ما يحدث فى غزة على أرض الواقع من اعتداء سافر يشنه الاحتلال الإسرائيلى على الفلسطينيين، فاق كل مشاهدته فى الخيال على الشاشات من مجازر واعتداءات من قبل الأشرار أعداء الحياة والإنسانية. المشهد المؤلم كشف أمام شاشة العالم الأشرار الحقيقيين الذين فاقوا المغول والتتار.. فاقوا حتى لم ألقى بالقنبلة النووية. هنا أدعوا مخرجى العالم وأقول لهم حان وقتكم لتسجلوا فى أعمالكم الفنية ما يرتكبه الشرير الأكبر فى حق شعب أعزل.. لستم فى حاجة إلى لسيناريوهات وتأليف قصص، تلك هى القصة الأم التى يمكنكم من خلالها تسجل ما يحدث الصوت والصورة.. لستم فى حاجة لبطل خارق تصنعونه.. لستم فى حاجة لصنع دراما قوامها الشرير والمنقذ فنحن أمام الدراما الحقيقية.. بل منتهى الدراما. أبطالكم اليوم هم الشعب الذى يدافع عن أرضه.. أبطالكم يجب أن يكونوا الأمهات والأطفال والعجائز الذين يقفون بدمهم ولحمهم ضد عدو غاشم محتل لا ضمير له. أنت أيها ال «سبيلبيرج» يا من صنعت فيلما عن ما أطلق عليه الهولوكوست ضد اليهود، أفلام كثيرة تحدثت عن الهولوكوست والنازية وهتلر والمحارق وما حدث لليهود، فى «قائمة شندلر».. أين أنت الآن مما يحدث من محرقة أكبر، ألم يلهمك المشهد وتلك الإبادة؟!! الإحصائيات تقول إن عددا ضخما جدًا من الأفلام السينمائية العالمية وصلت إلى حوالى 200 فيلم تناولت «الهولوكوست» وهو اصطلاح يطلق على الإبادة الجماعية التى تعرض لها اليهود على أيدى النازيين خلال الحرب العالمية الثانية فى إشارة منها إلى الظلم والاضطهاد الذى تعرض له اليهود، رغم ما يشوب الأمر من مغالطات. تحرك سينمائيو العالم على شبه أوهام ليخلدوا ذكرى مشكوك فى وقائعها، لماذا لا يتحركوا اليوم لتسجيل واقع حى أمام الأعين. أين أنتم أيها المخرجون الأمريكيون الذين تناجون الشعوب للوقوف مع الإنسانية باسم الحرية، مما يقدمه الرئيس الأمريكى من دعم للأشرار لإبادة بشر أبرياء واغتصاب حياتهم.. هذا هو «الشر المطلق». ..أين أنت يا أوليفر ستون، وأين أنت يا مايكل مور، وأين أنت ياجورج كلونى؟، ماذا تنتظرون للتحرك والبدء فى إدانة ما يحدث سينمائيا؟. عندما قدمتم أفلاما عن أحداث 11 سبتمبر قلتم أنكم تدافعون عن أبرياء قتلوا، واليوم كيف ترون هذا القتل الجماعى، ألم يكن الضحايا الفلسطينيون بشرا أيضا؟! المشهد بأكمله أمامكم.. والتاريخ سوف يكون شاهدا عليكم إذا تخلفتم عنه.
