للصحراء أسرار وحكايات يعشقها من وقع فى غرامها، جمالها مخيف للكثير ولكنه يخطف قلوب من عشق جبالها وكثبانها الرملية، ليروضوا تلك الطبيعة الموحشة، وتصبح موطنهم يمارسون فيه هوايتهم ورياضاتهم ومغامراتهم، وتصبح حيواناتها صديقة لهم فى تلك الهوايات. رياضات الصحراء عديدة، مثل تزلج على الرمال وسباقات للهجن والصقور، ورحلات بالموتوسيكلات والسيارات، وعشق التخييم فى عزلة الصحراء، وغيرها، سرقت قلوب الكثير... ورصدت صفحة "شباب زون" تجارب الشباب وهوايتهم ورياضات الصحراء التى عشقوا رمالها. التخييم فى الصحراء هواية أصحاب المزاج والطبيعة تعتبر التخييم فى الصحراء من أكثر الرياضات انتشارا بين محبى الأشياء الجديدة، والاستمتاع بالصحراء والطبيعة الهادئة، وخاصة فى فصل الشتاء حيث إن هذا التوقيت المناسب للقيام بها، ولكن التخييم فى الصحراء يتطلب الكثير من الترتيبات لكى لا يتفاجأ الفريق بالكثير من المشاكل فهو لا يتحمل أى خطأ، لأنها تؤدى إلى كوارث هم فى غنى عنها، فهى أولا وأخيرا مغامرة لاتنسى. هناك بعض التحضيرات التى يجب توافرها مع فريق التخييم مثل اختيار الفراش «حقيبة النوم، الفرشات القابلة للنفخ، والفوط وغيرها» والملابس، والأحذية ومستلزمات النظافة، وأدوات الطهى والطعام، لا بد وأن تحتل مكانها على قائمة أغراضهم، فإننا نورد فيما يلى قائمة بأغراض ومستلزمات التخييم المهمة التى قد تغفل عنها عند التخييم: حيث تحتاج إلى ادواتك الشخصية لرحلة التخييم، مثل أربطة أحذية إضافية، قبعة، نظارات، حقيبة ظهر، حقيبة يدوية، مصباح يدوي، مصباح أمامي، مصباح قبعة، ولاعة، أعواد ثقاب مقاومة للماء، حقيبة إسعافات أولية، طارد للحشرات، واقٍ من الشمس، مرهم لترطيب الشفاة. بالإضافة إلى شواحن، بطاريات إضافية للهواتف النقالة والكاميرات، صافرة، بوصلة، جهاز تحديد المواقع، دبابيس أمان بأحجام مختلفة، منظار، كتب، صحيفة، عبوة ماء، سكين تخييم، أدوات تناول الطعام، كوب للشرب.، ولوازم وإكسسوارات التخييم، مثل طفاية حريق، كراسي، مقاعد تخييم، حبل غسيل ومشابك للملابس، كيس للملابس المتسخة. وبعد كل هذه الترتيبات لم ننس أدوات الطهى وإعداد الطعام، فلابد من اقتناء موقد وسائل إشعال، طاولة قابلة للطي، مفرش مائدة، حطب، مشعّل نار، فحم، ووقود للولاعة، وأدوات طهى مناسبة ، فتّاحة علب، زجاجات، مناديل ورقية، أكياس للنفايات، حاملات للقدور واقيات من الحرارة، مفتاح أغطية فلين، رقائق قصدير شديدة التحمل، أكياس قابلة لإعادة الإغلاق، صابون لتنظيف الأطباق، إسفنج تنظيف. وأخيراً، تذكر أن تتابع آخر المستجدات بخصوص المسموحات أو الممنوعات فى المخيمات المحلية وإشعال النيران، وعادة ما تتوفر التعليمات بخصوص ذلك على مواقع أقسام الصحة العامة والسلامة. كما يجب الحرص على أن تطلع باستمرار على القواعد واللوائح والقيود قبل الانتهاء من إعداد قائمة بأغراض ومستلزمات التخييم الخاصة بك. ويذكر أن أهم المناطق لرياضة التخييم فى مصر هى :» دهب، نويبع، رأس محمد، وادى الحيتان، سيوة، الصحراء السوداء، والبيضاء، جبل سانت كاترين». «الهجن» ماراثون سفينة الصحراء «الهجن» أو «الجمال».. أبطال العيش فى الصحراء، تعرف الجمال منذ قديم الأزل أنها سفينة الصحراء وتتحمل التغييرات المناخية القاسية على مدار العام، ولكن لم يعلم الكثير أن الجمال تخوض سباقات مثل الخيل تماماً، ولها مواصفات وتجهيزات أيضاً ويفضلها الكثير من أهل سيناء والبدو بشكل عام فى كل صحارى مصر والوطن العربى. سباق الهجن أو الهجانة، هو رياضة عربية أصيلة، مشهورة فى الشرق الأوسط بين العرب وخاصة فى منطقة الجزيرة العربية، وكذلك فى أفريقيا وأستراليا. والهجن نوع من الإبل، تستخدم للرياضة والركوب، وتحرص بعض الدول وبخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدةوقطر والأردن وسلطنة عمان ومصر على إقامة هذا السباق بانتظام وعلى تنظيم المهرجانات والاحتفالات الشعبية الكبيرة خلال فترات إقامته، وخاصة فى فصل الشتاء حيث إن الجمل يكون مرهقا فى فصل الصيف لا يتحمل الدخول إلى مثل هذه السباقات. تعتبر «سباقات الهجن» رياضة مارسها العرب فى الجاهلية والإسلام، وتوارثتها الأجيال على مر العصور والأزمان. وهى تراث عريق قيِم تقدره الأجيال الحاضرة، وتضعه فى المكانة اللائقة به، ويصفه الكثيرون بأنّها الرياضة القديمة الحديثة، أو رياضة الأجداد التى تثير الحماس والتنافس بين شباب الأبناء فى العصر الحديث. أوضح «سلامة محمد سلامة» المعلق الخاص بسباقات الهجن فى مصر، أن الهجن تتسابق فى هذه الرياضة بسرعة تصل إلى 64 كم/س فى مضامير مخصصة لهذا السباق، تشبه هذه الرياضة إلى حد كبير سباق الخيل، إلا أن الاختلاف بين سباق الهجن وسباق الخيول هو الراكب الآلى الذى يوضع على الجمل أو الهجن بينما فى الخيول يركبه فارس قد يخسر الكثير من وزنه مقابل الحفاظ على لياقته لكى يتحمله الحصان فى السباق بينما فى سباقات الهجن يستخدم الرجل الآلى الذى يصل وزنه 2 أو 3 كيلوجرامات فقط، موضحاً أنه يكون متصلا بسيارة تسير بجانب الجمال فى طريق خاص بها يتحكم بها رجل لكى يزيد من سرعة الجمل أو تبطئه حتى الوصول لنقطة النهاية. وأضاف «سلامة» أن الإبل التى تشارك فى سباق الهجن تتميز بأنها أصيلة، من نسل السلالات العربية المؤصلة، وهى ما تعرف بأبناء أو بنات النوق الأصايل؛ حيث تتصف بصفات خاصة تؤهلها للجرى السريع مثل العمر، اللياقة والتغذية، إضافة إلى صفاتها العامة، التى تشترك فيها مع بقية الإبل الأخرى. فهى تتصف بأنها ذات سنام واحد ورقبة طويلة، وأكتاف وأرجل قوية. ويصل وزن الواحدة منها من 500 إلى 600 كجم، إضافة إلى ذلك تتميز إبل السباق بنحافة الجسم والرشاقة وخفة الحركة وسرعة الجرى والقدرة على التحمل والاستجابة للتدريب. وقال «سلامة» إن الإبل لها طرق تغذية خاصة تخضع لها قبل الدخول فى السباق، ومواعيد محددة فى تناول الطعام وهى «الشعير والذرة والبرسيم بكميات معينة واللبن، والعجوة» لاحتوائها على الفيتامينات الهامة لصحته العامة. وأكد «سلامة» أن سباق الهجن يحضره الكثير من السياح والاهتمام به يعمل على تنشيط السياحة بشكل كبير، أن السياح يشعرون بالسعادة والانبهار عند مشاهدة مثل هذه السباقات، بالإضافة إلى التحضيرات الخاصة بمكان المهرجان فيتم تنسيقه على أعلى مستوى، فلابد من تمهيد الطريق الخاص بالجمال والتى تكون خالية من الطوب لكى لا تعرقل سيرها، ووضعها فى مسار مغلق من الجانبين حتى لا يخرج الجمل عنها منذ بداية الطريق وحتى نطق صافرة النهاية، ويجهز أيضاً مكان لكبار الزوار «منصة» ومكان للجمهور أيضاً لمشاهدة السباق. التزلج على الرمال رياضة قادمة من الحضارة الفرعونية لم تخف أى رياضة عن أجدادنا الفراعنة، حتى الرياضات التى ظهرت مؤخرا، فالبرجوع إلى أصولها نجد بصمة فرعونية أصيلة بها، يقال أن أصول التزلج على الرمال نشأت فى مصر منذ أيام الفراعنة، حيث كانوا يتزلجون إلى أسفل الكثبان على قطع من الألواح خشبية. «التزلج على الرمال» هى إحدى الرياضات التى تمارس على ألواح التزلج وهى شبيهة برياضة التزلج على الجليد ، لكنها تمارس على الكثبان الرملية بدلا من الجبال الثلجية. ولهذه الرياضة متابعون فى جميع أنحاء العالم وخصوصاً فى المناطق الصحراوية والمناطق الساحلية التى تحتوى على الكثبان الرملية الساحلية. و يكون التزلج عبر منحدرات الكثبان الرملية حيث تكون أقدام المتزلجين مربوطة بألواح التزلج ، بينما يفضل بعضهم استعمال ألواح بدون رباط، ويمكن ممارسة التزلج على الرمال على مدار العام، بينما التزلج على الجليد فيكون خلال مواسم محددة بالسنة، وخاصة فى فصل الشتاء فهو الأنسب لها. وتتكون معظم ألواح التزلج على الرمال الصغيرة terrain sandboard، والتى تمتاز أيضا بوزنها الخفيف من رقائق الخشب الصلب ، بينما ألواح التزلج « كاملة الحجم full size تتكون من الخشب والألياف الزجاجية والبلاستيك المركب. وأحياناً يمكن استعمال قاعدة ألواح التزلج الثلجية على الكثبان الرملية الأكثر انحدارا. قال «ريك جونسون» المختص فى مجال الألواح الثلجية والرملية، ويحمل الرقم القياسى العالمى لموسوعة جينيس للسرعة على ألواح التزلج الرملية أن أفضل الأماكن للتزلج فى مصر تتواجد فى بحر الرمال العظيم بالقرب من واحة سيوة فى صحراء مصر الغربية، كثبان القطانية التى تبعد ساعة ونصف بالسيارة من القاهرة إلى الواحات البحرية، كثبان الصفراء وحدوده المتواجدة ما بين مدينة دهب ودير القديسة كاثرين فى سيناء. «سباقات الصقور» عشق الملوك والأمراء لم تتخل رياضات الصحراء عن «البدو» فمن أهم الحيوانات التى كان يمتلكها أهل الصحراء هى الجمال والكلاب والخيل وأخيراً وأغربهم «الصقور»، لم يعرف الكثير أن الصقور لها الفضل فى الصيد، فهو يعتبر الطائر الأسرع بين الطيور، ويعتمد عليه البدو اعتماداً كبيراً فى هذا الشق، إلى أن تطور بهم الحال وأصبح للصقور سباقات أيضاً يهتم بها ملوك وأمراء الدول العربية ويحرصون على امتلاك أغلى الأنواع منها تفاخراً بها. قال « أحمد الشريف» منظم سباقات الصقور فى مصر وصاحب أول سباق «حورس» الذى اتخذه من القدماء المصريين نسبة إلى «حورس» حامى الملوك قديماً، إن سباقات الصقور تقام بشكل كبير فى الدول العربية مثل قطر والكويت والسعودية، وتعتبر الهواية رقم 1 لديهم وتستحوذ على مكانة كبيرة فى حياتهم، وأن الصقر يدخل فى الكثير من السباقات مثل سباق السرعة ويطير فيه الصقر منفرداً على مسافة 400 متر، بتوقيت معين يتم قياسها بأجهزة سرعة حديثة ويتم تقييم سرعة الصقر على صاحب أقل وقت يصبح هو الفائز فى المسابقة. وأضاف «الشريف» أن التجهيز لسباق حورس استغرق 4 سنوات، وتمت المقابلة مع الكثير من محبى الصقور على مستوى محافظات مصر «الإسكندرية، مطروح، القاهرة، الدقهلية» وغيرها من المحافظات والصعيد أيضاً، وبدأ فى عام 2016 وظل يقام كل عام فى صحراء برج العرب بالإسكندرية، موضحاً أن قبيلة «أولاد يادم» لهم الفضل الأكبر فى انطلاق سباقات الصقور فى مصر، حيث إنهم يتولون التنظيم للسباقات فى أرضهم بالإضافة إلى تجهيز الوجبات للمتسابقين والحضور، وتقديم الدعوات للبدو للمشاركة فى سباقات الصقور.. وأضاف الشريف أنه الراعى الأول لسباقات الصقور، وأنه مكلف بالطبع ولكنى أقيمه على قدر الإمكانيات المتاحة، مثل الهدايا التذكارية للمتسابقين، وهناك بعض المساعدات من قبل محبى الصقور والهواة لهذه الرياضة، مضيفاً أن السباق الأول الذى أقيم فى عام 2016 تمت مشاركة 15 صقراً به، وحضره الكثير من المهتمين برياضة التصقير من معظم الدول العربية. وقال «الشريف» إنه يتم شراء الصقور من الصيادين فى موسم خاص بهم فى شهر أكتوبر ونوفمبر، حيث هناك قبائل متخصصة فى صيد الصقور وبيعها فى الأسواق وهذا بدأ يحدث مؤخراً فكانت القبائل تحتفظ بالصقور وإهدائها للملوك والأمراء، ولكن فى العشرين عاما الماضية تم بيعها وشراؤها، وتتراوح أسعارها بداية من 5 آلاف جنيه إلى مليون جنيه، مؤكداً أنه تم بيع صقر وصل سعره هذا العام مقابل 18 مليون جنيه، لندرة نوعه، وتم بيعه لأحد أمراء الإمارات، كنوع من التفاخر بهذا الثمن.. يتم تدريب الصقور قبل خوض السباق بحوالى شهر، ولإقامة السباق لابد من التأكد من الأرصاد الجوية بعدم وجود رياح عالية فى هذا اليوم أو أمطار وتكون الأرض جافة، وقبل السباقات بيومين يتم يتجهيز المكان داخل الصحراء بإخلاء المكان من الإشغالات ونصب الخيام لاستقبال الضيوف المشاركين فى السباق، وتحضر الماء والطعام والنار, أما عن تدريب الصقور فهناك 5 أنواع هى الأفضل فى اجتياز السباقات وهى الصقر» الشاهين، الحر، العقبان، الوكري، والطيور الصغيرة»، ويتم تدريب كل نوع على حسب قدراته. وأوضح «الشريف» أن الصقر يعيش حتى 15 أو 20 عاماً وهذا يترتب على الرعاية والتغذية التى تقدم له، والعمر المناسب للصقور المشاركة فى السباقات تكون من عام إلى 7 أعوام، حيث إنه فى هذا العمر يتمتع باللياقة البدنية العالية، وبعد هذا العمر يتم استخدام الصقور فى الصيد، ويتم تعليم الصقور على الصيد والعودة لصاحبه مرة أخرى.