متحف قومى للسينما المصرية

قبل ثمانى سنوات وتحديدا فى يناير 2014، زرت الجمهورية الايرانية ضمن وفد سينمائى مصرى كبير، واستغرقت الزيارة أحد عشر يوما ما بين «طهران» و«اصفهان» وتضمن برنامج الرحلة زيارة مدينة «غزالى» للانتاج التى صور فيها مشاهد فيلم ومسلسل «مريم العذراء»، ومدينة «الدفاع المقدس»، التى صور فيها مسلسل «يوسف الصديق»، وزيارة للأكاديمية الإيرانية للفنون، وقد جمع الوفد المصرى لقاءات ومناقشات مع عدد كبير من السينمائيين الايرانيين، ولكن كان ابرز ما فى هذه الرحلة، الزيارة التى قام بها الوفد المصرى الى «متحف السينما» فى طهران والذى يضم مجموعة نادرة من مقتنيات السينما الإيرانية فى مختلف عصورها من إكسسوارات وملابس وآلات تصوير ووحدات مونتاج وجوائز دولية حصلت عليها أفلامها، وأقيم فى قصر تاريخي، كان أحد قصور «شاه إيران السابق» ويضم إلى جانب ذلك صالتين لعرض الأفلام ومقاهى ومكتبة، ويختصر بين جدرانه تاريخاً يمتد لأكثر من مئة عام ويعد من أهم متاحف السينما فى الشرق الاوسط .
لاشك أننى منذ زيارتى لهذا المتحف الكبير لا تفارق عينى صور معارضه المختلفة التى تحكى بالفعل تاريخ ايران السينمائى والذى يقترب من تاريخ السينما المصرية قليلا، فنحن نسبقها بسنوات طويلة، ورغم ذلك تُركت السينما المصرية حتى الان بدون متحف يؤرخ لها ويحفظ التراث السينمائى للاجيال المقبلة، وهناك جهود تبذلها وزارة الثقافة فى جمع المقتنيات الضخمة من خلال الشركة القابضة للسينما برئاسة د. خالد عبد الجليل وبدعم كبير جدا من الوزيرة الفنانة د. إينالس عبد الدايم حيث تمتلئ مخازن ضخمة يوجد بها كل ما يتعلق بصناعة السينما المصرية، ومقتينات نادرة فى مختلف عصورها من إكسسوارات وملابس وآلات تصوير ووحدات مونتاج وأفيشات وصور فوتوغرافية للأفلام، وجوائز دولية حصلت عليها الأفلام المصرية، لا توجد فى أكبر متاحف السينما فى العالم، فيوجد مثلا فى هذه المخازن مئات من كاميرات التصوير ومراحل تطورها وأول ماكينة فحم فى العالم الصوت وأول موفيولا، وأول وحدة مونتاج، وكميات كبيرة جدا من ملابس الأفلام التاريخية مثل فيلم الناصر صلاح الدين وأكثر من 300 ألبوم صور فوتوغرافية للأفلام التى أنتجتها المؤسسة العامة للسينما، وآلاف الأفيشات، ولا أعرف السر وراء عدم الحماس لانشاء متحف للسينما، وليكن فى العاصمة الادارية الجديدة مثلا ليضم كل ما سبق ويحكى تاريخ أقدم سينما فى المنطقة كلها والتى يتجاوز عمرها 126 عاما.