاول التوازن بين غضب الجماهير العربية والتزامات الحكام إزاء المجتمع الدولي، وبعد انتظار بدأت المساعدات العربية تأتى لسيناء من بعض الدول ، ولكن لم تمتد جسور جوية مثلما يحدث فى الحوادث المشابهة والكوارث الطبيعية. والسؤال هنا: كيف يكون الموقف العربى إذا وسعت إسرائيل نطاق الصراع، وأدخلت أطرافاً أخرى وحولت الأزمة إلى حرب إقليمية؟ الدول الغربيةوأمريكا ترفض مقايضة حماس بأي وعود، حتى لو أدى الأمر إلى التضحية بالرهائن، وتؤكد: لا تفاوض ولا مساومة والإفراج دون أى مقابل. فماذا تفعل حماس؟ وهل تستمر فى إصرارها وعدم الإفراج عن الرهائن؟ خصوصاً وأن إسرائيل والغرب يرفضون تماماً وساطة الدول ذات الاتصال بالجانبين. الموقف المصرى المتوازن يؤكد أن البديل هو السلام وليس التصعيد، فلن تكون هناك دولة فى المنطقة بمنأى عن الخطر إذا اندلع صراع إقليمى فى المنطقة، وسوف يتأثر العالم كله بالصراع بصورة ربما تفوق الحرب الأوكرانية. موقف مصر يتلخص فى أمرين فى مؤتمر القاهرة للسلام: الأول رفض التهجير إلى سيناء والثانى عدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية.. ورسالة مصر للعالم كله «السلام وليس التصعيد»، وعدم الزج بالمنطقة فى صراع إقليمى ستكون نتائجه كارثية، والأمور شديدة التعقيد. كان مؤتمر القاهرة للسلام كاشفاً لسيناريوهات المستقبل التى قد تكون كارثية، إذا استمرت إسرائيل والغرب فى التصعيد، وكما قال الرئيس «دعونا نوجه رسالة أمل لشعوب العالم، بأن غداً سيكون أفضل من اليوم».