أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس 27 أبريل، عن خسائر الجيش الأوكراني خلال ال24 الساعة الماضية، والتي وصلت إلى 670 جنديًا ومقاتلًا، إضافة إلى إسقاط مقاتلة أوكرانية من طراز "سو-24". وجاء ذلك ضمن تقرير سير العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا ليوم الخميس 27 أبريل، حيث تابع التقرير بتنفيذ ضربة مركزة بأسلحة بحرية بعيدة المدى عالية الدقة على نقاط انتشار احتياطيات الأوكرانيين، وتم ضرب جميع الأهداف بدقة، ما سيحظر تقدم وحدات مشاة البحرية للقوات المسلحة الأوكرانية إلى مناطق العمليات القتالية. اقرأ أيضًا: تحطم مقاتلة روسية في منطقة مورمانسك شمال البلاد كما أصابت الضربات الجوية ونيران المدفعية لمجموعة "الغرب" في اتجاه كوبيانسك أصابت نقاط تمركز الأفراد والمعدات العسكرية في حيث تم صد أعمال 4 مجموعات تخريب واستطلاع أوكرانية في جمهورية لوجانسك الشعبية ومنطقة خاركوف، وبلغت خسائر الأوكرانيين ما يصل إلى 110 جنديا، وتدمير مدرعتين قتاليتين و3 مركبات إضافة إلى راجمة "جراد". وفي اتجاه كراسنوليمان، أصابت نيران المدفعية وأنظمة قاذفات اللهب الثقيلة لمجموعة "المركز" عددا من الأهداف في وحدات القوات المسلحة الأوكرانية في جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، حيث ألحقت بالجيش الأوكراني خسائر تصل إلى أكثر من 70 جنديا أوكرانيا، وتدمير مدرعة قتالية، ومركبتين، ومدفع هاوتزر D-30، ومدفع "جفوزديكا". وفي اتجاه دونيتسك، نجحت مفارز الهجوم من خلال عملياتها النشطة في السيطرة على 4 أحياء في الجزء الشمالي الغربي والغربي والجنوبي الغربي من مدينة أرتيوموفسك، فيما تحاصر وحدات القوات المحمولة جوا الضواحي الشمالية والجنوبية للمدينة، وتدعم الأعمال القتالية لمفارز الهجوم. كما ألحقت قوات الجنوب، خسائر بين صفوف الأوكرانيين في مناطق قرى ستوبوتشكي وتشاسوف يار وكالينينا. وتم تنفيذ 4 طلعات جوية خلال ال 24 ساعة الماضية، كما أتمت وحدات المدفعية 59 مهمة لإطلاق النار، وبلغت خسائر الاوكرانيين على هذا المحور أكثر من 400 جندي أوكراني ومرتزقة، وتدمير مدرعتي مشاة، و6 مدرعات قتالية، و4 مركبات، ومدفع هاوتزر D-20 وآخر D-30 إضافة إلى مدفع "جفوزديكا، وإضافة إلى ذلك تم تدمير رادار مضاد للبطاريات من طراز AN/TPQ-50 أمريكي الصنع. وفي اتجاه جنوب دونيتسك وزابوروجيه، ألحقت الضربات الجوية ونيران المدفعية من مجموعة "الشرق" خسائر تقدر ب 60 جندي وتدمير مدرعة لنقل الجنود، ومركبة قتالية لنظام الصواريخ المضادة للطائرات Tor-M1، و3 مركبات، ونظام مدفعي M777 أمريكي الصنع، كما تم تدمير مستودعات الذخيرة للواء رقم 72 الميكانيكي بجمهورية دونيتسك الشعبية. وفي اتجاه خيرسون، تم تصفية ما يصل إلى 30 جندي أوكراني و4 قاذفات لنظام الصواريخ "إس-300" المضادة للطائرات، ومدفع "جيبارد" المضاد للطائرات ألماني الصنع، وسيارتين، ومدفعي هاوتزرD-30. وألحق الطيران العملياتي والتكتيكي والقوات الصاروخية والمدفعية لمجموعة "سيلا" أضرارا ب 78 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق النيران في 109 مقاطعة. وتم إصابة مراكز القيادة والمراقبة لوحدات قوات العمليات الخاصة الأوكرانية "الجنوبية"، ولواء المشاة الميكانيكي رقم 110، ولواء المشاة الآلي رقم 58، وتم تدمير محطتي رادار أوكرانيتين لكشف وتتبع الأهداف الجوية في جمهورية دونيتسك الشعبية. كذلك أسقطت القوات الجوية الفضائية الروسية مقاتلة أوكرانية من طراز "سو-24"، واعترضت أنظمة الدفاع الجوي 4 صواريخ من راجمات "هيمارس"، وتم إسقاط 21 طائرة مسيرة أوكرانية في منطقتي خاركوف وخيرسون وجمهوريتي لوجانسك ودونيتسك الشعبيتين. إجمالا، ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا تم تدمير ما يلي: 413 طائرة، و228 مروحية، و3882 طائرة بدون طيار، و421 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و8878 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و1095 راجمة صواريخ متعددة، و4671 قطعة مدفعية ميدانية وقذائف هاون، و9805 مركبات عسكرية خاصة. وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم. واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين. وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين. وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق". ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة". وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه. وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة. ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا". إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض. وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة". وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو". وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف. وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت. وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية. وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير ل"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي. إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت". لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقيةوأوكرانيا أيضًا. ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.