تهتم السينما العالمية، وعلى رأسها الأمريكية بقضية ال«هولوكوست»، أو (محرقة «هتلر» لليهود) التى حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية..حيث تصدرت أفعال النازية الوحشية، مئات الأفلام، لكسب تعاطف الجمهور تجاه القضية الإسرائيلية. وبمجرد البحث عن كلمة ال«Holocaust»، ستجد أن عدد الأفلام، التى تناولتها سواء بشكل مباشر، أو حتى بإشارة سريعة، يتجاوز ال 897 فيلمًا، بينما تناول أكثر من200 فيلم قصة «الناجون من المحرقة»، وذلك وفقًا لموقع (IMDB)..ليبلغ مجموع الأعمال التى ذكرت، أو عالجت قصة «الهولوكوست» أكثر من ألف فيلم، منذ عام 1945 حتى الآن! ويعد آخر تعاطف غربى مع محرقة اليهود، هو إنتاج فيلمين، أحدهما درامى، والآخر فيلم تحريك.. مما يوضح أنه حتى الأطفال لن يسلموا من زرع القضية داخل عقولهم الصغيرة. فيلم الرسوم المتحركة «My Father's Secrets»، أو «أسرار أبى»، المقرر عرضه فى الربع الثانى من عام 2020، مقتبس عن رواية مصورة للمؤلف الإسرائيلى «ميشيل كيشكا»، والتى توثق تجربة والده أثناء وبعد المحرقة، إلى أن ينتهى الأمر بقيام الأب والابن بزيارة تملؤها العواطف الجياشة والمتضاربة إلى معسكر «أوشفيتز»، وهو معسكر نازى للاعتقال والإبادة، يتكون من ثلاثة معسكرات رئيسية، و45 معسكرًا فرعيا، وصمم ليهود (أوروبا)، حيث تم نقلهم بالقطارات فى الفترة بين عامى 1942 حتى عام 1944 إلى غرف الإعدام بالغاز فى هذا المعسكر.. الفيلم الناطق باللغتين الإنجليزية والفرنسية، والمعروف سابقًا باسم «الجيل الثانى»، من إخراج «خافير بيكارت، وفيرا بيلمونت». وقد قالت عنه المخرجة «بيلمونت»: «إن الفيلم سيتناول ذكريات المحرقة، وضحاياها، الذين نقلوا هذه الذكريات لأطفالهم.. وتظهر قصة الفيلم أيضًا كرد فعل لكل منهم، وكيف يتغلبون على هذا الماضى، الذين هم جزء منه، ولكنه فى الوقت نفسه ليس ماضيهم»؟ ومن جانبه قال الرئيس التنفيذى لشركة «SC Films»، «سايمون كرو»، إن: «قصة الفيلم قوية، ومؤثرة على القلب، لأنه يعكس فظائع الحرب. وفى الوقت ذاته، يظهر قدرة التحمل المدهشة للروح البشرية». كما أكد موقع «ديد-لاين»، أن شركة «SC Film» –الشركة الموزعة للفيلم– ستقوم بعرضه فى مهرجان تورونتو السينمائى الدولى، من 6 إلى 10 سبتمبر. أما الفيلم الآخر المنتظر عرضه العام القادم، فهو فيلم «Ruin»، أو «خراب» من بطولة «مارجوت روبى، وماتياس شوينارتس»، وإخراج «جوستين كورزل». قصة الفيلم التى كتبها «ماثيو كى. فابيرو، ورَيان فابيرو»، تتناول فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية فى دولة (ألمانيا)، وتدور حول إحدى الناجيات من المحرقة، والتى تلعب دورها «روبى» التى تضطر إلى تحالف -غير مرغوب فيه- مع قائد من وحدات «إس.إس» السابق، من أجل سعيها إلى الانتقام الشديد، ويبدأ الثنائى المتعاون فى مطاردة أعضاء وحدة هذا القائد، الذى سيساعدها ليعوض عن جرائمه..ووحدة «إس.إس»، المعروفة باسم «شوتزشتافل» أيضًا، هى منظمة كانت تابعة إلى الحزب النازى الألمانى، وأنشئت عام 1925، وكلفت - حينها - بمهمة حماية «أدولف هتلر». ولكن فى عام 1945، تم حظر عملها، واعتبرت منظمة إجرامية للدور الذى قامت به فى المحرقة. يذكر أن أول فيلم روائى تناول المحرقة، هو الفيلم الروسى، «غير المقهور»، والمعروف عالميًا باسم «The Taras Family»، أو «عائلة تاراس». رغم كون فيلم «None Shall Escape» الأمريكى، من إخراج «أندرى ديتوث»، وبطولة «مارشا هانت، وألكسندر نوكس، وهنرى ترافرز»، هو أول ما تطرق للنازية.. لكن الروسى هو أول ما أظهر الإعدام الجماعى لليهود تحديدًا. وحاز على جائزة «مهرجان البندقية» فى عام 1946. أما آخر فيلم عن «المحرقة»، فهو الفيلم الروسى أيضًا «Sobibor»، الذى عرض بشهر مايو الماضى..وتدور القصة حول جندى يهودى سوفيتى يسمى «ألكسندر بيشيرسكى»، المولود فى جنوب (روسيا)، والذى تحول إلى بطل فى الحرب ضد النازية، ويتناول الفيلم قصة معسكر «سوبيبور» النازى، الذى كان يحتجز فيه عدد من اليهود، وانتفاضتهم ضد هذا المعسكر. الفيلم من إخراج، وبطولة «قسطنطين خابنسكى». عدد من أفلام «الهولوكوست» أشاد بها النقاد - حسبما أوضح موقع «رانكر»-، ومنها: «قائمة شاندلر»، 1993، من إخراج، وإنتاج «ستيفن سبيلبرج».. والذى تناول من خلاله قصة حياة (أوسكار شندلر)، وهو رجل الأعمال الألمانى المسيحى، الذى أنقذ 1100 يهودى بولندى من القتل فى «الهولوكوست». وحاز الفيلم على 24 جائزة سينمائية عالمية، بينها سبع جوائز «أوسكار»، وثلاث «جولدن جلوب». أما الفيلم الثانى، فهو السيرة الذاتية «The Pianist»، أو «عازف البيانو»، من إخراج «رومان بولانسكى»، وبطولة النجم «أدريان برودى»..وهو فيلم مقتبس أيضًا عن كتاب بنفس الاسم، عبارة عن مذكرات كتبها عازف البيانو البولندى اليهودى (فلاديسلاف شبيلمان)، وهو أحد الناجين من المحرقة، حول ما عايشه أثناء تلك الفترة.. وقد نال الفيلم 22 جائزة سينمائية عالمية، بينها: جائزة «السعفة الذهبية» فى مهرجان «كان» السينمائى عام 2002، وأيضًا جوائز أوسكار «أفضل مخرج، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل ممثل». ويعد الفيلم الإيطالى الدراما-الكوميدى «لا فيتا ايه بيلا»، والمعروف عالميًا باسم «Life Is Beautiful»، أو «الحياة حلوة»، الذى عرض عام 1997، أحد أكثر الأفلام التى أثارت جدلًا واسعًا.. حيث تدور قصته حول أمين مكتبة يهودى متفتح، يوظّف خياله الخصب لحماية ابنه من أهوال الاعتقال فى المعسكر النازى. ويقال إن الفيلم مستوحى جزئيًا من رواية «فى النهاية لقد هزمت هتلر»، للكاتب الإيطالى «روبينو روميو سالمون». حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، رغم الانتقادات الواسعة حول تقديم القضية فى شكل كوميدى..فقد فاز ب22 جائزة سينمائية، بينها ثلاث جوائز «أوسكار» ل«أفضل فيلم أجنبى، وأفضل ممثل، وأفضل موسيقى»..وهو من إخراج، وسيناريو، وبطولة «روبرتو بينينى». أما الإسرائيلون - فيفضلون -وفقًا لجريدة «هآارتس» الإسرائيلية-، عددًا من الأفلام، على رأسها الفيلم المجرى «Son Of Saul»، أو «ابن شاؤول»، الذى عرض عام 2016.. والذى تناولت أحداثه معسكر «أوشفيتز» للاعتقال.. حيث يجد السجين المجرى اليهودى «شاؤول أوسليندر» نفسه مجبرًا على العمل فى وحدة «سوندركوماندو» -وهى الوحدة التى يجبر فيها السجناء على مساعدة السجانين النازيين فى التخلص من جثث اليهود، الذين تم حرقهم، بل -قبل ذلك- استدراجهم إلى الأفران، ويدرك سجناء هذه الوحدة ومنهم البطل، بأنهم إن لم يفعلوا ما يؤمرون به، فسيكونون هم الضحية القادمة. الفيلم حاز على 27 جائزة سينمائية عالمية، بينها جائزتا أوسكار وجولدن جلوب، أفضل فيلم أجنبى و4 جوائز لمهرجان «كان». وهو من إخراج، وسيناريو «لازلو نيميس». ويذكر أن الحكومة الإسرائيلية استغلت -بالطبع- قضية «الهولوكوست» سينمائيًا..حيث وصل عدد الأفلام التى صنعتها السينما الإسرائيلية كاملة، أو شاركت فى إنتاجها مع دول أخرى، وتدور أحداثها حول المحرقة، أو مجرد إشارة للواقعة، إلى 191 فيلمًا، وفقًا لموقع «إسرائيل فيلم سنتر».