بعيدًا عن أخبار الأوبئة والجوائح، والحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها المخيفة، والتغير المناخى واحتراق غابات الجزائر الشقيقة، وسخافات «الفيمينيزم» اللاتى يريدن أن ينزعن الروح من الحياة والعلاقات العاطفية والزوجية بإثارة موضوعات سطحية، وفقاعات يطيرون داخلها إلى التريند والمشاهدة واللايكات. بعيدًا عن كل هذا الغم، رحت أفتش بين الأخبار عن الفرحة، التفاؤل والأمل، والحمد لله صادفت العديد منها، واكتشفت أننا نقع أحيانًا فى مصيدة الإعلام الحديث «السوشيال ميديا»، ونبلع الطعم ونسلم بنهاية العالم بعد أن تحاصرنا الأخبار المحزنة والآراء الهدامة من كل جانب. لذلك اخترت لقرائى الأحباء ثلاثة أخبار مفرحة لأشارككم بها هذا المقال. الخبر الأول: يفرح ويسعد القلوب المحبة للكلمة والحرف مثلى. وهى معلومات قيمة جاءت فى سياق بوست على الفيسبوك لشخصية صحفية إعلامية مرموقة هو الكاتب توماس جورجيسيان. محتوى البوست كان عن أرقام مهمة أعلنت خلال المهرجان الوطنى للكتاب لعام 2022 الذى نظمته وأقامته مكتبة الكونجرس الأمريكية بالعاصمة واشنطن دى سى. الأرقام تتعلق بعدد الكتب الورقية التى تم بيعها فى الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال عام 2021 وجاء الرقم مذهلا (825 مليون كتاب). كذلك ذكر التقرير أن حجم صناعة الكتاب فى أمريكا تقدر بنحو 30 مليار دولار، ويعمل فى تلك الصناعة حوالى 65 ألف شخص. وبالنسبة للكتب التى بيعت من خلال «أمازون» بلغت نسبتها 40% من حجم مبيعات الكتب الورقية، و89% من حجم مبيعات الكتب الإلكترونية. ويقول توماس جورجيسيان: وجدير بالذكر أيضا أن الكتب الإلكترونية تمثل 20% فقط من مبيعات كل الكتب، ويبلغ عدد مكتبات بيع الكتب فى أمريكا ستة آلاف و45 مكتبة، أما عدد المكتبات التى تتيح استعارة الكتب لقراءتها فقد وصل إلى 117 ألفاً. هذه الأرقام تمنحنا نحن القراء والكتاب الأمل، وتجعلنا نؤمن بأن أصل الأشياء لا يمكن أن ينتهى أو يموت. والكتاب هو منتج إنسانى يجسد قيمة العقل البشرى، و يطوره، ويحتفى به. إذن وكما قال توماس فإن الكتاب باقٍ، لا ولن يموت، مهما تعددت وسائل المعرفة، وتكالبت على عقولنا ميديا التشتيت والتسطيح. شكرا توماس على هذه المعلومات القيمة، ونتمنى أن تحفز تلك الأرقام الأمريكية دور النشر المصرية والعربية لتطوير صناعة الكتاب، وتنميتها، وأن تساعد الدولة بكل أجهزتها وتدعم تلك الصناعة المهمة، التى تعمل بشكل أساسى على تشكيل الوعى، وبناء الإنسان، كما تعتبر أحد أهم ركائز قوة مصر الناعمة. الخبر الثانى: يقول إننا فى مصر ولأول مرة أصبح عندنا رئيسة لمصنع الإنتاج الحربى، فقد تم تعيين المهندسة دينا عبد المنعم رئيسًا لمجلس إدارة لمصنع 27 حربى. أصدر القرار المهندس محمد صلاح الدين مصطفى وزير الدولة للإنتاج الحربى، المهندسة دينا عبد المنعم حاصلة على بكالوريوس هندسة القوى، والآلات الكهربائية، كما حصلت على درجة الماجستير فى التحكم الآلى، وشهادة الأعمال الدولية المعتمدة من جامعة ميسورى، ودرست برنامج القيادة للتميز الحكومى فى جامعة كينجز بلندن، والجامعة الأمريكية بالقاهرة. وبدأت رحلتها المهنية بالإنتاج الحربى منذ عام 1998 كمهندسة للصيانة. الخبر الثالث: خبر كوميدى وظريف، باختصار، تمت ولادة طفل يمنى على متن طائرة الخطوط الجوية السعودية من طراز بوينج 777 فى طريقها من جدة إلى مطار JFK بنيويورك، ويظهر رادار تتبع الرحلات أنه تم إعلان حالة طوارئ بينما كانت الطائرة تحلق فوق إيرلندا الشمالية بسبب ولادة الطفل المحظوظ «يحيى مراد» على متن الطائرة. حصل الطفل يحيى مراد على جنسية كل البلدان بريطانيا، ايرلندا، وأمريكا كما فاز بجائزة سفر على متن شركات الطيران مجاناً طوال حياته.