أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الاثنين 14 نوفمبر، عن مقتل أكثر من 290 عسكري أوكراني بمناطق مختلفة خلال الاشتباكات على جبهات القتال المختلفة في إطار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وأعلن عن ذلك المتحدث الرسمي باسم وزارة دفاع الاتحاد الروسي، إيجور كوناشينكوف، في تقريره اليومي لسير العملية العسكرية لليوم. اقرأ أيضًا: روسيا تعلن القضاء على أكثر من 120 جنديا أوكرانيا على محور كوبيانسك وفي سياق متصل، تم إحباط محاولة هجوم فاشلة قامت بها مجموعتان تكيكيتان من سرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في اتجاه قرية كزيموفكا بجمهورية لوجانسك الشعبية، ونتيجة لأضرار النيران تم إيقاف وحدات العدو وإعادتها إلى خط البداية، حيث تم تصفية أكثر من 120 جنديًا أوكرانيًا و6 دبابات و5 مركبات قتال مشاة و3 مدرعات و5 مركبات، حسبما أفادت "روسيا اليوم". وفي اتجاه كراسنوليمان، ونتيجة للأعمال النشطة لوحدات القوات الروسية، تم صد هجوم شنته سرايًا مشاة بمحركات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، المعززة بمرتزقة أجانب، في اتجاه قرية تشيرفونوبوفكا بجمهورية لوجانسك الشعبية، وبلغت خسائر العدو خلال ال 24 ساعة في هذا الاتجاه 90 جنديًا ومقاتلًا أوكرانيًا بين قتيل وجريح و5 مركبات قتالية مدرعة و6 شاحنات صغيرة. وفي اتجاه جنوب دونيتسك، حالت الأعمال النشطة للقوات الروسية ونيران المدفعية دون محاولة من قبل سرية مشاة آلية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية للهجوم في اتجاه قرية نوفوسيلكا بجمهورية دونيتسك الشعبية، وتم تصفية أكثر من 80 عسكريًا أوكرانيًا ودبابة ومركبتي مشاة قتالية ومدرعتين و3 مركبات. وكذلك فقد ضرب الطيران العملياتي والتكتيكي والقوات الصاروخية والمدفعية 3 مواقع قيادة للقوات المسلحة الأوكرانية في مناطق قرى كوبيانسك بمنطقة خاركوف وستيلماخوفكا بجمهورية لوجانسك الشعبية وتشرنوبايفكا بمنطقة خيرسون إضافة إلى 54 وحدة من وحدات المدفعية في مواقع إطلاق النار ونقاط تمركز الأفراد والمعدات العسكرية في 174 مقاطعة. وتم تدمير محطي رادار مضادتين للبطاريات أمريكية الصنع AN/TPQ-50 في مناطق قرى زيليوني جاي بمنطقة خاركوف وألكسندرو-كالينوفو بجمهورية دونيتسك الشعبية. وفي منطقة قرية فولنيانسك بمنطقة زابوروجيه، تم تدمير رادار منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية "إس-300" المضادة للطائرات، كذلك تم تدمير مستودع أسلحة ومعدات عسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية بالقرب من قرية لفوفو بمنطقة خيرسون، وتم تدمير منشأة لتخزين الوقود للمعدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية بالقرب من مدينة خاركوف. وقامت المدفعية الروسية، بقمع بطاريتين من راجمات الصواريخ "هيمارس" و"فيلخا" في مناطق قرى كيربوتينو بمنطقة زابوروجيه وبوروزينسكويه بمنطقة خيرسون. ودمرت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 6 طائرات مسيرة في جمهورية لوجانسك الشعبية ومنطقة زابوروجيه، وتم اعتراض 3 صواريخ من راجمات الصواريخ "هيمارس". وإجمالًا، ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا تم تدمير ما يلي: 333 طائرة، و176 مروحية، و2504 طائرة بدون طيار، و388 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و6593 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و891 راجمة صواريخ متعددة، و3577 قطعة مدفعية ميدانية وقذائف هاون، و7216 مركبات عسكرية خاصة. وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم. واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين. وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين. وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق". ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة". وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه. وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة. ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا". إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض. وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة". وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو". وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف. وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت. وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية. وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير ل"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي. إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت". لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقيةوأوكرانيا أيضًا. ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.