ربما تكون المرة الأولى التى اتفق فيها مع أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية. شدد أبو الغيط على ضرورة أن تكون القمة العربية المقبلة فى الجزائر ناجحة، من أجل احتواء الأزمات التى تشهدها المنطقة، خاصة مع التداعيات الكبيرة للأزمات الدولية، ومع تفاقم الأزمات العربية. قال: هناك العديد من الأزمات، بدءاً من الحرب فى أوروبا، ناهيك عن القضايا الأخرى فى المنطقة بدءاً من فلسطين، وسوريا واليمن والعراق. لاحظت أنه لم يذكر ليبيا رغم خطورة أوضاعها!. وأعلن عقد القمة بالجزائر يومى1 و2 نوفمبر المقبل، ولا مجال لأى حديث آخر عن التأجيل أو الإلغاء. أرجو ألا يخيب ظنى وظن أبو الغيط فى أن تخرج القمة خالية الوفاض كالعادة، وبلا نتائج كما حدث كثيرا من قبل. وأتمنى ألا تسيطر الخلافات العربية / العربية على القمة، فتنشغل بها وبالمصالحات الشكلية، لفض المجالس، دون تعمق فى جذور القضايا والمشكلات التى تهم الشعب العربى. لقد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن حرصه الشديد، خلال كلمته أمام اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية أمس على التأكيد على أهمية احتواء أى خلاف وكل مشكلة من أجل الاحتفاظ بوحدة الصف. وأشار إلى موضوعات ذات أولوية مثل موضوع الأمن الغذائى. الحق أن أبو الغيط دبلوماسى محنك وخبير وعلى دراية كاملة بمشكلات الوطن العربى. ولديه الحلول، لكنه مقيد بتصرفات وتوجهات القادة العرب، وقد حاول أكثر من مرة ومازال يحاول لرأب الصدع العربى، للأسف لا يجد مساندة من القادة والدول. كل هذا على الرغم من أن عالمنا العربى ليس ببعيد عن الأزمات والمخاطر العالميه، وما خلفته الحرب فى أوكرانيا، وقبلها أزمة كورونا من تباطؤ اقتصادى واضطراب فى الأسواق وسلاسل التوريد على صعيد عالمى. وأتفق معه أن كافة الأزمات العربية المشتعلة، يظل الحل السياسى الخيار الوحيد الممكن لتحقيق الاستقرار وإنهاء المعاناة الهائلة للشعوب. دعاء: اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون.
