د. حسن أبو طالب يكتب: بروتوكول تعاون بين هيئة المجتمعات العمرانية والأكاديمية الوطنية للتدريب

ظلال

في المشهد الديناميكي للتنمية الحضرية في مصر، تمتلك هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة كل الأدوات المطلوبة لإنشاء وإدارة مدن جديدة وفق أحدث التقنيات التي وصل إليها العالم. وفي قلب هذا المسعى يكمن الدور الحاسم الذي يلعبه الموظفون الذين يخدمون الجمهور في الجهاز الإداري لكل مجتمع عمراني، حيث يقدمون خدمات متنوعة تشمل استصدار التراخيص، والتسجيل العقاري، وتسليم الوحدات السكنية أو التجارية والإدارية وغيرها الكثير من الخدمات والتسهيلات. وللارتقاء بجودة تقديم الخدمات، فمن الأهمية بمكان التأكيد على ضرورة ترقية مهارات الاتصال لدى الموظفين بمختلف مستوياتهم الوظيفية.
يعمل التواصل الفعال كحجر الزاوية لبناء روابط قوية بين الموظفين والجمهور. ويمثل الواجهة الأساسية لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ومن هذا المنطلق يتعين أن يتحلى الموظفون بمهارات اتصال قوية لإقامة قنوات اتصال إيجابية، وغرس الثقة في نفوس المترددين على أجهزة المدن، وإظهار المهنية في التعامل. فمن خلال التعامل مع الجمهور بطريقة ودية لائقة، يخلق الموظفون جوا من الشفافية، مما يعزز ثقة الجمهور في قدرات الهيئة.
تمكّن مهارات الاتصال المُتقنة الموظفين من فهم احتياجات المواطنين. ومن خلال الاستماع الفعال والتعبير بوضوح والتعامل بود، يمكن للموظفين تقديم معلومات دقيقة في وقت أقصر، وتقليل الأخطاء وسوء الفهم. يضمن التواصل الواضح والموجز حصول الأفراد على المساعدة اللازمة بكفاءة، وتقليل تأخير إنجاز المهام وتعزيز كفاءة تقديم الخدمات بشكل عام.
ترتبط سمعة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ارتباطا وثيقا بمهارات الاتصال لدى موظفيها. ومن خلال الاستثمار في تعزيز هذه المهارات، يمكن للهيئة تعزيز صورتها كمزود لخدمات عالية الجودة. حيث تخلق التجارب الإيجابية التي يشاركها المتعاملون مع مختلف إدارات أجهزة المدن تأثيرا مضاعفا، قد يجذب مزيدا من الاستثمارات ويعزز نجاح الهيئة على المدى الطويل بسمعة طيبة، مبنية على التواصل الفعال، بما يمهد الطريق لمدن جديدة نابضة بالحياة والازدهار.
وعلى غرار بروتوكول التعاون المبرم ما بين وزارة التنمية المحلية، والأكاديمية الوطنية للتدريب؛ بهدف إعداد وتأهيل وتدريب القيادات والكوادر البشرية لإدارة الوحدات المحلية ومتابعة أداء مهامها، أتمنى أن يقوم الدكتور عاصم الجزار - بصفته رئيسًا لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة – بتوقيع هكذا بروتوكول مع الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب، من أجل رفع كفاءة مهارات الاتصال لكوادر مختلف أجهزة المدن الجديدة من خلال برامج تدريبية متخصصة يتم إعدادها وفق المهام الخاصة بكل فريق عمل. وبما أعرفه عن الدكتور عاصم من الإيمان بأهمية تدريب الكوادر البشرية، أثق تماما بأنه سيتلقف الفكرة، ويوجه بدراستها وتنفيذها.
في الوقت الذي تسعى فيه هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة جاهدة لإنشاء وإدارة مدن ذكية متقدمة من الجيل الرابع، لا نبالغ إذا قلنا بأن ذلك لا يتأتى من دون رفع مستوى مهارات الاتصال لدى موظفيها. إن إدراك أهمية التواصل الفعال والاستثمار في برامج التدريب المتخصصة يضمن حصول المصريين والأجانب المتعاملين مع أجهزة المدن الجديدة على أعلى مستوى من الخدمة، وتعزيز المجتمعات الحضرية النابضة بالحياة والاستدامة. نحن في أمس الحاجة إلى بناء جسور التوصل الفعال مع الجمهور، من أجل آن تزدهر المجتمعات الحضرية الجديدة في مصر.