يجتمع الزعماء العرب في مدينة جدة السعودية في قمة عربية جديدة يتوقع أن تناقش العديد من الملفات المهمة على الساحتين العربية والإقليمية في ضوء الوضع العربي الراهن. ومن أبرز القضايا المثارة على طاولة المفاوضات في القمة العربية مستجدات القضية الفلسطينية، والتي تعتبر بمثابة القضية الأولى للعرب. ويأتي انعقاد القمة هذا العام بعد أيام قليلة من عدوان إسرائيلي غاشم على أراضي قطاع غزة دام لخمسة أيام بين 9 مايو و13 مايو، إلى أن تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية برعاية مصرية. وخلّف العدوان الإسرائيلي الأخير 33 شهيدًا في قطاع غزة، بينهم 6 أطفال و4 سيدات، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية. عضوية فلسطينبالأممالمتحدة ومن ضمن الموضوعات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتي ينتظر أن تخرج القمة العربية بخطوات تجاهها هي مسألة سعي فلسطين نحو نيل العضوية الكاملة في الأممالمتحدة كدولة مستقلة. وتسعى السلطة الفلسطينية جاهدة في هذا الملف، وسبق أن تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في سبتمبر عام 2011 بطلب لنيل العضوية الكاملة في الأممالمتحدة للأمين العام آنذاك بان كي مون، إلا أن الطلب واجه حجرًا عثرًا تمثل في استخدام الولاياتالمتحدة حق النقض "الفيتو" ضد الطلب الفلسطيني. ووفقًا لقوانين الأممالمتحدة، فإن أي انضمام لعضو جديد للأمم المتحدة يتطلب موافقة مجلس الأمن أولًا بتصويت 9 أعضاء على الأقل من أصل 15 لصالح مشروع القرار شريطة ألا تستخدم أي من الأعضاء الخمسة الدائمة (الولاياتالمتحدة- بريطانيا- فرنسا- روسيا- الصين) حق "الفيتو"، ثم بعد ذلك يُعرض على الجمعية العامة لتصوت بأغلبية الثلثين لصالح العضوية. ومع استخدام واشنطن الفيتو ضد نيل فلسطين العضوية الكاملة مباشرة، توجهت دولة فلسطين مباشرة إلى الجمعية العامة وتمكنت من نيل صفة "مراقب غير عضو" في الأممالمتحدة في 29 نوفمبر 2012، شأنها شأن دولة الفاتيكان. ولكن ما تزال فلسطين تتوق إلى نيل العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، كدولة مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، وفق ما أقرت الشرعية الدولية والأممالمتحدة نفسها. دعم الجامعة العربية لعضوية فلسطين وتدعم الجامعة العربية فلسطين في طلبها، وقررت القمة العربية السابقة في الجزائر، والتي عُقدت في نوفمبر الماضي، تشكيل لجنة وزارية عربية لدعم حق فلسطين في نيل العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. وفي غضون ذلك، يقول السفير الفلسطيني دياب اللوح، خلال مقابلة مع "بوابة أخبار اليوم"، "فلسطين بالمعايير الدولية تمتلك مؤسسات الدولة بشكلٍ كاملٍ، وتمتلك أنظمة دولة متكاملة، وما ينقصها فقط هو موافقة مجلس الأمن الدولي، وهذا يتطلب موافقة أمريكا، وحتى لو كان لدينا 9 أعضاء من 15 وأمريكا استخدمت حق النقض "الفيتو"، فمجلس الأمن لن يتمكن من مخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنح دولة فلسطين عضوية كاملة". ويضيف: "نحن أخذنا صفة مراقب غير عضو في 29 نوفمبر 2012 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أن رفض مجلس الأمن منحنا العضوية الكاملة بفيتو أمريكي، لذلك سنواصل هذه الجهود، والقمة العربية في الجزائر شكلت لجنة وزارة عربية لمتابعة حق فلسطين في الحصول على عضوية كاملة". ويتابع: "هذه اللجنة من المفترض أن تجتمع على هامش القمة في السعودية بجدة لوضع خطة تحرك في الفترة المقبلة لدعم التوجه الفلسطيني". وشدد السفير الفلسطيني قائلًا: "نحن نتمسك بالعمق العربي والعمل العربي المشترك والقضية الفلسطينية كانت ولا زالت تمثل القضية الأولى للعرب، ونحن نتطلع إلى الكثير من هذه القمة، وليس لدعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه في مواجهة السياسات والمخططات والجرائم الإسرائيلية فقط، وإنما أيضًا لدعم الشعب الفلسطيني في تحركه السياسي والدبلوماسي والقانوني للحصول على عضوية كاملة في الأممالمتحدة، ومن أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين وتشكيل أوسع جبهة دولية ممكنة للضغط على حكومة إسرائيل لإنهاء احتلالها لأرض دولة فسطين وللشعب الفلسطيني، ووضع المنطقة بأكملها على أعتاب مرحلة جديدة، ومن أجل منفعة متبادلة، والفيصل في المبادرة العربية للسلام، والتي فيها خطة متكاملة من الألف إلى الياء. وأشار إلى أن القمة العربية يمكن أن تضع خطة لإستراتيجية على مدار العام المقبل لحين انعقاد القمة العربية المقبلة، وهذه الخطة تضبط مجمل التحرك السياسي والدبلوماسي العربي لخدمة القضية.