كل الدلائل تؤكد أن عزلة سوريا سوف تنتهى قريبا وأن عودتها للجامعة العربية أصبحت وشيكة حيث حدث حراك دبلوماسى كثيف فى الشهرين الماضيين بدأته القاهرة بالمضى قدمًا فى إذابة الثلوج مع سوريا حيث زار سامح شكرى وزير الخارجية المصرى العاصمة السورية دمشق فى فبراير على إثر الزلزال الذى أصاب كلا من سوريا وتركيا وأجرى محادثات مهمة مع الرئيس السورى بشار الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد. وفى الآونة الأخيرة، بذلت جهود إقليمية لإنهاء عزلة سوريا. حيث زار سوريا أكثر من مسئول عربى وزار الرئيس السورى بشار الأسد سلطنة عمان والإمارات، ويمكن القول أن الاتصالات بين الرياضودمشق اكتسبت زخما بعد اتفاق إعادة العلاقات بين السعودية وإيران، وهى الحليف الرئيسى للرئيس السورى بشار الأسد. ولذلك كانت عودة العلاقات بين الرياضودمشق بمثابة أهم خطوة حتى الآن فى تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد الذى قاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية فى عام 2011. ويشير هذا التطور إلى الدور الذى قد يلعبه الاتفاق بين طهرانوالرياض فى أزمات أخرى فى المنطقة حيث أدى التنافس بينهما إلى تأجج النزاعات فى سوريا واليمن. وكانت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها فى المنطقة، بما فى ذلك السعودية وقطر، قد دعموا بعض فصائل المعارضة السورية والتى تمكن النظام السورى من إلحاق الهزيمة بها فى معظم أنحاء البلاد بمساعدة من قبل روسيا وإيران. حاليا تقود السعودية جهود عودة سوريا للصف العربى بشكل كامل ولكن تحت مظلة مجلس التعاون الخليجى حيث تحاول المملكة على الأقل ضمان عدم اعتراض قطر على عودة سوريا للجامعة العربية إذا طُرح الموضوع على التصويت، ورغم أن رئيس الوزراء القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى أعلن الخميس الماضى، أنّ الحديث عن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية «تكهّنات»، مشدّدًا على أنّ أسباب تعليق عضوية دمشق لا تزال قائمة بالنسبة للدوحة إلا أنّ تغير الموقف القطرى من سوريا «مرتبط أساسًا بالإجماع العربى وبتغير ميدانى يحقّق تطلعات الشعب السورى» كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ولهذا عقد اجتماع دول مجلس التعاون الخليجى فى مدينة جدّة الجمعة الماضية الذى شاركت فيه أيضًا مصر والعراق والأردن للبحث فى مسألة عودة سوريا لجامعة الدول العربية بعد تعليق عضويتها منذ 2012، قبل حوالى شهر من انعقاد القمة العربية فى السعودية بهدف تذليل الخلافات الخليجية حول سوريا قدر الإمكان.
